القيمة المرنة الثانية من هندسة البرمجيات لعلاج سرطان الثدي التركيز على تحقيق جودة التوثيق في الخطة العلاجية المناسبة المتمحورة حول خصائص المريض

تنص القيمة المرنة الثانية على "التركيز على إيصال برمجيات تعمل بالشكل الوظيفي المطلوب أكثر من إيصال الوثائق الشاملة"

تناقش هذه الحلقة من سلسلة المقالات القيمة المرنة الثانية من هندسة البرمجيات لعلاج سرطان الثدي. فقد قام كل من الباحثين الأردنيين الدكتورة يسرى عوده (تخصص هندسة البرمجيات في المجال الطبي الرقمي والمعلوماتية الصحية) والدكتور محمود البلص (المختص بجراحة أورام وترميم الثدي) بالتعلم والاستفادة من القيم الأربعة المتعارف عليها في المنهجية المرنة في هندسة البرمجيات ليتم تبنيها في منهجية علاج سرطان الثدي.

في عالم هندسة البرمجيات تنص القيمة المرنة الثانية على “التركيز على إيصال برمجيات تعمل بالشكل الوظيفي المطلوب أكثر من إيصال الوثائق الشاملة”. يشير هذا إلى أن تسليم البرمجيات بشكل سريع يمثل أولوية أعلى بدلا من تركيز الاهتمام والجهد لمهام التوثيق. وهذا لا يهمل أهمية التوثيق. ولكن الهدف هو تحسين إصدارات البرمجيات المستقبلية من خلال الحصول على تغذية راجعة بشكل سريع من العملاء.

في سياق علاج سرطان الثدي نجد الموضوع مختلفا ومعاكسا، حيث تنص القيمة المرنة الثانية هنا لعلاج سرطان الثدي على ضرورة تحقيق ليس فقط التوثيق بشكل شامل، بل أيضا تحقيق معايير جودة التوثيق والتي لها مثل درجة الأهمية في إيصال الخطة العلاجية المناسبة المتمحورة حول خصائص المريض. بمعنى أن جانب المرونة المراد تحقيقه في خطة علاج سرطان الثدي لا يقل أهمية عن ضرورة توثيق كل ما يختص بالعلاج والمريض وخصائص المريض و الفريق القائم متعدد التخصصات و النتائج.

يعد التوثيق أمرًا جوهريا للسجلات الطبية الورقية والالكترونية والأغراض القانونية بالتوازي مع صحة المريض واحتياجاته المباشرة. إن الهدف الرئيسي لتخطيط العلاج الذي يركز على المريض هو إشراك المرضى وأسرهم في محادثات هادفة ومتعمقة مع المتخصصين الطبيين لتطوير خطة علاجية دقيقة ومدروسة جيدًا تستخدم جميع المعلومات الطبية المتاحة بشكل مناسب مع الحرص على أخذ المعلومات الطبية المكملة للمعلومات الحالية أيضًا، آخذين بعين الاعتبار المعلومات التي توثق الاحتياجات، والتفضيلات الاجتماعية، والثقافية للمريض والأسرة. لذلك يتم تصميم خطة العلاج وتطويرها وإبلاغها وتنفيذها بناءً على الخصائص الفردية للمريض وتفضيلاته واستجاباته للعلاج بالتعاون مع الفريق الطبي العلاجي الذي يضم أعضاء من تخصصات طبية مختلفة، وبالتالي ضمان مراعاة مصالحهم وتقديم أفضل الفوائد. لذلك، يجب توثيق كل هذه المعلومات الضرورية كما هو مطلوب من قبل هذا الفريق.

قد يتطلب توثيق المعلومات المتعلقة بمريضة سرطان الثدي ما يصل جهد إلى 20 مجموعة متخصصة مختلفة. حيث يكون التوثيق عبر هذه المجموعات الطبية والغير طبية المتخصصة. يتم إجراء معظم التوثيق من قبل أطباء الأورام أو الأطباء المشرفين على الحالة. معظم الوقت المخصص للأعمال الورقية التوثيقية مطلوب للعلاج. كل هذه المعلومات الضرورية من مصادر مختلفة مطلوب توثيقها من أجل التنظيم، والتواصل بين الطبيب والمريض، وضمان الجودة والإدارة، وإدارة التغييرات المستقبلية (حيث أن التغييرات أمر لا مفر منه خلال رحلة علاج سرطان الثدي المعقد بطبيعته)، وفي الغالب، هذه المعلومات مهمة لاحتياجات التشخيص والمتابعة بعد كل علاج.

في دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية (ASCO)، أدى توثيق خطة العلاج من خلال نماذج إلى زيادة نسبة التواصل بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية لهم بين ما يقرب من 90٪. وهذا يسلط الضوء على أهمية التوثيق للتواصل.

هذه النتائج تسلط الضوء للمجتمع الطبي والرقمي إلى الحاجة إلى تحديد التوثيق كأولوية بل و الحاجة إلى تحديد متطلبات جودة التوثيق لتحقيق مرونة العلاج و التواصل الفعال بشكل مستمر. هذا من شأنه أن يحفز مطوري الأنظمة و البرمجيات الطبية المختصة في علاج السرطان على توثيق كل المعلومات بشكل رقمي لتداولها سريعا بين كافة أعضاء الفريق حيث تستند جميع أنواع التفاعلات القائمة بين المريض والفريق العلاجي المتعدد التخصصات لمناقشة تصميم خطة علاجية فعالة وآمنة على تلك المعلومات و الوثائق المجهزة بشكل عالي الجودة. لذلك، من الأولويات تخصيص الوقت الكافي لتسهيل أعمال التوثيق لتحقيق المرونة في القيم المرنة الأخرى المتبقية لعلاج سرطان الثدي. في الختام، تم الاستنتاج عدم توافق هذه القيمة المرنة من علاج سرطان الثدي مع القيمة المرنة المقابلة في هندسة البرمجيات. وهذا يقودنا إلى تصنيف هذه القيمة على أنها لم تحقق المرونة و لكن لأجل تحقيق المرونة في باقي القيم الثلاثة الأخرى.

رابط البحث

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى