كل ما عليك معرفته عن الشركات الناشئة (الـ Startup)
كل ما عليك معرفته عن الشركات الناشئة (الـ Startup) أن تبدأ مشروع بفكرة غير مسبوقة من الصفر، وتخوض مغامرة مجهولة، هو أمر شيق، يحتاج إلى الحكمة والمثابرة والتخطيط الجيد، ويتطلب في الكثير من الأحيان التضحية بأمور حياتية كثيرة حتى يكون العائد، هو الهدف المرجو، وقد انتشرت فكرة الشركات الناشئة أو الـ Startup في الآونة الأخيرة، وهدفها حل مشاكل موجودة بالمحيط، وهناك الكثير والكثير من هذه المشاريع بدأت بأفكار في غاية البساطة، وما لبثت أن تحولت إلى مشاريع ضخمة، تُدرّس في الدورات.
اقرا المزيد:اهم أسباب فشل 90% من الشركات الناشئة…اليك التفاصيل
قبل أي شيء يجب أن تعلم أنّ هدف أي مشروع هو علاج مشكلة ما موجودة في المكان الذي ستبدأ به مشروعك، فمثلًا لا تقل سأبدأ مشروع صناعة الأغذية في منطقة غنية بالمصانع الغذائية، ففي هذه الحالة أنت تقلد ولا تحل مشكلة، لكن يمكنك أن تقول سأبدأ مشروع شركة شحن في منطقة مليئة بالمصانع الغذائية كي أحل مشكلة الشحن التي قد لا تتوافر عند بعض المصانع، وفي هذه الحالة، سأربح وسأحل مشكلة تلك المصانع في دفع مبالغ كبيرة في الشحن، لكن كيف ستبدأ في تنفيذ مشروعك الناشئ؟ تابعني في السطور التالية.
في البداية يجب أن تدرك أن أي مشروع أو شركة ناشئة تكون في بادئ الأمر مجرد فكرة تنتج عن وجود مشكلة ما في الوسط المحيط، إليك بعض الأمثلة عن الأفكار البسيطة التي تحولت فيما بعد لشركات كبرى عظيمة، وكانت غاية هذه الشركات في بادئ الأمر حل مشكلة بسيطة.
ما هي الشركات الناشئة أو الـ Startup؟
الـ Startup عبارة عن مشروع ناشئ يقوم على فكرة تهدف إلى حل مشكلة ما تستحق الحل موجودة في الوسط المحيط، ويتم إطلاق هذا المشروع بواسطة مؤسس واحد أو مجموعة من المؤسسين يمتلكون رؤية مشتركة وهدف صريح وواضح يسعى إلى حل هذه المشكلة، وتحقيق رؤية فريق العمل ككل، وتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، وكل هذا يعتمد على فريق قوي وملتزم ويتمتع بمهارات مختلفة، بحيث يتم توحيد هذه المهارات معًا لتحقيق الهدف المشترك، ألا وهو حل المشكلة، أو الرؤية المشتركة، ويجب التأكد من صقل فريق العمل بالمهارات المطلوبة قبل البدء في توسيع نطاق نشاط الشركة.
ومن المهم أيضًا الاهتمام بالمنتج النهائي الذي يسعى المؤسسين لإنتاجه، وذلك عن طريق إنشاء نموذج للمنتج المُراد تحقيقه واختباره قبل أن يُكشف عنه للعملاء، بالإضافة لذلك فإنه يجب أن يؤخذ في عين الإعتبار أن فريق العمل يجب أن يكون على توافق وتفاهم تامين، كما يجب أن يدرك أهمية التطوير المستمر لمهاراتهم، حتى يتثنى لهم أن يرتقوا بالـ Startup معًا، ويحققوا الغاية التي يسعون لها من خلال ذلك الـ Startup.
والـ Startup الناجح هو الذي يسعى منذ بدايته إلى التأكد من تحقيق الاستراتيجيات الضرورية والقيم والمعرفة التي تمنع عطل آليات العمل، وكذلك ضمان حقوق الملكية الفكرية، وبالتالي تحسين آليات العمل بشكل مستمر. ومن المهم أيضًا الحفاظ على الاستقرار المالي للشركة على المدى البعيد، حتى لا تتأزم الامور أثناء اتخاذ إجراءات حل المشكلة وتحويل الفكرة إلى واقع.
