لماذا لا يعرض عملاق محركات البحث جوجل النتائج الموثوقة أكاديميًّا أولًا؟ محرك بحث جوجل يعد أكبر بنك للمعلومات حول العالم منذ مدة بعيدة، ويوفّر القدرة على عرض مئات ملايين النتائج حول أي موضوع تريد البحث عنه، حيث يمكنك من البحث عن الكتب والمقالات والأخبار والصور والموسيقى والأفلام ومقاطع الفيديو وحتى المواقع الأخرى، إضافة إلى مشاهدة الإعلانات التسويقية وقدرة الوصول إلى جميع مراكز البيع حول العالم.
اقرا المزيد:أفضل 7 تطبيقات جوجل درايف لتحسين العمل الجماعي
يوفر محرك بحث جوجل العديد من طرق عرض النتائج من خلال أدوات للبحث، مع خيارات متعددة تعمل على فلترة هذه النتائج، إضافة إلى العديد من الخدمات التي تسهل عملية البحث بطريقة احترافية أو حتى للمبتدئين.
لكن طريقة عرض هذه النتائج تعتمد على خوارزميات معينة تقوم بتضييق نطاق البحث، وتقوم بعرض النتائج الأكثر مشاهدة والأكثر بحثًا في الصفحات الأولى، وهذا الأمر يكون غالبًا على حساب النتائج العلمية والدراسات الأكثر صحة وموثوقية.
السؤال المطروح هنا، هل تتعمّد شركة جوجل إخفاء تلك النتائج بهدف تضليل المستخدمين عن المعلومات الصحيحة، أم أن شركة جوجل بريئة من ذلك؟
طريقة عرض نتائج البحث في محرك جوجل
استخدام محرك بحث جوجل هو عملية بسيطة جدًا، وبمجرد قيامك بفتح المتصفح الخاص بك سوف يظهر لك على الأغلب الصفحة الرئيسية على هيئة محرك بحث جوجل، وذلك بسبب قوة الشركة عالميا واعتماد أغلب خدماتها من قبل الشركات الكبرى والمواقع الإلكترونية ومصنعي الأجهزة والتطبيقات.
بعد فتح صفحة البحث، تقوم بكتابة ما تريد في خانة البحث ثم تضغط “بحث”، ليتم تاليًا عرض عدد كبير جدًا من النتائج المتعلّقة بالموضوع الذي أردت البحث عنه، ويتم هذا غالباً في وقت قصير جداً لا يتجاوز ثانيتين ((يعتمد ذلك بالطبع على سرعة الاتصال المتوفّرة لديك)).
الصفحة الأولى تعرض لك النتائج الأكثر تداولًا عن هذا الموضوع، ثم يتم ملاحظة أن تلك النتائج تصبح أكثر اختلافًا بعد وصولك للصفحة الثانية أو الثالثة، وهذا يعتمد غالبًا على الموضوع نفسه وكثرة الكلام عنه عبر شبكة الإنترنت.
تلك النتائج تكون عبارة عن مقالات أو أخبار أو مقاطع فيديو وصور تم إدخالها مسبقًا ضمن مواقع مختلفة، والنتيجة تكون عبارة عن رابط يقودك للموقع المالك لهذه الوسائط، لأن جوجل نفسها لا تقوم بتقديم محتوى معيّن، وإنما هي عبارة عن أداة ضخمة جدًا تعمل على ترتيب وتنظيم المحتوى التابع للمواقع الأخرى، إضافة إلى عدد كبير من الأدوات والتطبيقات التابعة لشركة جوجل مثل Google Drive، و Google Sheets، و Google slides، و Google photos، و Google play store، والكثير غيرها من التطبيقات والأدوات المفيدة جدًا.
خيارات الفلترة المطروحة في محرك بحث جوجل
يوفّر محرك بحث جوجل العديد من خيارات الفلترة التي تعمل على تضييق نطاق البحث والوصول إلى نتائج دقيقة، وتلك الخيارات والأدوات تفيد في عرض النتائج الأكثر تعلّقًا بالموضوع المراد البحث عنه.
مثلًا، يقدّم محرك بحث جوجل خيارات البحث عن الصور بشكل مستقل، مع وجود خيارات أوسع مخصّصة لهذا النوع من عمليات البحث، حيث يمكنك اختيار “Latest” لإظهار أحدث الصور المتعلّقة بموضوع البحث، وأيضًا يمكنك اختيار “GIF” لعرض الصور المتحركة، وخيار “HD” لعرض الصور عالية الدقة، كما يوجد خيار “Product” لعرض صور تابعة لمنتجات يمكن شراؤها، وبالنسبة لخيار “Color” فهو يقوم بتحديد ألوان الصور المراد عرضها، وأخيرا يوجد خيار “Usage Rights” لإظهار الصور ذات حقوق النشر المحفوظة.
أما عند بحثك عن مقاطع الفيديو المتعلّقة بموضوع ما، فإن محرك بحث جوجل سوف يقدم لك عدد كبير جدًا من النتائج التابعة لتطبيق YouTube أولًا، وذلك لأنه تطبيق تابع لشركة جوجل، ويحتوي على أكبر عدد ممكن من مقاطع الفيديو المنوّعة، ثم يتم عرض مقاطع الفيديو التابعة لمواقع أخرى حسب موضوع البحث، أيضًا عند اختيارك البحث عن الأخبار، فسوف يتم عرض نتائج عديدة عن مقالات تتحدّث عن الموضوع الذي اخترته دون وجود خيارات لفلترة هذه النتائج.
