تؤكد التقارير أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تغيير العالم بوتيرة مذهلة، إذ يحقق نمواً يقرب من 38% في كل عام، إذ تظهر مثل هذه التقنيات الجديدة في القطاعات كافة، الأمر الذي سيغيّر أسلوب عملنا إلى الأبد، وهو ما يترك الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواكبة تلك التغييرات أو التأخّر عن الركب.
وفي بعض الحالات، قد يصبح لدخول الذكاء الاصطناعي في شتى القطاعات أثر بالغ في فقدان الناس وظائفهم التي بوسع الذكاء الاصطناعي القيام بها بشكل أفضل وأسرع من البشر.
وأكد ناجي حداد، المدير العام لشركة دليفركت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنه لم يعد لدى معظم مالكي الأعمال والشركات في قطاع الضيافة خيار بخصوص أتمتة العمليات، فالحفاظ على التنافسية والأرباح وتقديم الخدمات المتميزة للعملاء يرتبط بشكل وثيق مع الاعتماد على تقنيات الأتمتة، ولكن الاختلاف يكمن في تطبيق تلك التقنيات، الذي قد يكون صحيحاً أو خاطئاً.
وتتمثل المهمة الأساسية للعاملين في مجال الضيافة في الحرص على رضا العملاء وسعادتهم بتجربتهم، ويعني ذلك الحاجة إلى التعامل مع مئات الأمور في آنٍ واحد، إذ عليهم أن يتقنوا تعدّد المهام بشكل احترافي، ولكن إذا كان بالإمكان أتمتة كل تلك المهام (وهو أمر سهل التحقيق)، يصبح بوسع العاملين التركيز بشكل أكبر على العملاء، كتقديم الطعام لهم أو الإجابة عن أسئلتهم أو تقديم التوصيات أو ترتيب الموائد أو حتى المزاح مع الضيوف بحكم الوقت الإضافي لديهم لفعل ذلك.
تقليل الأخطاء
ومن أكثر الأمور المزعجة في قطاع الضيافة ارتكاب خطأ في طلبات الطعام، ففي السابق كان العملاء يطلبون الطعام ليقوم النادل بكتابة الطلب وتمريره للمطبخ لتحضيره، وعندما يصبح الطبق جاهزاً، يقول العميل في بعض الأحيان إن هذا ليس ما طلبه، في الوقت الذي يكون الطبق هو بالضبط ما طلبه العميل، لكنه يكون قد نسي ما طلبه في الأساس، ولكن في أحيان أخرى، قد يكون الخطأ في الطلب آتياً من النادل الذي دون تفاصيل الطلب بشكل خاطئ، أو من المطبخ الذي لم يتمكن من قراءة الطلب بشكل صحيح، أو حدوث خلط في الطلبات ووصول الطبق الخاطئ للعميل. وكل تلك الحالات، مهما كان سببها، كانت شائعة الحدوث وتسبب هدراً كبيراً في الموارد.
أما اليوم فقد أصبح بوسع العملاء إدخال طلبهم بأنفسهم ليتم إرساله إلى المطبخ بكل وضوح، ودون أن يكون هناك مجال لأن يقول العميل بأن طبقه مختلف عما طلبه في الأساس.
هذا بالضبط ما يفعله الذكاء الاصطناعي في قطاع الضيافة، فهو يعزز كفاءة العمليات من خلال الخدمة الفورية وتقليل احتمالات وقوع الأخطاء والهدر بفضل دقة الطلبات، وهو أمر يعود بالمنفعة على كل الأطراف، سواء العملاء أم الموظفون أم الشركة.
يعد نقص الموظفين من أكبر مسببات الضغط في قطاع الضيافة، إذ يكون على الطواقم الموجودة العمل بطاقة مضاعفة لإنجاز المهام المختلفة، دون أن يتمكنوا من التفاعل مع الضيوف بالشكل المطلوب.
ويسبب نقص الموظفين مشاكل في كل جوانب العمل، إضافة إلى أن تجربة العملاء لن تكون على القدر المأمول، إلا أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرمجيات الأتمتة والحلول الآلية لطلبات توصيل الطعام يعني عدم الحاجة للتعامل مع تلك الجوانب يدوياً، وتوفير الوقت لأمور أكثر أهمية بدلاً منها، كالتعامل مع الضيوف وإنجاز المهام في الموقع على أكمل وجه، حتى في حال حدوث نقص في عدد الموظفين.
ويستمتع الموظفون بأداء عملهم بشكل ملموس حين يُرفع عنهم عبء المهام المزعجة، إذ يباشرون عملهم يومياً وهم على ثقة بعدم معاناتهم.