قطع موقع “تويتر” الأسبوع الماضي الوصول إلى تطبيقات الطرف الثالث الخاصة به، وغيّر قواعده لحظر التطبيقات التي تُنافس مع تطبيقاته الخاصة، من دون أن يُصدر المسؤولون أيّ بيان رسميّ حول الموضوع، بحسب موقع “ذا فيرج” التقنيّ.
بهذه الخطوة، قد يكون عمر عملاء “تويتر” من الطرف الثالث قد انتهى، إذ أعلنت “The Iconfactory” أنها أوقفت “Twitterific”، وسحبت “Fenix” من متاجر التطبيقات، في وقتٍ نشرت “Tapbots” صورة شاهد قبر لـ”Tweetbot”.
وأشار موقع “ذا فيرج” إلى أنّ ما حصل خسارة لجميع الأشخاص الذين استخدموا هذه التطبيقات، علاوةً على أنه خسارة لـ”تويتر” نفسه.
الجهات الخارجية هي من جعلت تويتر على ما هو عليه اليوم
وبحسب ما ذكر العديد من الأشخاص خلال الأسبوع الماضي، ساعد عملاء الجهات الخارجية على جعل “تويتر” الموقع الذي هو عليه اليوم، وعلى ابتكار أجزاء من “تويتر” نعتبرها الآن من المسلّمات، فضلاً عن مساعدتهم على تشكيل هويّة الشركة ذاتها.
كلمة تغريدة (Tweet)، على سبيل المثال، وهي تسمية المنشور على الموقع، لم تأت في الواقع من الموقع نفسه، وفقاً لمدونة من مطور “Twitterific” كريغ هوكنبيري. وبدلاً من ذلك، تمّ اقتراحها بوساطة بلاين كوك، وهو أحد مختبري ضمان الجودة لعميل الطرف الثالث التابع لشركة “Iconfactory”، فتمّ اعتماد الكلمة على الفور. تجدر الإشارة إلى أنّ “تويتر” لم يبدأ باستخدام هذه العبارة إلا بعد مرور عام على الأقلّ من إطلاقها.
إلى ذلك، كان لتطبيقات الجهات الخارجية تأثير هائل على كيفية استخدامنا لتطبيقات الهواتف الذكيّة بشكل عام، وليس فقط “تويتر”؛ يُنسب الفضل في اختراع “السحب للتحديث” (Pull to Refresh – تُحدّث قائمة المنشورات عندما نسحب الشاشة إلى الأسفل) إلى عميل يُدعى “تويتي”، وانتشر اختراعه على نطاق واسع، وأصبح موجوداً في كلّ مكان تقريباً عبر “iOS” و”أندرويد”.
في عام 2010، استحوذ “تويتر” على “تويتي”، وجعله عميلاً رسميّاً على “أيفون”. وفي عام 2015، استأجر الموقع أيضاً مطوّراً مختلفاً من الطرف الثالث لتحسين تطبيق “أندرويد” الخاصّ به. ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يكتسب فيها “تويتر” عميلاً شهيرًا تابعاً لجهة خارجية، فقد كان “TweetDeck” تطبيقًا مستقلّاً لسنوات حتى اشترته الشركة.
تطبيقات الطرف الثالث “ملاذ آمن”
عملت التطبيقات أيضاً كملاذٍ آمنٍ من تغييرات “تويتر”، حين قدمت خيارات لاستخدام تطبيق “تويتر” لأجهزة “ماك” بعد إيقاف التطبيق الرسميّ لمدّة عام، فاستخدم الأشخاص بعض التطبيقات من جهات خارجيّة للحصول على تجربة خالية من الإعلانات على “تويتر”.
وكان “تويتر” قد أدرك القيمة المضافة للتطبيقات الخارجية، حين كتب روب جونسون في 2018، قائد مطوّري المنصّة في ذلك الوقت: “كان لعملاء الطرف الثالث تأثير ملحوظ على خدمة “تويتر” والمنتجات التي أنشأناها. كان هؤلاء العملاء رائدين في ميزات المنتجات التي نعرفها ونحبّها جميعاً”. وفي منشور عام 2010، قال “تويتر” إن الأشخاص الذين يستخدمون عملاء من جهات خارجية كانوا “بعض المستخدمين الأكثر نشاطاً”.
وعلى الرغم من الثناء، كانت العلاقة بين “تويتر” والمطوّرين الخارجيين مشحونة في كثير من الأحيان، فقد كان يحظر التطبيقات البديلة التي تنافس عملاءه الرسميين، ولم يعطِ الموقع إمكانيّة الوصول إلى العديد من ميزاته للمطوّرين.
قبل أن يتولّى إيلون ماسك زمام الأمور، بدا أن الشركة تقوم بإصلاحات، فقد أوضحت قواعدها لتسهيل الأمور على عملاء الجهات الخارجية، وبدأت في التواصل أكثر، وأعطت المطوّرين إمكانية الوصول إلى ميزات مثل استطلاعات الرأي ومجموعات الرسائل الخاصّة. وفي أواخر عام 2021، قال المؤسّس المشارك لشركة “Tapbots”، بول حداد، إنّ المجال للتطوّر والانفتاح تحسّن بشكل ملحوظ مقارنة ببعض الأيام “الأكثر ظلمة”.
لا نقول هنا إن “تويتر” لم يبتكر أبداً ميزاته الخاصّة، لكن العملاء أنتجوا أفكاراً ساهمت في أن يكون الموقع ما هو عليه اليوم، وقرّر ماسك التخلّص من كلّ ذلك عندما قطع “تويتر” نفسه فجأة عن تدفّق الأفكار هذا.