لماذا لم تشارك آبل في موجة خفض الوظائف مثل الشركات الأخرى؟
معظم الشركات بدأت سلسلة الإقالات بسبب مزاعم الظروف الاقتصادية واحتمالية حدوث ركود اقتصادي
اتجه عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم إلى خفض الوظائف وسط مخاوف من الركود والتضحم، بعد سنوات قليلة من التوسع السريع في عمليات التوظيف.
وتشير التقديرات إلى أنه منذ بداية 2023، خفضت 154 شركة في قطاع التكنولوجيا 55.2 ألف وظيفة، وهي مستويات أكثر من المسجلة على مدار النصف الأول من 2022.
وأعلنت مايكروسوفت أنها ستخفض القوى العاملة لديها بحوالي 10 آلاف موظف، وهو ما يعادل 5% من عدد موظفي الشركة، فيما بدأت أمازون حملة إقالات جديدة والتي ستخفض في النهاية 18 ألف وظيفة في الشركة.
اقرأ أيضاً على تك عربي:
هل يُطيح برنامج “ChatGPT” بالعاملين في مجال الإعلان والتسويق؟
شركة ألفابيت مالكة جوجل تقرر تسريح 12 ألف موظف
سامسونج تكشف عن مستشعر كاميرا Galaxy S23 Ultra بدقة 200 ميجابيكسل
هذا وأعلنت جوجل خططاً مماثلة تستهدف التخلص من 12 ألف وظيفة، فيما تراجع إجمالي عدد موظفي تويتر إلى 2300 شخص وذلك بحسب ما أعلنه رئيس الشركة إيلون ماسك، وهو ما يشكل تراجعاً عن مستوى 7500 موظف المسجل حينما تولى إدارة الشركة.
وفي حين أن ظروف كل شركة تختلف قليلاً عن غيرها، فإن معظم الشركات بدأت سلسلة الإقالات بسبب مزاعم الظروف الاقتصادية واحتمالية حدوث ركود اقتصادي.
لكن هناك أيضاً عامل وراء مقصلة خفض الوظائف لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام وهو سرعة التوظيف في تلك الشركات خلال العامين الماضيين.
ماذا حدث قبل عامين؟
في 2020 حينما شهد العالم تفشي وباء كورونا، وما صاحبه من إجراءات إغلاق مشددة، أصبحت التطبيقات المتصلة بالإنترنت لا غنى عنها للجميع، وهو ما عزز العمليات التشغيلية لدى العديد من شركات التكنولوجيا.
وحينما واصلت كل من المبيعات والأرباح الارتفاع في 2021، استمرت الشركات كذلك في زيادة عدد الموظفين بصورة ضخمة، وسط آمال بأن يصبح هذا النجاح هو الوضع الطبيعي الجديد.
لكن تلك الآمال لم تتحقق فالنمو بدأ يتباطأ إذ أصبح يتعين على الشركات إعادة ضبط أوضاعها.
وتبقى آبل هي أكبر استثناء في تلك المسألة، فهي لم ترفع معدل التوظيف لديها بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، ولم تعلن أيضاً أي عمليات استغناء عن الموظفين.
كان معدل التوظيف لدى آبل خلال السنوات القليلة الماضية هو نفس الاتجاه العام منذ 2016.
وحتى سبتمبر أيلول العام الماضي، بلغ إجمالي عدد موظفي صانعة الآيفون 164 ألفاً وهو ما يشمل موظفي الشركة والتجزئة، بارتفاع بنحو 6.5% فقط عن نفس مستويات 2021 أو 10 آلاف موظف.
وفي 2020 وظفت الشركة أشخاصاً جدداً بحكمة وذلك بأقل من 7 آلاف موظف جديد.
بينما كان الوضع مختلفاً تماماً بالنسبة لـAlphabet على سبيل المثال، إذ رفعت القوى العاملة لديها بنحو 15% في 2021 أو بحوالي 21 ألف موظف إلى 156 ألف موظف.
وفي العام الأول لوباء كورونا، قررت الشركة توظيف 16 ألف شخص بما يشكل زيادة 14%.
وتعد تلك الاتجاهات مختلفة تماماً عن ما اعتادت عليه الشركة منذ 2013 حينما حافظت على وتيرة توظيف بأقل من 10% سنوياً.
وكانت الأوضاع مشابهة داخل مايكروسوفت التي وصل عدد موظفيها عند 221 ألفاً بنهاية النصف الأول من 2022، أي بارتفاع بحوالي 40 ألفاً أو 22% عن نفس الفترة من 2021.