ما الفرق بين الشركات أو المشاريع الناشئة Startup والمشاريع التقليدية؟
هناك الكثير من أنواع المشاريع المختلفة، لكن ما الفرق بين هذه المشاريع وبين الـ Startup؟ في الحقيقة هناك الكثير من الفروق بين الـ Startup والمشاريع الأخرى منها أن الـ Startup يهدف إلى حل مشكلة ما في المقام الأول ومن ثم جني الأموال، لكن تظل غايتها الأولى هي إرضاء المستهلكين، بينما الأنواع الأخرى من المشاريع تهدف إلى جني الأموال في المقام الأول، وغالبًا ما تقوم على أفكار لمشاريع أخرى ناجحة، وهنا يتميز الـ Startup بالإبتكار، وبدء مشاريع جديدة بأفكار لم يأت بها أحد من قبل.
ويتميز الـ Startup أيضًا بالمخاطرة، لأنه يطرح إلى السوق حلًّا حصريًّا لمشكلة ما، وربما تلاقي هذه الفكرة قبولًا من قِبل العميل وربما لا، أما عن المشاريع التقليدية الأخرى، فهي تقوم على التكرار، وتكرر من فكرة مشروع آخر قد نجح بالفعل، ويمكننا القول بأنها تبدأ مشروعًا مضمونًا بنسبة كبيرة ومُقدرة فيه أحجام الخسائر والمكاسب، وهذا يجعل الـ Startup متميز بعنصر الابتكار عند البحث عن حل لمشكلة ما، وهذا يفتح أفق التعلم للمؤسسين، ويحفزهم على الإبداع.
من أهم المميزات التي يمتاز بها الـ Startup هي أنه يقوم على الابتكار، مما يساعد على توفير فرص عمل جديدة، تجذب الموهوبين والذين يمتلكون مهارات قد لا يستطيعون معرفة كيفية توظيفها بالشكل الذي يدر عليهم دخلًا، وهنا يمكننا القول أن الـ Startup يخلق وظائف جديدة، وهذه ميزة تحفز الشباب على العمل في مثل هذه المشاريع الناشئة، كما أنها توفر فرص عمل جديدة.
والـ Startup يتوسع في نطاق عمله، بمعنى أنه يهدف إلى ترويج منتجه ويمتد تأثيره على مستوى السوق بأكمله، ويكون له الريادة في فكرته، ولا يقتنع بالنطاق المحدود للمنتج، أما عن المشاريع الأخرى فهي محدودة النطاق وتضع قيودًا على نموها، وتستهدف فئة معينة من العملاء، لأنها تتجنب وضع الأموال في مواضع بها نسبة من الخطورة.
من أهم ما يميز الشركات الناشئة أو الـ Startup أنها يجب أن تنمو في أسرع فترة ممكنة أكثر من أي مشروع آخر، وتنشر منتجها في جميع أنحاء العالم، أما عن الشركات الناشئة فيجب أن تكبر بسرعة ولكن ليس كالـ Startup.
تقوم المشاريع التقليدية بتوفير الأموال التي تستخدمها في مشروعها من أموالها الخاصة أو من العائلة، وهناك من يلجأون إلى القروض من البنوك وغيرها، وفي حالة القروض هذه يجب أن يُدرس المشروع بعناية حتى لا تحدث أزمات في القروض، فهذا المال يجب أن يعود كاملًا لأنه ليس مالًا خاصًا، أما عن الـ Startup فهو يستخدم القروض أيضًا إذا لزم الأمر، وقد يستخدم ماله الخاص أو يقترض من القروض الملائكية، وهي عبارة عن قروض يتم اقتراضها من المستثمرين الذين يشجعون الشباب على تنفيذ مشاريعهم.
يعتمد الـ Startup وبشكل رئيسي على التكنولوجيا، أما عن المشاريع التقليدية الأخرى، فهي لا تعتمد على التكنولوجيا إلا في نطاق محدود جدًا. وتقوم المشروعات التقليدية بتوظيف عدد قليل من الموظفين حسب الحاجة، أما عن المشاريع الـ Startup فيجب تحديد المواصفات والمهارات المطلوبة منذ البداية من أجل تصميم الوظائف المطلوبة.
في حالة المشروعات التقليدية فإن الجمع بين الحياة الشخصية والحياة العملية أمر يمكن تداركه، لكن لا بد أن يكون هناك بعض التضحيات في البداية، فرجل الأعمال يتلقى المكالمات الهاتفية من الصباح للمساء، لكن مع تطور العمل واستقرار الأمور يصبح الجمع بين الحياة الشخصية والعمل ليس بالأمر الصعب. أما عن الـ Startup فإنه من الصعب الجمع بين الحياة العملية والحياة الشخصية، والتضحيات تكون أكبر وأعمق، حيث تكون نسبة المخاطرة أعلى، لأن المُنتظر فكرة جديدة وغير مسبوقة بخلاف المشاريع التقليدية.
اقرا المزيد:طريقتين لتقييم الشركات الناشئة ما قبل المبيعات