القيمة المرنة الأولى من هندسة البرمجيات لعلاج سرطان الثدي – التركيز على الأفراد وتفاعلاتهم أكثر من العمليات المتبعة والأدوات المستخدمة

تنص القيمة المرنة الأولى هنا لعلاج سرطان الثدي على التركيز على الأفراد وتفاعلاتهم أكثر من العمليات المتبعة والأدوات المستخدمة

تناقش هذه الحلقة من سلسلة المقالات, القيمة المرنة الأولى من هندسة البرمجيات لعلاج سرطان الثدي. فقد قام كل من الباحثين الأردنيين الدكتورة يسرى عوده (تخصص هندسة البرمجيات في المجال الطبي الرقمي والمعلوماتية الصحية) والدكتور محمود البلص (المختص بجراحة أورام وترميم الثدي) بالتعلم والاستفادة من القيم الأربعة المتعارف عليها في المنهجية المرنة في هندسة البرمجيات ليتم تبنيها في منهجية علاج سرطان الثدي. تنص القيمة المرنة الأولى هنا لعلاج سرطان الثدي على التركيز على الأفراد وتفاعلاتهم أكثر من العمليات المتبعة والأدوات المستخدمة. بمعنى لو كان الفريق يمتلك أفضل الأدوات وأكثرها ملاءمة، فإن وجود الأشخاص المناسبين إلى جانب التواصل الفعال لا يزال ذا أهمية أكبر.

في علاج سرطان الثدي، تم ترجمة تفاعلات الافراد على هيئة عملية اتخاذ القرار المشترك و تعزيز دور الفريق المتعدد التخصصات. إن العمل معًا هو أكثر بكثير من مجرد سياسات واستراتيجيات وعمليات يتم اتباعها. ويمكن ملاحظة ذلك في عملية اتخاذ القرار المشترك، حيث يشارك المريض وكل شخص آخر ذا صلة بالعلاج في تقديم معلومات قيمة وتقليل أي عدم تطابق بين المعلومات التي يتم تسليمها والمعلومات المطلوبة في عملية العلاج المعقدة. عندما يشارك المريض في عملية اتخاذ القرار المشترك، فإن مشاركته ستسمح بالنظر في تفضيلات المريض في العلاج، مما يزيد من رضاه وتحويل عملية العلاج إلى عملية تتمحور حول المريض. وفقا لنتائج الأبحاث، فإن فعالية ودرجة وقناة التواصل تتغير تبعا لمرحلة المرض، ولكي تكون فعالة، يجب أن تتكيف مع المتطلبات والتفضيلات المتغيرة لمرضى سرطان الثدي.

حتى بعد علاج السرطان، بغض النظر عن قناة التواصل المستخدمة، تظل الاتصالات والتفاعلات ضرورية. على سبيل المثال، في الدول الاسكندنافية تم إنشاء مجموعة دعم لسرد القصص والتجارب التي مر بها مرضى سرطان الثدي عبر قناة التواصل الإنترنت لكسر العزلة الاجتماعية التي تلي الإصابة بالسرطان للسيدات. في رعاية مرضى سرطان الثدي، يعد الفريق متعدد التخصصات نقطة مركزية أساسية للتواصل الفعال والتعاون. و تُعِرّف خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS)الفريق الطبي متعدد التخصصات بأنه “مجموعة من موظفي الصحة والرعاية العلاجية الذين هم أعضاء في منظمات ومهن مختلفة (مثل الأطباء العاميين، والأخصائيين الاجتماعيين، والممرضات، وأخصائي التخدير، وأخصائي الأشعة، وأخصائي علم الأورام، وما إلى ذلك) الذين يعملون معًا للتخطيط وتفصيل الخطة العلاجية ولاتخاذ قرارات العلاج المناسبة الطارئة من أي تغيير وتوفير الخدمات ذات الصلة للمرضى الأفراد الذي من شأنه أن يساهم في تحسين الرعاية لمرضى سرطان الثدي. على سبيل المثال، يمكن لتدخلات الممرضة والتي تقوم بدور رئيسي في تقييم الاحتياجات الشاملة للمريض بشكل قريب أن تعزز من التخطيط الاستراتيجي للعلاج الذي من شأنه أن يحسن البيئة العلاجية والنتائج. كما أن أهمية التفاعلات تظهر في دور مشاركة مرضى سرطان الثدي ضمن الفريق الطبي متعدد التخصصات في تسهيل تحديد واضح لاحتياجاتهم المتعلقة بالتشخيص والعلاج والمراقبة. كل هذا أدى إلى تعزيز تخطيط رعاية سرطان الثدي بشكل كبير، وتوضيح أهمية وفعالية اتخاذ القرار المشترك مع المريض بمختلف السياقات من حيث:

• حجز المواعيد. 

