فيما رسم الذكاء الاصطناعي والويب 3 والـ blockchain معالم تكنولوجيا 2022، يستمر الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي برسم ملامح العام 2023 وفق ما أصدر منتدى الاقتصاد العالمي. وقد أضاف 4 ملامح أخرى ترسم أيضاً اتجاهات التكنولوجيا في العام الحالي.
1- التكنولوجيا الخضراء عند نقطة تحوّل
بفضل التحسينات المستمرة في التكنولوجيا على مدى العقد الماضي، انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل كبير، ممّا جعل مصادر الطاقة المتجددة أرخص من الوقود الأحفوري. ووفق بعض التقديرات، فإنّ التحوّل من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجدّدة سيساعد الاقتصادات على توفير 12 تريليون دولار على مستوى العالم بحلول عام 2050.
وواحدة من أكثر التقنيات الواعدة التي يمكن أن نتوقع تقدّماً فيها، هي الهيدروجين الأخضر، وهو مصدر طاقة جديد واحتراق نظيف يسمح بالتقاط الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ونقلها لمسافات طويلة، من المناطق ذات موارد الرياح أو الطاقة الشمسية الوفيرة، إلى المتعطشين للطاقة على بُعد آلاف الكيلومترات.
كما أنّ الاندماج النووي Nuclear fusion هو تقنية خضراء أخرى يجب مراقبتها في عام 2023. وعلى الرغم من أنّه لا يزال أمامنا سنوات من تحقيق إنتاج الطاقة على نطاق واسع، فمن المرجَّح أن تحفّز هذه النتائج الأخيرة على إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير التكنولوجيا، ممّا يقرّبنا من المستقبل الذي يمكن أن يوفّر فيه الاندماج النووي طاقة غير محدودة وآمنة ونظيفة.
اقرأ أيضاً على تك عربي:
التكنولوجيا تقتحم عالم المعالق .. لا حاجة إلى الملح والتوابل بعد اليوم!
هل يكون العام 2023 الأصعب على صناعة الهواتف الذكية في العقد الأخير؟
2- زيادة في الاتصال والمرونة الإلكترونية
تدفع الديناميكيات الاقتصادية والجيوسياسية العولمة إلى التراجع، وتدفع الفضاء السيبراني إلى التشرذم. ومع ذلك، فإنّ التقدّم التكنولوجي، يتّجه نحو المزيد من الاتصال وفي العام المقبل، إذ سيتم وصل 15 مليار جهاز بإنترنت الأشياء (IoT)، ومن المتوقَّع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030. وسيكون التوسّع السريع في تغطية 5G في عام 2023 المحرِّك الرئيسي لهذا الاتجاه، ما سيسمح للأجهزة بالتواصل بشكل أسرع وبتحسين أدائها.
وفيما يتزايد اعتمادنا على الأجهزة والبنى التحتية المتصلة ببعضها بوتيرة متسارعة، من المتوقَّع أن تكثّف الحكومات والجهات التنظيمية الجهود لضمان امتثال الأجهزة المتصلة لأحدث معايير الأمن السيبراني.
3- الحوسبة الكمومية
تعدّ هذه الحوسبة التي تعتمد طرقاً جديدة لمعالجة المعلومات وتخزينها، بأن تكون مستقبل الحوسبة. ومن المتوقَّع أن تعمل بأعداد كبيرة وأسرع من أفضل المعالجات المتاحة اليوم، كما ستساعد هذه التكنولوجيا على حل المشكلات المعقدة في جزء صغير من الوقت.
4- التعديل الجيني أصبح رائجاً
حتى وقت قريب، تم استخدام تقنية CRISPR-Cas9، وهي تقنية تعديل الجينات التي فاز مطوريها بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020، كأداة بحثية لاكتشاف عقاقير جديدة. ومنذ أن تلقى أول شخص علاجاً لتعديل الجينات قبل ثلاث سنوات، تم استخدام هذه التقنية لعلاج العمى الخلقي وأمراض القلب وأمراض الخلايا المنجلية، وأمراض أخرى. وعلى الرغم من أن حالات الاستخدام الأولية هي أمراض ذات طفرة جينية واحدة، فإنّ الأبحاث المبكرة تشير إلى أنه يمكن أيضاً علاج حالات مثل مرض الألزهايمر والألم المزمن.
في عام 2023، من المحتمَل أن نشهد توسعاً في تعديل الجينات في الطب، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى، ممّا يؤدي إلى تشغيل صناعة بمليارات الدولارات وطرح معضلات أخلاقية معقدة.
5- الذكاء الاصطناعي سيغزو كل مكان
قرب نهاية عام 2022، اجتذب نموذج المحادثة التفاعلي Chat GPT أكثر من مليون مستخدم في خمسة أيام فقط، وأثار نقاشاً جديداً حول فرص ومخاطر الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقَّع تجاوز الإنفاق على الذكاء الاصطناعي الـ 500 مليار دولار في عام 2023.