موجة تسريحات جديدة تضرب شركات التكنولوجيا الكبرى مع تسارع التحول نحو الذكاء الاصطناعي والأتمتة

تشهد صناعة التكنولوجيا العالمية جولة جديدة من تسريحات الموظفين، إذ أعلنت ميتا مؤخرًا عن تقليص نحو 600 وظيفة ضمن قسمها المعني بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك فرق مختبرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأوضح الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود مستمرة لتبسيط العمليات وبناء “مؤسسة أكثر مرونة وكفاءة”.

 

ويأتي هذا القرار بعد أشهر من تسريح ميتا لأكثر من 3000 موظف في أبريل الماضي، تركزت بشكل أساسي على الوظائف ذات الأداء المنخفض. ومنذ بدء موجات التسريح في عام 2022، تقلصت القوة العاملة في الشركة بنحو 30 ألف وظيفة، رغم استمرارها في التوظيف الكثيف بمجالات أبحاث الذكاء الاصطناعي. وأفادت تقارير داخلية بأن عملية التسريح الجديدة ستُستكمل بحلول نهاية نوفمبر.

 

وفي موازاة ذلك، تُضاعف أمازون جهودها في مجال الأتمتة، إذ تستثمر بكثافة في الروبوتات والذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يُنذر بفقدان عشرات الآلاف من الوظائف خلال الأعوام القادمة، خصوصًا في أقسام تلبية الطلبات والمستودعات. وتشير تقارير إلى أن الشركة تخطط لتسريح 15% من موظفي قسم الموارد البشرية ضمن وحدة تجربة الأفراد والتكنولوجيا (PXT)، في وقت كانت قد سرّحت فيه مئات الموظفين من قسم الحوسبة السحابية (AWS) في يوليو الماضي.

 

أما في مايكروسوفت، فقد طالت التسريحات هذا العام ما يصل إلى 15 ألف موظف في أقسام المبيعات والتسويق والهندسة، بينما أعلنت إنتل عن نيتها خفض عدد موظفيها عالميًا بمقدار 25 ألف وظيفة بهدف إعادة هيكلة عملياتها والتركيز على تقنيات أشباه الموصلات المستقبلية. كما قلّصت سيلزفورس نحو 4 آلاف وظيفة معظمها في خدمات دعم العملاء، وأجرت جوجل تخفيضات مستهدفة في فرق الحوسبة السحابية والتصميم.

 

ولم تقتصر موجة التسريحات على الشركات الأمريكية، إذ امتدت آثارها إلى الهند، حيث بدأت تاتا للخدمات الاستشارية (TCS) بخفض قوتها العاملة بما يصل إلى 20 ألف وظيفة ضمن خطة لإعادة هيكلة نموذجها التشغيلي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وأكدت الشركة أن هذه الخطوات ليست ذات هدف محدد بالأرقام، بل تُبنى على تقييم المهارات والاحتياجات التشغيلية الجديدة، مع التركيز على إعادة تأهيل الموظفين في ظل تزايد الأتمتة.

 

كما انضمت شركات هندية أخرى إلى الاتجاه نفسه، مثل Infosys وWipro وTech Mahindra، التي قلّصت مجتمعةً أكثر من 10 آلاف وظيفة هذا العام في إطار إعادة الهيكلة لمواكبة التحول الرقمي المتسارع.

 

وبينما يقترب عام 2025 من نهايته، لا تظهر موجة تسريحات الموظفين في قطاع التكنولوجيا أي مؤشرات على التباطؤ. إذ تتجه الشركات نحو تقليص القوى العاملة التقليدية مقابل تعزيز الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في تحول جذري يعيد رسم ملامح سوق العمل في العصر الرقمي.

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك
Exit mobile version