أهم التطورات التي شهدتها شركات التكنولوجيا خلال العام أثرت جائحة فيروس كورونا في جميع القطاعات على مدار عام 2020؛ ومن هنا زادت الجاحة بشدة إلى شركات التكنولوجيا التي تساعد الناس في نواحي متعددة، مثل: التواصل مع بعضهم البعض عبر تطبيقات مؤتمرات الفيديو، كما شهد هذا العام أيضًا قيام المشرعين بإحكام قبضتهم على شركات التكنولوجيا الكبرى واستجواب الرؤساء التنفيذيون بشأن ممارسات شركاتهم الاحتكارية.
كيف تدخل عالم الاقتصاد الرقمي حتى لو لم تكن مبرمجًا؟
بالإضافة إلى ذلك، أدت الاشتباكات بين المطورين وشركتي آبل وجوجل إلى حدوث تغييرات في سياسات كل من متجري آب ستور وجوجل بلاي، كما احتلت التكنولوجيا أيضًا مركز الصدارة هذا العام في الجغرافيا السياسية حيث أصبح تطبيق (TikTok) محور الخلاف بين الصين وعدد قليل من البلدان على رأسها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العديد من التطورات الأخرى.
حصاد 2020.. أهم التطورات في عالم التكنولوجيا التي حدثت في هذا العام:
1- صعود تطبيقات مؤتمرات الفيديو:
مع بقاء الجميع في المنزل استجابة لحالات الإغلاق التي اتخذتها العديد من الدول للحد من تفشي فيروس كورونا، زاد استخدام تطبيقات مؤتمرات الفيديو لتنفيذ العديد من الأعمال، مثل: التواصل بين أفراد العائلة أو فرق العمل، والتعلم عبر الإنترنت، وكذلك الحصول على الاستشارات الطبية وغيرها من الاستخدامات الأخرى.
وشهدت تطبيقات: Zoom و Google Meet و Microsoft Teams معدل تنزيل عالي جدا من المستخدمين على مستوى العالم، حيث تجاوز عدد مرات تنزيلها في الأسبوع الثالث – من يوم 14 إلى يوم 21 – من شهر مارس الماضي أكثر من 62 مليون تنزيل وفقًا لشركة App Annie.
2- تشديد الصين قبضتها على شركات التكنولوجيا:
قدمت الصين لوائح جديدة تستهدف الممارسات المناهضة للمنافسة في صناعة الإنترنت في البلاد، حيث تهدف هذه الخطوة إلى التحكم في كيفية مشاركة شركات التكنولوجيا لبيانات المستهلك، وتشكيل التحالفات والاستحواذات التي تحد من المنافسة.
وتسعى الصين إلى الحد من التأثير المتزايد لشركات التكنولوجيا الصينية، مثل: Alibaba و Tencent و ByteDance، ومن ضمن هذه الخطوات، تعليق الحكومة الصينية في شهر فبراير الماضي للاكتتاب العام الأولي المزمع لشركة Ant Group بقيمة 37 مليار دولار، الذي كان في طريقه ليكون الأكبر في العالم، قبل يومين فقط من بدء تداول الأسهم في شنغهاي وهونج كونج.
3- فيسبوك تطلق مجلس رقابة للإشراف عليها:
بعد ما يقرب من عامين من النقاش والجدل انتهت شركة فيسبوك تقريبًا من إنشاء مجلس رقابة جديد وهي هيئة مستقلة لها القدرة على تجاوز قرارات فيسبوك الأكثر إثارة للجدل بشأن المحتوى المثير والمختلف عليه، وستتكون اللجنة من خبراء خارجيين – سيصل عدد أعضائها نحو 40 عضوًا – مهمتهم النظر في طلبات المستخدمين بشأن إزالة المنشورات أو المجموعات من المنصة.
واعتبارًا من شهر ديسمبر الحالي، أعلن مجلس رقابة فيسبوك عن ست قضايا سيراجعها لإصدار حكم بشأن هل خطوة حذفها عادلة أم لا، كما أشارت اللجنة في مدونتها الرسمية إلى أن هناك أكثر من 20,000 حالة أُحيلت إليها منذ شهر أكتوبر الماضي، وأنها ستعطي الأولوية للحالات بناءً على حجم التأثير الذي سيحدث على عدد كبير من المستخدمين.
4- انتقاد ميزة الخصوصية الجديدة لشركة آبل:
قامت شركة آبل بإطلاق تحديث جديد لنظام التشغيل (آي أوإس 14) iOS 14 يحتوي على ميزة جديدة يتيح للمستخدم التحكم في من يتتبعه عبر الإنترنت، من خلال خيارين يمكن الاختيار من بينهما، أحدهما: الرفض الصريح وحظر أي تطبيق يحاول تتبعهم عبر الإنترنت بهدف جمع بياناتهم الشخصية لاستهدافه بالإعلانات، هذه الميزة وجدت رفضًا ومعارضة شديدة من شركات التكنولوجيا المتعلق نموذج أعمالها بالإعلانات، مما جعلت آبل تؤجل طرحها إلى أوائل العام المقبل لمنح المطورين الوقت لإجراء التغييرات اللازمة.