كما يمكن البحث عن الكتب ولكن أيضًا دون وجود خيارات فلترة النتائج المعروضة.
أما الخيار الأول للبحث الشامل “ALL”، فهو يقوم بتفضيل النتائج المعروضة تبعًا للشيء الذي تبحث عنه، فإذا كتبت اسم فيلم سينمائي أو عنوان لمقطع فيديو تابع لأغنية ما، فالنتائج المعروضة أولًا تكون عبارة عن مقاطع فيديو متعلّقة بذلك الفيلم أو تلك الأغنية، والنتائج التالية تكون عبارة عن أخبار ضمن المواقع الرسمية وغالبًا المواقع المنتجة لذلك المحتوى.
أيضًا إذا كنت تبحث عن منتج معين “هاتف ذكي، حذاء رياضي، أدوات مطبخية”، فإن النتائج المعروضة أولًا سوف تكون عبارة عن روابط لمواقع تجارية تقوم ببيع تلك المنتجات.
أخيرًا بعد معرفة جميع تلك الخيارات، يبقى أداة واحدة تدعى “Search tools” أو أدوات البحث بالعربية، وتقدّم خيارات عديدة لتضييق نطاق البحث أكثر، لكنها محدودة قليلًا بالنسبة للهواتف الذكية حيث تقدّم خيارين فقط، أحدهما لتحديد الوقت الذي تم فيه نشر ذلك المحتوى للمرة الأولى عبر الشبكة، وهذا يتضمن “آخر سنة، آخر شهر، آخر أسبوع، آخر يوم، آخر ساعة”، أو يترك حرية اختيار الوقت تبعا للمحتوى الأكثر مشاهدة، أما الخيار الثاني فيقدم لك إمكانية البحث حرفيًا عن الموضوع الذي قمت بكتابته.
النتائج الأولى تستحوذ على مشاهدات أكثر
الأفضلية دومًا في عرض النتائج على الصفحات الأولى في محرك بحث جوجل تكون حصرية للمحتوى الأكثر مشاهدة أو الأكثر بحثًا، وهذا يعتمد أيضًا على المواضيع الأكثر رواجًا، على سبيل المثال قصة “الناجي الوحيد في عام 2027“، وهي عبارة عن قصة لشاب إسباني استيقظ وحيدًا في مدينة إسبانيا تدعى فالنسيا، وهذه النتيجة سوف تظهر لك عند كتابة كلمة “الناجي الوحيد” باللغة العربية مثلًا، لكن هذا يحدث فقط مؤخرًا، لأن قبل ظهور هذه القصة كانت جميع النتائج تشير إلى الفيلم السينمائي الذي يحمل نفس الاسم “The Lone survivor”.
معنى ذلك أن النتائج عبر محرك بحث جوجل سوف تظهر لك المواضيع الأكثر رواجًا في الوقت الحالي، لكنها تتغيّر تباعًا حسب اختلاف نسبة المشاهدات.
عدم عرض النتائج العلمية أو الأكثر صحة أولًا
قدرة البحث عبر محركات ضخمة مثل جوجل تعتبر مهارة مكتسبة يتم تعلمها نتيجة إجراء الكثير من عمليات البحث والقراءة، ومعظم مستخدمي الإنترنت لا يملكون تلك القدرات، إذا لماذا لا تقوم جوجل بعرض النتائج العلمية أولًا، وفي المقابل لماذا معظم النتائج التي تتصدّر الصفحات الأولى في محرك بحث جوجل هي عبارة عن مواضيع عادية أو أخبار يومية، وليست معلومات أكاديمية أو موثوقة حتى؟
السبب الأكبر وراء كل ذلك هو المال! نعم المال وهذا ليس بالشيء المفاجئ أبدًا، لأن الأرباح المادية الناتجة عن الإعلانات ضخمة جدًا، ويتم قياسها مقارنة بميزانيات دول بأكملها، طريقة الربح بواسطة الإعلانات ليست معقدة في الحقيقة، حيث يكون الطرف الأول المتمثّل بالشركة التي تريد عرض إعلان لمنتج ما عبر المواقع الإلكترونية، والذي يقوم بدفع مبلغ مالي محدد إلى الوسيط “جوجل مثلًا”، ليقوم الأخير بعرض تلك الإعلانات عبر المواقع حتى وصولها إلى الطرف الثاني المتمثّل بمستخدمي الإنترنت بشكل عام، وحتى أن جوجل تقوم بدفع الأموال لأصحاب المواقع الإلكترونية مقابل عرض تلك الإعلانات في مواقعهم على طريقة “Google Adsense”.
النتائج العلمية والدراسات الأكاديمية الموثوقة ليس لها نصيب كبير من تلك الإعلانات، والسبب وراء ذلك هو عدم البحث عنها بشكل كبير للأسف، لأن معظم اهتمامات وتفضيلات مستخدمي الإنترنت تكون للترفيه والتسلية “على الأقل في منطقتنا العربية”، ونتيجة لذلك لا يوجد عدد مرات بحث كثيرة لتلك المواضيع، ولن تتصدّر نتائج البحث مطلقًا.
اقرا المزيد:التطبيقات الأكثر تحميلا في 2020.. “تيك توك” يتربع على القمة