في المستقبل القريب, ليس من المستبعد ان يقوم الذكاء الإصطناعي Artificial Intelligence (AI) بقيادة الطريق في مختلف أنواع الصناعات, لكن في أيامنا هذه, بدأ الذكاء الإصطناعي بالفعل بالسيطرة على مجال التسويق, فما هو التسويق بالذكاء الإصطناعي AI Marketing ؟ كيف يعمل هذا الأمر ؟ وما هي فوائده ؟
ما هو الذكاء الإصطناعي؟
قبل الدخول إلى مفهوم التسويق بإستخدام الذكاء الإصطناعي AI Marketing والتطرق إلى مفاهيمه ومعطياته, علينا في البداية فهم الذكاء الإصطناعي نفسه.
فالذكاء الإصطناعي هو علم يتحوي على العديد من التخصصات والمناهج, وهو عبارة عن مجموعة من التقنيات المختلفة التي تستطيع القيام بمهام تتطلب ذكاء بشرياً. وعند تطبيق الذكاء الإصطناعي على مهام العمل الإعتيادية, يمكن لهذه التقنيات التعلم والتصرف بمستويات ذكاء قريبة من ذكاء البشر. حيث يساعد هذا الأمر على توفير الوقت والمال والجهد البشري.
ما هو التسويق بالذكاء الإصطناعي؟
يمكننا وصف التسويق بالذكاء الإصطناعي على أنه طريقة للإستفادة من تقنيات ذكاء وتعلم الآلة لجمع البيانات ومتطلبات العملاء وتوقع تحركات العملاء التالية. وبناء على ذلك, إتخاذ قرارات آلية تساهم في تطوير عمليات التسويق.
في مجال التسويق, عادة ما يتم إستخدام الذكاء الإصطناعي في المواضع التي تكون فيها السرعة في العمل ضرورية, فالأسواق ومتطلبات العملاء تتغير بشكل سريع. لذا برزت الحاجة لإستخدام الذكاء الإصطناعي لتسريع عمليات التسويق.
حيث يمكن لذكاء الآلة تعزيز ما يسمى بعائد الإستثمار Return of Investment (ROI). حيث أنه يساعد على فهم العملاء بشكل أعمق ويساعد على معرفة أفعالهم ومؤشراتهم وتوجهاتهم. وعن طريق هذا الأمر, سيتم توجيه الإستراتيجية الصحيحة إلى الشخص المناسب بطريقة فعالة وموفرة للوقت بشكل كبير.
كمثال بسيط على إستخدام الذكاء الإصطناعي في التسويق, هو برمجيات G-Mail و Google Docs. حيث أن هذه البرمجيات تستخدم ذكاء الآلة في مجال الكتابة الذكية, فتقوم بقراءة النص الذي تكتبه وتفهمه وتتوقع ماذا ستكتب بعدها, ثم تقوم بإظهار هذه المقترحات لك لتسريع عملية الكتابة.
أهمية التسويق بالذكاء الإصطناعي.
يوجد هنالك تأثير كبير للذكاء الإصطناعي في مجال التسويق الرقمي. حيث أن 76% من العملاء يتوقعون بأن الشركات التي يتعاملون معها تفهم إحتياجاتهم.
لكن في المقابل, يساعد التسويق بالذكاء الإصطناعي أصحاب الشركات والمسوقين على تحليل بيانات التسويق التي تصلهم عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي والويب خلال وقت قصير نسبياً. لذا يعتبر التسويق بالذكاء الإصطناعي من الأمور الهامة لجميع الأعمال لتتمكن من تحليل إحتياجات عملائها وتلبيتها.
ومن المجالات التي يساهم التسويق بالذكاء الإصطناعي في تحسينها:
عملية الأتمتة.
يساعد الذكاء الإصطناعي على جعل أتمتة التسويق أكثر ذكاء, حيث يمكن له العمل مع أتمتة التسويق لتحويل البيانات إلى قرارات وتفاعلات هادفة, ويساعد هذا الأمر بشكل إيجابي على العمل.
والأمر المهم هنا هو السرعة, فكلما كانت عملية تحويل البيانات إلى نتائج قابلة للتنفيذ أسرع كلما كانت النتائج أفضل. لذلك تعتبر السرعة في التحليل هي من أهم الأمور التي يمكن للذكاء الإصطناعي المساهمة بها في مجال أتمتة التسويق.
كما يمكن للذكاء الإصطناعي مساعدة المسوقين في قياس عدد الحملات الإعلانية التي يقومون بإنشائها وقياس نتائجها بشكل أدق وتحديد الإجراءات التالية التي يجب القيام بها لتحسين خدمة العملاء.
ويساعد الذكاء الإصطناعي أيضاً في أتمتة التسويق عبر البريد الإلكتروني لتوجيه الإعلانات نحو العملاء المناسبين لزيادة معدل فتح البريد الإلكتروني المرسل, مما يساهم في تقليل التكاليف بشكل كبير.
حيث أن الذكاء الإصطناعي متقدم على المسوق البشري بخطوة ألا وهي أنه يستطيع تحسين نوعية وطريقة عرض الإعلان وتتبع أداء هذه الإعلانات. كما يمكنه أيضاً إنشاء المحتوى وتحسينه في تنسيقات مريحة وصديقة للمستخدم وذات صلة بالأشخاص المستقبلين. كما يتم إستخدامه في الإعلانات الموجهة في شبكات التواصل الإجتماعي أيضاً.