ومن ضمن شركات التكنولوجيا التي اعترضت على هذه الميزة شركة فيسبوك التي ذكرت أن هذه الميزة ستعزز من أرباح شركة آبل أكثر من حماية خصوصية المستخدمين، حيث ستجبر المطورين على فرض رسوم على الاشتراكات أو عمليات الشراء داخل التطبيق، ومن ثم ستستفيد آبل بطريقة غير مباشرة لأنها تحصل على عمولة من عمليات الشراء داخل التطبيقات في متجرها آب ستور.
5- فيسبوك تعاني لإطلاق عملتها الرقمية:
قامت شركة فيسبوك بإعادة تسمية عملتها الرقمية باسم جديد هو (ديم) Diem وذلك في مسعى متجدد من الشركة لكسب موافقة المنظمين، والتأكيد على استقلالية المشروع، حيث ذكرت الشركة أنها تعمل كعملة رقمية، وتوفر بديلاً للدولار الأمريكي والعملات الأخرى، وتأمل في إطلاقها في عام 2021 بعد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية.
الجدير بالذكر أن هذا الاسم الجديد تيأتي بديلًا للاسم القديم (ليبرا) Libra، الذي أعلنت عنه الشركة في شهر يونيو من عام 2019، حيث وجدت طموحات الشركة في إطلاق عملتها الرقمية الافتراضية معارضة العديد من الدول من ضمنها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحجة الافتقار إلى اللوائح وتدابير حماية بيانات المستخدم والإضرار بالاستقرار المالي، وتقويض سيطرة الحكومات على السياسات النقدية.
6- انتقاد مطوري التطبيقات سياسات متجر آب ستور:
تجدد الشكاوي ضد سياسات متجر التطبيقات (آب ستور) الخاص بشركة آبل، بعد قيام شركة صناعة ألعاب الفيديو (Epic Games) – المطورة للعبة (فورتنايت) Fortnite الشهيرة – بدمج نظام الدفع الخاص بها في تطبيقها في متجر التطبيقات آب ستور وجوجل بلاي، في تحدي لسياسة متجر آبل التي بموجبها تحصل الشركة على نسبة 30% من عمليات الشراء داخل التطبيق والاشتراكات لأول مرة.
ونتيجة لذلك، قام العديد من مطوري التطبيقات بانتقاد هذه العمولة – وإن لم تتخذ الخطوة نفسها – واعتبارها باهظة للغاية وستقوض نموهم، ولتجنب المزيد من الانتقادات قامت آبل بتخفيض العمولة إلى 15% لمطوري التطبيقات الذين يكسبون أقل من مليون دولار في السنة، وقالت: “إن هذه الخطوة لمساعدة المطورين الصغار في الحصول على المزيد من الموارد للاستثمار ونمو الأعمال”.
7- تطوير تطبيقات تتبع جهات الاتصال:
اعتمدت العديد من البلدان على التكنولوجيا لتقليل انتشار فيروس كورونا، وذلك من خلال تطوير تقنية تتبع جهات الاتصال، حيث قامت بعض الدول بإنشاء تطبيقاتها الخاصة من أجل ذلك، ولكن معظمها واجه مشكلات لا حصر لها من خلال تقديمها بيانات خاطئة أو إثارتها لمخاوف بشأن الخصوصية.
نتيجة لذلك، وفي تعاون نادر بينهما قامت كل من شركتي جوجل وآبل بشكل مشترك بتطوير تقنية تتيح للتطبيقات الصحية التابعة للحكومات تتبع المستخدمين بشكل دقيق عبر نظامي التشغيل أندرويد وآي أوإس عند إصابتهم أو مخالطتهم للمصابين بفيروس كورونا، حيث تستخدم هذه التقنية اتصال البولوتوث بدلًا من GPS وذلك لتمكين الحكومات من تحديد وتتبع المصابين بالفيروس الذي يستخدمون هاتف أندرويد و آيفون.
8- حروب التطبيقات:
شهد العام 2020 الكثير من المشكلات المتعلقة بحظر التطبيقات في العديد من الدول، حيث قامت الهند بحظر العديد من التطبيقات الصينية وصلت إلى أكثر من 100 تطبيق بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، بعد أسابيع قليلة من اندلاع اشتباك حدودي بين البلدين المسلحتين نوويًا في منطقة متنازع عليها في جبال الهيمالايا أسفرت عن مقتل 20 جنديًا هنديًا.
شركات محركات البحث الناشئة تحاول مواجهة جوجل