• إجراءات الإحالة. 

• تخصيص الأدوار ومسؤولياتهم لرعاية المرضى. 

 

ونتيجة لذلك حسب الأبحاث العلمية، فإن نهج التواصل للفريق الطبي المتعدد التخصصات مع المريض يعزز معدلات البقاء على قيد الحياة ويحسن نوعية الحياة. لذلك يوصى بتحسين مهارات التواصل والمشاركة للمرضى، وإجراء تدريبات لهم من أجل التوضيح لتفضيلاتهم الذي من شأنه أن يعزز من فعالية المعلومات القيمة لخطة العلاج. على الرغم من أن التفاعلات للفريق الطبي متعدد التخصصات مع المريض تحظى بالأولوية على العمليات، إلا أن بعض العوائق قد لا تزال تعيق فعالية هذه التفاعلات؛ و هذا يشمل غياب القيادة، والأنظمة الثقافية والمعتقدية، والحاجة إلى اجتماعات طبية منتظمة، و ازدواجية المناصب للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوافر القوى العاملة، والأهداف المحددة للرعاية، والتنفيذ في التأمين الصحي الوطني، وبيروقراطية المستشفيات، و المشاكل التي تتعلق بالبنية التحتية للمستشفى، والمرضى أنفسهم. كل هذا من شأنه أن يحفز مجتمعنا لتصميم أنظمة رقمية وبرمجيات لتعزيز العمليات والبروتوكولات التي تساهم في تحقيق هذه القيمة المرنة لعلاج سرطان الثدي بأقل عوائق ممكنة. كل ما ذكر سابقا لا يهمل دور الأدوات والعمليات في سياق علاج سرطان الثدي . يجب استخدام الأدوات والعمليات المناسبة لتحسين تخطيط وتفاعلات الأفراد في علاج سرطان الثدي التي تركز على المريض. يوفر التحالف الوطني من أجل النجاة من السرطان (NCCS) في الولايات المتحدة مجموعة أدوات النجاة من السرطان، وهي أدوات تساعد مرضى السرطان على تعلم كيفية التواصل والحصول على المعلومات واتخاذ القرارات والتفاوض والتحدث عن حقوق المرضى أثناء إدارة رحلة علاج السرطان.

عندما يتم تشخيص إصابة شخص ما بسرطان الثدي، فإن ذلك لا يؤثر على الفرد فحسب، بل يكون له أيضًا تأثير كبير على أفراد أسرته. وفقًا لبعض الدراسات، من المفيد تحويل تقديم الرعاية نحو الرعاية التي تركز ليس فقط على المريض نفسه، بل وعلى أسرته لتوضيح و تحديد تفضيلات المريض، وإضفاء الشرعية على مساهمات شركاء الرعاية، ومنح الوصول المناسب إلى المعلومات لأفراد الأسرة وشركاء الرعاية الآخرين الذين هم اللاعبين الرئيسيين في سن رعاية عالية الجودة لمرضى السرطان.

تشير الأبحاث إلى أن إشراك أفراد الأسرة الناشطين كشركاء رعاية في التواصل يزيد من فهم المريض للمرض، ووصول المريض إلى المنصة الرقمية واستخدامها، وتحسين عرض ملاحظات زيارة الطبيب لدى المرضى والاسرة و الفريق. في الختام، تم استنتاج توافق هذه القيمة المرنة من علاج سرطان الثدي مع القيمة المرنة المقابلة في هندسة البرمجيات. وهذا يقودنا إلى تصنيف هذه القيمة على أنها تحقق المرونة في العلاج. لذا فإن تعريف هذه القيمة المرنة في علاج سرطان الثدي من شأنه أن يحفز التقنيين في المجال الطبي الرقمي والمعلوماتي على التركيز في تخصيص وتطوير قنوات تواصل تقنية فعالة تتناسب مع مرحلة المرض وتفضيلات مرضى سرطان الثدي.

رابط البحث

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى