شريحة دماغية مبتكرة تسمح بقراءة الأمواج الدماغية وتحويلها إلى كلمات ، على شاشة حاسوبية في متصلة بنظام معقد ومن ثم بدماغ رجل أمريكي، شاهد العلماء في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، أولى كلمات رجل كان قد فقد قدرته على النطق والحركة منذ 15 عاماً نتيجة جلطة دماغية.
تم تطوير التقنية على مدار أكثر من عقد من الزمن وفق العلماء المشرفين عليها في جامعة كاليفورنيا. وضمن التجربة، وضع العلماء شبكة رفيعة ومرنة من الأقطاب الكهربائية على السطح الدماغي للمتطوع. ومن ثم قام العلماء بتسجيل النشاط الدماغي والأمواج الدماغية للمتطوع وتحليلها.
مع الوقت بات العلماء قادرين على تحليل الأمواج الدماغية للمتطوع وترجمتها إلى كلمات وعبارات تظهر على الشاشة. وبدلاً من الطرق السابقة التي تتضمن الإشارة إلى الأحرف على لوحة مفاتيح، تعد هذه الطريقة سريعة نسبياً وتفتح العديد من الآفاق لإتاحة قابلية النطق للمرضى الذين فقدوها.
وفق العلماء المشرفين، فهذه ليست التجربة الوحيدة التي تعمل على ربط الدماغ البشري بواجهات حاسوبية لمساعدة المرضى في العديد من المهام وتحسين نوعية حياتهم بشكل عام.
هناك اليوم تجارب متعددة على إعادة ربط شبكية العين بالدماغ لإعادة البصر للمصابين بتضرر العصب البصري مثلاً. كما أن هناك تجارب على إتاحة اللمس عبر حساسات على أطراف صناعية لمن فقدوا اطرافهم. وحتى إن بعض المشاريع تحاول إعادة قدرة المصابين بالشلل على الحركة عبر إعادة ربط الجهاز العصبي المركزي مع أطرافهم.\
تعد الشريحة الجديدة مميزة من حيث كونها تعمل على قراءة وتفسير إشارات الدماغ بدلاً من كونها ترسل الإشارات إلى الدماغ كما معظم المشاريع الأخرى. وفي حال نجاحها وإثبات أمانها، من الممكن لهذه الشريحة أن تساعد الكثيرين ممن فقدوا القدرة على التواصل مع العالم المحيط لأسباب مرضية.
تعيد هذه الشريحة إلى الذكر فكرة شريحة “نيورالينك” (Neuralink) التي استعرضها إيلون ماسك قبل أكثر من عامين. لكن وعلى عكس نيورالينك، تعد هذه الشريحة مثبتة الوجود وواضحة الهدف مع تطوير شفاف ومتابع، بينما الشريحة التي كشف عنها ماسك تبدو كمشروع غير شفاف وحتى الآن لا توجد معلومات عن مدى التقدم بالأبحاث أو عن كون المشروع قريباً حتى من صنع أي تقدم نحو أهدافه الضبابية.