عندما تبحث عن بعض المصطلحات مثل الويب 3.0 وإنترنت الأشياء, على الأغلب لاحظت وجود مصطلح مرتبط بهما ويسمى الويب الدلالي Semantic Web, فما هو الويب الدلالي؟
1. ما هو الويب الدلالي؟
الويب الدلالي هو عبارة عن رؤية حول امتداد لشبكة الويب العالمية الموجودة الآن. والتي تزود البرامج ببيانات وصفية يمكن تفسيرها بشكل آلي Machine-Interpretable Metadata للمعلومات والبيانات المنشورة. بمعنى آخر, نضيف المزيد من واصفات البيانات Data Descriptors إلى المحتوى والبيانات الموجودة بخلاف الموجودة مسبقاً على الويب.
كنتيجة لهذا الأمر, تكون أجهزة الحاسوب قادرة على تقديم تفسيرات ذات مغزى, وتكون هذه التفسيرات مشابهة للطريقة التي يعالج بها البشر المعلومات لتحقيق أهدافهم.
إن الهدف النهائي للويب الدلالي هو تمكن أجهزة الحاسوب من التلاعب بشكل أفضل بالبيانات والمعلومات بالنيابة عن البشر. كم تشير كلمة “دلالي” إلى إمكانية المعالجة بشكل آلي أو ما تستطيع الآلة فعله بالبيانات.
ويعتبر الويب الدلالي من أهم مميزات الويب .
2. الرؤية المتطورة للويب الدلالي.
يوجد هنالك ثلاثة أشياء تقبع تحت مظلة الرؤية الأصلية للويب الدلالي, وهي:
- أتمتة استرجاع المعلومات.
- إنترنت الأشياء.
- المساعدون الشخصيون.
ومع مرور الوقت, تطور المفهوم إلى نوعين مهمين من البيانات, والتي تنفذ رؤية الويب الدلالي مجتمعة مع بعضها البعض. وهذه البيانات هي:
- البيانات المفتوحة المرتبطة Linked Open Data.
- البيانات الوصفية الدلالية Semantic Metadata.
سنتحدث عن كل نوع منها بالتفصيل خلال سطورنا التالية.
البيانات المفتوحة المرتبطة: المسار عبر متاهة البيانات.
بالنسبة للبيانات المفتوحة المرتبطة (LOD) Linked Open Data, هي عبارة عن بيانات منظمة تم تصميمها كرسم بياني ونشرها بطريقة تسمح بالترابط بينها عبر الخوادم. تم إضفاء الطابع الرسمي على ذلك بواسطة Tim Berners-Lee في عام 2006 مع الأخذ بالاعتبار القواعد الأربعة للبيانات المرتبطة:
- استخدام URIs كأسماء للأشياء.
- استخدام HTTP URIs حتى يتمكن الأشخاص من البحث عن هذه الأسماء.
- عندما يبحث شخص ما عن URI, يجب تقديم معلومات مفيدة باستخدام بروتوكولات (RDF, SPARQL) التي سنتحدث عنها لاحقاً.
- تضمين روابط إلى URIs أخرى, حتى يتمكن الأشخاص من اكشتاف المزيد من الأشياء.
تتيح البيانات المفتوحة المرتبطة LOD لكل من الأشخاص والآلات الوصول إلى البيانات عبر خوادم مختلفة وتفسير دلالاتها بسهولة أكبر.
كنتيجة لذلك, ينتقل الويب الدلالي من مساحة تتكون من مستندات مرتبطة إلى مساحة واسعة تشتمل على معلومات مرتبطة ببعضها البعض. وهذه يؤدي إلى إنشاء شبكة غنية مترابطة من المعلومات القابلة للمعالجة عن طريق الآلة.
من الأمور التي تتضمنها البيانات المفتوحة المرتبطة:
- بيانات واقعية عن مفاهيم وكيانات محددة, مثل نظرية الإنفجار العظيم أو الإحتباس الحراري أو ملاعب قطر.
- علم الوجود, وهو مخطط دلالي يحدد:
1- فئات الكائنات (مثل الشخص والمنظمة والموقع والوظيفة).
2- أنواع العلاقة (مثل علاقة الأبوة أو الشركة المصنعة لمنتج ما).
3- السمات (مثل تاريخ الميلاد أو الموقع الجغرافي).
في يومنا هذا, يوجد هنالك الآلاف من مجموعات البيانات المنشورة كبيانات مفتوحة مرتبطة LOD. وهي متوافرة عبر قطاعات مختلفة مثل الموسوعات والبيانات الجغرافية والبيانات الحكومة وقواعد البيانات والمقالات العلمية والترفيهية وغيرها.
في مجال علوم الحياة, يوجد هنالك أكثر من 100 قاعدة بيانات علمية منشورة كبيانات مفتوحة مرتبطة. ونظراً لارتباطها, تشكل مجموعات البيانات هذه شبكة عملاقة من البيانات أو رسماً بيانياً للمعرفة, وتربط هذه الشبكة قدراً هائلاً من أوصاف الكيانات والمفاهيم ذات الأهمية العامة.
اقرأ المزيد: مايكروسوفت تستثمر 5 مليار دولار في انترنت الأشياء
اقرأ المزيد: منتدى “هواوي” للتعليم المرتبط بالتكنولوجيا الحديثة يناقش آفاق التعاون بين القطاعين العام والخاص