منصة Purpl لتوفير الكلفة وتسهيل التحويلات .. ابتكار لبناني في التكنولوجيا المالية
يهدف هذا التطبيق في المرحلة الأولى الى تسهيل عملية التحويلات وتمكين الشمول المالي في لبنان
يبرز اللبنانيون في قطاع التكنولوجيا المالية في الفترة الأخيرة، مستفيدين من التقنيات الحديثة التي وفرتها التقنيات لابتكار حلول للمشاكل المالية الرقمية، أو لإيجاد سبل لتسهيل الجانب المالي من حياة الأفراد وتوفير الكلفة عليهم، فبعد أكثر من عام من العمل على التطبيق الجديد، أطلقت شركة Purpl للتكنولوجيا المالية منصتها في شباط 2023.
وقد حصلت Purpl، الشركة العاملة في لبنان والإمارات العربية المتحدة، مع عدد من الشركات الأخرى، على تراخيص المحفظة الرقمية وتحويل الأموال من مصرف لبنان، ودخلت في شراكات مع شركاء محليين وعالميين، لتطلق تطبيقها الخاص بالتحويلات المالية.
ويهدف هذا التطبيق في المرحلة الأولى الى تسهيل عملية التحويلات وتمكين الشمول المالي في لبنان. وهو عبارة عن محفظة رقمية هدفها ربط لبنان بالعالم، ما يتيح للأفراد الراغبين في إرسال الأموال إلى لبنان، من إنجاز هذه العملية بتكلفة أقل وبشكل فوري.
ومنذ تأسيس الشركة في أيلول 2021، عمل مؤسِّسوها الثلاثة كارل نعيم، جان ماري خوير ووسام غرة على تحويل مشروعهم إلى واقع، ليضمّ فريق عملهم اليوم 16 عضواً، ومن المتوقَّع أن ينمو إلى أكثر من 20 عضواً في الأشهر القليلة المقبلة.
وسيم غرة، أحد الشركاء المؤسِّسين، في حديثه إلى صحيفة النهار، يشرح أن هناك توجهاً من مصرف لبنان لدعم المحفظة الرقمية وقطاع التكنولوجيا المالية وقال : “هذا الأمر طبيعي بعدما أصبح حوالي أكثر من 70 في المئة من اللبنانيين دون حسابات مصرفية، فيما التداول في لبنان أصبح نقدياً فقط، وبذلك، وجد مصرف لبنان وسيلة للخروج من الاقتصاد النقدي عن طريق وسائل رقمية وأشخاص ملتزمين بقوانين هذه التكنولوجيا”
وأهمية هذا الترخيص أنّه يسمح بالعودة وإن جزئياً إلى قطاع التداول عبر البطاقات، وقد كانت المحفظة الرقمية موجودة عالمياً، لكن في لبنان نحن متأخّرون عن هذا العالم. لذلك، يوضح غرّة أنّ الخدمات التي تقدّمها الشركة، تطوّر القطاع المالي في لبنان، عبر تسهيل الدفع وتحويل الأموال دون المرور بالمصارف وهدر الوقت وتوفير الكلفة المرتفعة، إضافة إلى توفير تجربة أسهل بكثير للمستخدم.
وتطبيق Purpl متاح على متجري جوجل وآب ستور في المرحلة الأولى، وستشغل Purpl السحب النقدي فقط، كمزوِّد للتكنولوجيا، من خلال الشراكات الموقَّعة مع شركات التحويلات الرقمية الدولية وشركاء الصرف النقدي المحليين المرخصين في لبنان Paysend، أبرز شركاء التطبيق، وهي شركة تكنولوجيا مالية تتعامل مع أكثر من 6 ملايين عميل وأول شركة تقدّم تحويلات عالمية من بطاقة إلى بطاقة لربط 12 مليار بطاقة صادرة عن أنظمة الدفع الدولية مثل Mastercard China Union Visa إضافة الى برامج البطاقات المحلية. كما يمكنها تحويل الأموال إلى أكثر من 170 بلداً حول العالم.
ومن خلال Paysend، وسيتمكن اللبنانيون في أنحاء العالم من إرسال الأموال رقمياً إلى ذويهم في لبنان.
