قطر تتحول إلى واحة للتكنولوجيا العالمية
نمو الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في قطر بمعدل سنوي يبلغ 9.2 في المائة، ليصل حجمه إلى 9 مليارات دولار بحلول 2024
تبرز قطر واحدة من الدول الرائدة في العالم من حيث التكيف مع التكنولوجيا الجديدة وتبنّيها، فهي من أفضل 10 دول في اعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحسب تقرير التنافسية العالمية لعام 2020، وتعمل على احتضان أشكال التكنولوجيا ودعم أصحابها للنمو والانتشار، واستخدامها لتطوير البلاد.
وتعمل قطر على جذب شركات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطائرات من دون طيار، وتكنولوجيا السيارات، والأمن السيبراني، والطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تقنية البلوكتشين، والواقع الافتراضي، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات، والقدرة الحاسوبية.
وتشير التوقعات إلى نمو الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في قطر بمعدل سنوي مركب يبلغ 9.2 في المائة، ليصل حجمه إلى 9 مليارات دولار أميركي بحلول 2024.
وزارة جديدة لقطر ذكية
في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2021، أصبحت وزارة النقل والاتصالات وزارتين منفصلتين، مع ولادة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتركز الوزارة الجديدة على تحديث قطر، من خلال برنامج دولة قطر الذكية، المعروف أيضاً باسم برنامج تسمو.
و”تسمو” مبادرة من خمس سنوات انطلقت عام 2017 لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر، وتحويل عاصمتها الدوحة إلى واحدة من أكثر المدن تواصلاً في العالم. وتحديث الاتصالات سيسمح بخلق شركاء موثوقين لديهم معدات وأجهزة وبرامج جديرة بالثقة، وحماية خصوصية المواطنين، والتخفيف من مخاطر الأمن السيبراني، مثل خرق البيانات، والاستغلال، والتجسس الإلكتروني.
تقنية الجيل الخامس ومؤسسات حاضنة
تسعى هيئة المناطق الحرة في قطر إلى إطلاق الثورة الصناعية الرابعة في منطقة الشرق الأوسط من قلب المناطق الحرة. وجهّزت البلاد المناطق الحرة ببنية تحتية استثنائية، حيث توفر شبكة اتصالات عريضة مكونة من ستة خطوط، وتقنية الجيل الخامس، وكوابل الألياف الضوئية بما يوفر إنترنت بسرعة تصل إلى 1 غيغابايت في الثانية.
وتوفر الدولة أحدث شبكات الاتصالات مع بنية تحتية متينة، حيث تأتي في المرتبة الثانية على المستوى العالمي بعد كوريا الجنوبية، من حيث اعتماد شبكات الجيل الخامس.
قطر جاهزة لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة
يعني هذا أن قطر جاهزة لتشغيل تقنيات تعتمد على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وتشغيل السيارات ذاتية القيادة.
وأطلق بنك قطر للتنمية، حاضنة قطر لتكنولوجيا الرياضة، سبورتس تك، يشغّلها معسكر تدريب الشركات الناشئة سبورتس بوت كامب، بدعم مؤسسات عدة بينها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومجموعة بي إن الإعلامية، ومؤسسة أسباير زون، وأخرى.
ولديها أيضاً حاضنة قطر للأعمال المتخصصة في تطوير وتسريع نمو الشركات الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تركز على التكنولوجيا، وشركات التكنولوجيا سريعة النمو التي تتطلع إلى الاستقرار في قطر.
وتهدف الحاضنة، ديجيتال آند بيوند، التي أنشأتها شركة أوريدو بالشراكة مع حاضنة قطر للأعمال، إلى تمكين الجيل المقبل من شركات الابتكار في قطر، واستقطاب الشركات الناجحة ذات النطاق الواسع إلى قطر، من خلال مجموعة شاملة من حلول الدعم والتمويل.
قطر تعمل على تمكين الجيل المقبل من شركات الابتكار
وبَنَت قطر منطقة حرة للتكنولوجيا تحمل اسم “واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا”، تستضيف شركات عالمية رائدة، وتوجه وتدعم شبكة من الشركات الناشئة والمشاريع التقنية الناشئة، كما توفر مجموعة غنية ومتنوعة من برامج تسريع الأعمال، والحضانة، والتمويل، ما يساهم في تطوير القطاع التكنولوجي، وتعزيز الابتكار وريادة والأعمال في قطر.
وتسهّل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تطوير منتجات وخدمات جديدة عالية التقنية، كما تدعم تسويق التقنيات الجاهزة للسوق.
ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية
تتهيأ قطر لتطوير مجمّع للألعاب والرياضات الإلكترونية مستفيدةً من بنيتها التحتية المتطورة في تقنية المعلومات والاتصالات وشعبها الذي يغلب عليه الشباب، الذين أصبحت الألعاب والرياضات الإلكترونية بالنسبة لهم شكلاً أساسياً من أشكال الترفيه.
كما تستفيد قطر من مكانتها العالمية ضمن أوائل المتبنّين لشبكات الجيل الخامس، وتسجيلها رقماً قياسياً عالمياً في انتشار الإنترنت بنسبة 99,7 في المائة.
وعلاوةً على ذلك، تُوجد فرص ملموسة لشركات الألعاب لتطوير تجارب تفاعلية مرتبطة بالفعاليات الرياضية الكبرى في الدوحة، مثل بطولة مونديال قطر 2022، ودورة الألعاب الآسيوية 2030.
وتشير كل هذه التفاصيل إلى أن دولة قطر تنفذ خططاً؛ شاملةً الرقمنة، وتطوير الحلول والتطبيقات الذكية، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي، والبلوكتشين، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، وكلها نحو جعل قطر واحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية التكنولوجية.