
عمّان – اختُتمت في العاصمة الأردنية عمّان، أعمال مؤتمر حلول التوظيف للشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA YES! 2025)، الذي عُقد خلال الفترة من 20 إلى 21 أكتوبر 2025، بمشاركة واسعة من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والإعلام، إلى جانب نخبة من الشباب من مختلف دول المنطقة.
ناقش المؤتمر، الذي استضافته مؤسسة التعليم من أجل التوظيف – الأردن (EFE-Jordan)، سُبل تعزيز فرص العمل للشباب في المنطقة، وبناء بيئة اقتصادية منتجة تدعم ريادة الأعمال والابتكار، بما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن التي تضع الشباب في قلب أولوياتها.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم من أجل التوظيف – الأردن، الدكتورة غدير الخفش، أن استضافة الأردن للمؤتمر تعكس مكانته الإقليمية كمركز فاعل في دعم وتمكين الشباب، مشيرة إلى أن بطالة الشباب لا تزال من أبرز التحديات في المنطقة، لكنها تمثل في الوقت ذاته فرصة حقيقية للنهوض والتنمية.
وأضافت الخفش أن المؤتمر شكل منصة للحوار وتبادل الخبرات، هدفت إلى توحيد الجهود نحو تطوير حلول عملية لتحقيق التوظيف الشامل والمستدام، وتعزيز مشاركة الشباب في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا. وشددت على أهمية التعاون بين مختلف القطاعات لتحويل تحديات اليوم إلى فرص الغد، وتمكين الشباب من المساهمة بفعالية في التنمية الشاملة على مستوى المنطقة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم من أجل التوظيف، السيد لؤي أبو غزالة، أن توظيف الشباب يمثل ركيزة أساسية للاستقرار الاجتماعي والابتكار والتقدم، مشيرًا إلى أن الشباب في المنطقة يمتلكون الطاقات والطموحات اللازمة للمستقبل، وأن دور المؤسسات يتمثل في تهيئة بيئة توفر المهارات والفرص اللازمة لهم.
وأضاف أبو غزالة أن مستقبل العمل يشهد تحولات متسارعة بفعل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي ونمو الاقتصادات الخضراء، ما يتطلب إعداد جيل جديد من الشباب قادر على مواكبة المتغيرات وصناعة المستقبل. ودعا إلى أن يتحول المؤتمر إلى منصة لإطلاق شراكات مستدامة وبرامج قابلة للتوسع والتأثير في مختلف دول المنطقة.
وتضمّن المؤتمر لهذا العام أربعة محاور رئيسية، شملت:
التمكين الاقتصادي للنساء ومشاركتهن في سوق العمل.
الوظائف في الاقتصاد الأخضر والدائري.
الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
كما ركّز المؤتمر على إدماج الشباب اللاجئين والنازحين كجزء أساسي من الحوار والحلول المقترحة، لضمان شمولية النقاش وتمثيل مختلف فئات الشباب في المنطقة.
وفي الحفل الختامي للمؤتمر، حضر المهندس سامي سميرات، وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، مندوبًا عن دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، حيث أكد في كلمته دعم الحكومة الأردنية المستمر لجهود تمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم الرقمية وريادتهم في سوق العمل، مشيرًا إلى أهمية التعاون الإقليمي في تطوير فرص العمل المستقبلية المبنية على المعرفة والابتكار.
ويُعد مؤتمر حلول التوظيف للشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – MENA YES! منصة إقليمية رائدة لتحفيز العمل الجماعي وابتكار الحلول العملية لمعالجة تحديات توظيف الشباب في المنطقة. ويأتي تنظيم نسخة هذا العام في عمّان ليؤكد دور الأردن الريادي في دعم قضايا الشباب وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
يُذكر أن النسخة السابقة من المؤتمر عُقدت في المغرب بمشاركة أكثر من 250 شخصًا و141 مؤسسة، فيما حققت نسخة عمّان هذا العام توسعًا أكبر في المشاركة والتأثير الإقليمي، ما يعكس الزخم المتزايد نحو تمكين الشباب في المنطقة.