التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية: نحو مستقبل أكثر استدامة وجودة في الشرق الأوسط
لا يقتصر التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية على مجرد تبني التقنيات الحديثة، بل هو عملية شاملة تهدف إلى إعادة تشكيل النظام الصحي بالكامل. من خلال الرقمنة، يتحول نموذج الرعاية الصحية من تفاعلي يركز على العلاج إلى استباقي يركز على الوقاية والصحة الوقائية، مما يمكّن الأفراد من إدارة صحتهم بشكل أفضل ويُحسن جودة حياتهم.
في الشرق الأوسط، يشهد قطاع الرعاية الصحية تحولًا رقميًا متسارعًا، مدفوعًا برؤى استراتيجية طموحة مثل رؤية السعودية 2030 واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي. هذا التحول لا يتوقف عند اعتماد التقنيات الناشئة، بل يشمل إعادة هيكلة شاملة للنظم الصحية بهدف تحسين تجربة المرضى وضمان استدامة الرعاية الصحية على المدى الطويل.
ومن المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 135.5 مليار دولار بحلول عام 2027، بفضل التوسع في تبني استراتيجيات الرعاية الوقائية والتقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والطب الجيني.
في السعودية، على سبيل المثال، أشار معالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، خلال فعاليات ملتقى الصحة العالمي في أكتوبر الماضي، إلى وجود فرص استثمارية واعدة في القطاع الصحي السعودي تتجاوز قيمتها 120 مليار ريال سعودي، مع إطلاق استثمارات جديدة بقيمة 50 مليار ريال سعودي. وبيّن أن البنية التحتية الرقمية المتقدمة وبرنامج التخصيص يلعبان دورًا محوريًا في جذب الاستثمارات وتعزيز الثقة العالمية بالقطاع.
الرقمنة: تغيير شامل في قطاع الرعاية الصحية بالشرق الأوسط
تشهد دول مجلس التعاون الخليجي تحولًا واسع النطاق، حيث باتت الرقمنة أداة استراتيجية لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وتعزيز النتائج الصحية. ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الاستثمار في الحلول الرقمية يسهم بشكل مباشر في تحسين أداء القطاع ورفع جودة خدماته.
في هذا التقرير، نستكشف أبرز الابتكارات الرقمية التي تعيد صياغة مشهد الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، ونحلل الفرص الواعدة التي تسهم في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، بالإضافة إلى التحديات التي يتعين التغلب عليها لتحقيق رؤية مستقبلية أفضل للقطاع الصحي في المنطقة.