وعن المعايير التي انطلق على أساسها هذا التطبيق، ولا سيما في ظل الوضع الراهن في لبنان، يذكر غرة أوّلها وهو التدقيق بهوية العملاء وبخلّوهم من أي عقوبات أو ملاحقات قانونية، وألّا يكونوا مدرجين على لوائح مصرف لبنان للأشخاص الذين لا يحق لهم فتح حسابات مصرفية. ولتأكيد شفافية آلية التحويل والتسجيل في هذا التطبيق، تعاقدت Purpl مع شركة أميركية للتحقق الرقمي من هوية العملاء. أمّا المعيار الثاني، فهو معيار أمن البيانات وسرّيتها في التطبيق واستخدامه بشكل آمن.
وقطاع التكنولوجيا المالية وفق غرة هو قطاع آمن ويمكن للعميل التصرّف بحسابه عبر هذا التطبيق كما يشاء، و”نحن في لبنان حالياً نعمل على رفع الوعي تجاه اعتماد هذه الآليات الرقمية الحديثة إذ لا تزال بعيدة عن شريحة كبيرة من الناس”.
وأعلنت Purpl عن شراكتها مع “البنك اللبناني الفرنسي” الذي يتمتّع بحضور دولي. وستتيح التكنولوجيا والبنية التحتية اللازمة لتحديد هوية العملاء ممّا يمكّن “البنك اللبناني الفرنسي” من استخدام أكبر شبكة لأجهزة الصراف الآلي في الأراضي اللبنانية لتوفير الأموال بالدولار الأميركي للمستفيدين من هذه التحويلات، من دون بطاقة أو حساب مصرفي وبدون رسوم.
ونموذج عمل Purpl يجمع بين كونها منصة لتحويل الأموال وبين كونها شبيهة بأي حساب مصرفي يمكن استخدامه. بذلك، تتم سحوبات التحويلات عبر الصراف الآلي التابع للبنك اللبناني الفرنسي عبر ورود رقم سري من التطبيق وإدخاله بالصراف الآلي لسحب الأموال.
وفيما تكلفة التحويلات في لبنان الآن هي من بين أعلى المعدلات في العالم، بمتوسط يزيد عن 10 في المئة مقارنة مع متوسط عالمي يبلغ 6 في المئة، والمستفيد النهائي هو الأكثر تأثراً برسوم الصرف النقدي المفروضة الآن والتي تصل إلى 2 في المئة إضافة إلى التكاليف التي يتحمّلها المرسل، تتيح Purpl سبل تحويل جديدة عبر مشغّلي التحويلات الرقمية من شركائها، ممّا يقلّل تكلفة إرسال واستقبال التحويلات، ويمكّن من الاستفادة من تقنيات التعريف الشخصي والتعامل الذكي بين البرامج وعمليات السحب من أجهزة الصراف الآلي من دون بطاقة.
ومن المتوقَّع أن يشكّل حجم التحويلات إلى لبنان أكثر من 51 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، فيما انخفض الناتج من حوالي 55 مليار دولار إلى 20.5 مليار دولار من عام 2018-2021.
ومن خلال شراكتها مع “البنك اللبناني الفرنسي”، ستتمكّن Purpl من الوصول إلى المستفيدين اللبنانيين من التحويلات في جميع أنحاء لبنان عبر أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالبنك اللبناني الفرنسي.
وفي المرحلة المقبلة، ستطلق Purpl وظائف محفظتها الرقمية، ممّا يسمح للمستهلكين بعملية الإنفاق عند التجار المتعاملين مع الشبكة والإرسال رقمياً في ما بينهم. وخلال الشهرين المقبلين، ستعلن Purpl عن شراكات رئيسية أخرى مع جهات فاعلة في مجال التحويلات الرقمية الدولية وشركاء صرف النقود المحليين.
وفي رسالة تحفيز للشباب اللبناني، يقول غرّة: “نحن شباب لبنانيّون نحاول من خلال هذه المنصة حلّ واحدة من المشاكل المالية التي تواجه الشعب اللبناني في حياته اليومية، ونأمل من كلّ مَن يرغب في الإتيان بتكنولوجيا معيّنة لتطوير مجال ما في لبنان، أن يؤمن به، ففي لبنان لا تزال هناك فرص للإصلاحات والابتكار ولكلّ ما هو جديد، ولإثبات أنّنا قادرون على الخروج من هذه الأزمة فهناك دائماً حلول، ويمكننا فعل الكثير في هذا القطاع لاستقطاب استثمارات من خارج لبنان، وهذا ما قمنا به نحن في التطبيق، وندعو الشباب لئلّا يستسلموا”.