تقليل الأخطاء.
يمكننا القول أن البشر معرضون بشكل طبيعي لإرتكاب الأخطاء, وهنالك جدل دائم حول إذا ما كان الذكاء الإصطناعي علاجاً للأخطاء البشرية أم لا.
من الأمور التي لا شك فيها أن الذكاء الإصطناعي موجود لتقليل التدخل البشري في عمليات التسويق, وبالتالي تقليل الأخطاء البشرية التي من الممكن أن تحدث. كما ثبت أن الذكاء الإصطناعي يمكنه المساعدة في حل العديد من الأخطاء البشرية. وبالأخص الأخطاء التي دائماً ما تثير الرعب, ألا وهي الأخطاء المرتبطة بأمن البيانات.
تتسبب مشاكل أمن البيانات في جعل العديد من الشركات قلقة بشأن عدم قدرة موظفيها على حماية بيانات العملاء, وبيانات الشركة نفسها من الإختراقات والسرقات الإلكترونية. لكن في المقابل, يمكن للذكاء الإصطناعي المساعدة على حل هذه المشكلات ومواجهتها. وذلك عن طريق التعلم والتكيف والتفاعل من نظام الأمن السيبراني الذي تحتاجه الشركات.
تخفيض التكاليف.
يمكن للذكاء الإصطناعي المساعدة في التخلص من العديد من الموارد التي تستنزف أموال الشركات, حيث أنه يمكنه العمل بسرعة وكفاءة أكبر. وبالتالي خفض التكاليف وزيادة الإيرادات.
يساعد الذكاء الإصطناعي على إكمال المهام المتكررة والدنيا التي تحتاج إلى العديد من الموارد لتنفيذها, فبدلاً من إنفاق الإموال لإستكمال هذه المهام المتكررة, يمكن للذكاء الإصطناعي إنجازها بتكاليف أقل بكثير.
عدا عن ذلك, يساعد الذكاء الإصطناعي أيضاً على تقليل الأخطاء البشرية التي كان يقع فيها الموظفين إلى الصفر تقريباً, ويساهم أيضاً في تقليل أعداد الموظفين اللازمين لأداء المهام المتكررة. مما يساعد الشركة بشكل كبير على إستغلال المواهب والقدرات المتاحة لدى موظفيها الذين أصبحوا متفرغين في القيام بأعمال أكثر أهمية.
كمثال على ذلك, يمكن لمدير المحتوى إستخدام الذكاء الإصطناعي لإجراء آلاف عمليات النسخ والتغيير والتعديل والتنقيح للوصول إلى صيغة رسالة بريد إلكترونية إعلانية إحترافية تلامس إحتياجات العملاء.
تحسين معامل ROI.
يساعد الذكاء الإصطناعي أصحاب الشركات والمسوقين على فهم عملائهم بشكل أفضل لتحسين تجاربهم, حيث يساعد التسويق المدعوم بالذكاء الإصطناعي على إنشاء تحليل لتنبؤ تحركات العملاء وتصميم إعلانات موجهة بشكل أفضل نحو العملاء.
هذا الأمر سيزيد من عائد الإستثمار Return of Investment (ROI) عن طريق توجيه التسويق الصحيح نحو كل عميل بشكل فردي مناسب لتوجهاته وميوله. ويتم ذلك عن طريق التحليل العميق لرؤى ومتطلبات العملاء وفهم الأمور التي يريدونها فعلياً.
زيادة التخصيص.
ربما سمعت سابقاً بمصطلح التخصيص عبر التسوق في العالم الرقمي, هذا الأمر هو ما يحتاجه العملاء فعلياً أثناء عملية التسوق عبر الإنترنت.
فما هو السر الذي تستخدمه كبرى شركات التجارة الإلكترونية حول العالم لكسب قلوب وولاء العملاء؟ الإجابة الواضحة هي الذكاء الإصطناعي. حيث أنه يساعد على جعل عملية التسويق الخاصة بك أكثر تخصيصاً. كما تقوم العديد من الشركات بإستخدام الذكاء الإصطناعي لتخصيص مواقعها الإلكترونية على الويب وتخصيص رسائل البريد الإلكتروني ومنشورات وسائل التواصل الإجتماعي والفيديو والصور والمحتويات الأخرى لمعالجة الأمور التي يريدها العملاء.
إتخاد قرارات أفضل.
يساعد الذكاء الإصطناعي في تحليل وإجراء البيانات بشكل أسرع بكثير من البشر, كما أنه يضمن الدقة والأمان ويساعد فريق الموظفين في التركيز على الفعاليات الإستراتيجية لإجراء حملات تسويقية مدعومة بالذكاء الإصطناعي.
فهو قادر على جمع وتتبع البيانات في الوقت الفعلي, مما يساعد المسوقين على إتخاذ القرارات الفورية في الوقت الحالي دون الحاجة لإنتظار إنتهاء الحملة وتحليل بياناتها. بمعنى أنه يتم تحليل بيانات الحملات التسويقية الإلكترونية بشكل فوري وتعديل معطياتها بما يتناسب مع إحتياجات العملاء بشكل فوري.
اقرأ المزيد: ما هي أهم اتجاهات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟
اقرأ المزيد: الفرق بين الترويج والتسويق