تُعد العملات المشفرة من الأدوات المالية التي اجتذبت شهرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث شهدت هذه العملات صعودًا كبيرًا خلال عام 2017. وصعدت العملة المشفرة الأكبر في هذا السوق بتكوين، من مستويات 10 آلاف دولار لتلامس مستويات 20 ألف دولار، ولكنها سرعان ما تراجعت مرة أخرى لتتداول أسفل مستويات 10 آلاف دولار مع بداية عام 2018 .
ومنذ عام 2018 وحتى منتصف عام 2020، لم تشهد العملات المشفرة تحركات كبيرة، لكن سرعان ما تغير الحال مع قرب انتهاء عام 2020.
حيث انطلقت بتكوين بقوة لتجتذب أعين وأموال المتداولين والمستثمرين في أسواق المال، واستمرت بتكوين في الصعود خلال عام 2021 أيضًا، حتى وصلت لأعلى مستوياتها على الإطلاق في شهر نوفمبر 2021 قرب 69 ألف دولار.
ماذا يعني تعدين بتكوين؟
يتم اكتشاف عملات البتكوين بدلاً من طباعتها، فأجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم تنقب على العملات المشفرة من خلال التنافس مع بعضها البعض.
تضمن عملية تعدين البتكوين نفس الخطوات المتبعة في اكتشاف الموارد المعدنية، حيث تتطلب كميات هائلة من الطاقة والوقت والمال للكشف عن شيء ما قبل أن يفعله الآخرون.
فإذا نظرنا لعمال مناجم الذهب سنجد أنهم يستخدمون الآلات الثقيلة للعثور على الذهب، بينما يستخدم عمال مناجم البتكوين أجهزة كمبيوتر قوية لاكتشاف كتل جديدة لإضافتها إلى سلسلة كتل البتكوين.
العملية صعبة ومعقدة، لكن يمكن تلخصيها بأنها عبارة عن حل معادلات رياضية صعبة.
وبحسب خبراء العملات المشفرة، تُعد المشاركة في شبكة تعدين للبتكوين مشروعًا مربحًا للغاية، إلا أن متطلبات الكهرباء والأجهزة غالبًا ما تحد من ربحيتها، خاصة بالنسبة للمعدنين ذوي الموارد المحدودة.
يُذكر أن عدد بتكوين على مستوى العالم يصل إلى 21 مليون فقط، لذا إذا امتكلت 1 بتكوين، فأنت قد امتلكت 1/21 مليون من ثروة العالم في البتكوين.
لكن تكمن المشكلة في أن هناك بعض الدول تعتبر نشاط تعدين بتكوين والعملات المشفرة غير قانوني.
عام 2021 إيجابي لـ بتكوين:
شهد عام 2021، صعود كبير للعملة المشفرة بتكوين، حيث صعدت من مستويات 29 ألف دولار لتغلق عام 2021 عند مستويات 59 ألف دولار مُحققة مكاسب تجاوزت 53%.
وقامت السلفادور العام الماضي بإعطاء الغطاء القانوني للعملة المشفرة في شهر سبتمبر، لتصبح أول دولة في العالم تتبنى العملة المشفرة كعملة قانونية.
وقال رئيس السلفادور نجيب بو كيلة في شهر نوفمبر الماضي، إن بلاده تخطط لإنشاء أول “مدينة بتكوين” في العالم بتمويل مبدئي يعتمد على سندات العملة الرقمية المشفرة، مؤكدًا أنه لن يتم فرض أي ضرائب بالمدينة الجديدة سوى ضريبة القيمة المضافة.
ومن المقرر أن تبدأ السلفادور في عملية التمويل لبناء المدينة خلال عام 2022 من خلال سندات بتكوين، والتي سيتم طرحها بنفس العام.
وخلال شهر شهر أكتوبر من العام الماضي، تم إدراج أول صندوق تداول للعقود الآجلة بتكوين Proshares Bitcoin Stratgey ETF، وهو ما عزز من صعود العملة المشفرة خلال تعاملات شهري أكتوبر ونوفمبر في عام 2021.
أزمات بتكوين:
الصين تُعد العدو الأول للعملات المشفرة خلال السنوات الماضية.
واستهدفت الصين عملة البتكوين منذ عام 2013، ومنعت المؤسسات المالية من التعامل مع معاملات البتكوين، وعلى مر السنين جددت قمعها لسوق العملات المشفرة.
فالصين لم تمل من إعادة فرض الإجراءات الصارمة ضد العملات المشفرة كل فترة.
بكين فرضت حظرا على مناجم البتكوين وحذرت بشكل مستمر من التعامل بالعملات، وحققت أهدافها بتحول وجهة مناجم البتكوين إلى الولايات المتحدة، حيث أظهرت البيانات الصادرة عن جامعة كامبريدج في سبتمبر 2021، أن أميركا أصبحت الوجهة الأولى لعمال مناجم البتكوين لتتفوق على الصين للمرة الأولى على الإطلاق.
وبسبب الضغوطات الصينية على قطاع تعدين البتكوين، قررت شركات التعدين النزوح إلى دول مجاورة ومن بينها كازاخستان، باعتبارها من بين الدول التي توفر إمدادا رخيصا بكلفة الطاقة.
وتعمل 146 شركة في مجال تعدين العملات الرقمية والمشفرة في كازاخستان حاليا، 53 منها في مجال التعدين، و82 منها متخصصة في بدء التعدين و11 الباقية تركز على البنية التحتية.
ولكن تسببت الأحداث الأخيرة في كازاخستان إلى اختفاء نحو 12% من عمليات تعدين بتكوين، وذلك بعد ساعات قليلة من انقطاع الاتصال الشبكي، بحسب تغريدة “لاري سيرماك” نائب رئيس قسم الأبحاث لموقع The Block المتخصص في أخبار الأصول الرقمية.
اقرأ المزيد: كيف أصبحت بتكوين عملة رسمية فى السلفادور؟
التعليق بواسطة حساب الفيسبوك