النمو السريع لمجال بث الألعاب تحت رعاية يوتيوب وتويتش تمتلك الشركات التقنية الرائدة أعدادًا كبيرة من المشاريع الجديدة والمتنوعة، وقد بدأت تلك الشركات في الاهتمام بسوق الألعاب بشكل عام، وبسوق البث الحي للألعاب بشكل خاص. ولعل منصات يوتيوب وتويتش هي المنصات الأكثر نجاحًا في هذا القطاع.
اقرا المزيد:فنتك السعودية: حجم الاستثمار في قطاع التقنية المالية يصل 1.3 مليار ريال
وتعتمد عملية بث محتوى الألعاب بشكل حيّ على تثبيت كاميرا أثناء اللعب. وحينها يتم بث محتوى اللعبة التي يلعبها المستخدم، إلى جانب صورة حية له أثناء اللعب، مما يساعد على نقل مشاعره ومدى اندماجه باللعب لجميع المشاهدين.
ولا شك في أن هذا المجال جذب عشرات الشركات الناشئة. لكنه أيضًا جذب الشركات التقنية الرائدة. وذلك حيث إن أمازون تمتلك منصة تويتش. إلى جانب امتلاك جوجل لمنصة يوتيوب بأكملها، بما في ذلك الجزء الخاص ببث الألعاب.
وتحاول شركة فيسبوك من ناحية أخرى تثبيت قدم خدمة Facebook Gaming ضمن المنافسة. في حين أن مايكروسوفت قد حاولت جاهدة مع خدمة Mixer إلا أنها لم تحقق النجاح الكافي، ولذلك أغلقتها الشركة.
ومع مرور الوقت لم يعد البث الحي للألعاب أمرًا للتسلية، بل إن عددًا كبيرًا من أصحاب البثوث – الستريمرز – قد أصبحوا من مشاريع الإنترنت. كما أنه مجال عمل يحقق دخلًا ممتازًا. وإلى جانب ذلك، وعلى عكس مجالات أخرى، فإن البث الحي للألعاب يضم عناصر عديدة من عناصر التواصل الاجتماعي. وذلك حيث يمكن لصاحب البث أن يتحدث مع مشاهديه، ويمكن في معظم المنصات للمتابعين أن يتحدثوا مع بعضهم البعض نصيًا.
تويتش ويوتيوب في سوق بث الألعاب
كشف استطلاع رأي تم إجراؤه في عام 2019 أن شريحة كبيرة من المراهقين والشباب يودون أن يصبحوا من مؤثري الإنترنت. حيث إن 50% ممن تقدموا للاستطلاع قد أعربوا عن رغبتهم في ذلك.
وحينما يتقاطع طريق الشهرة مع طريق الألعاب فإن عددًا كبيرًا من المستخدمين يظهر اهتمامه. خصوصًا اللاعبين ذوي المستويات المرتفعة.
ولكن تأثير تويتش ويوتيوب لم يتوقف عند هذا الحد، حيث إنه قد أثر على عادات المشاهدين العاديين والذين لا يريدون أن يبثوا ساعات لعبهم، بل فقط يريدون المشاهدة. وبالفعل، ملايين المستخدمين يستمتعون بمشاهدة أشخاص آخرين وهم يلعبون.
وعادةً ما يحقق اللاعبون أصحاب الحس الفكاهي نجاحًا أكبر. لأن جزءًا كبيرًا من تجربة مشاهدة البث الحي للألعاب يعتمد على التعليق الخاص باللاعب وليس مهارته في اللعب، وبالتأكيد سيحب المشاهدين أن يستمعوا للنكات والقصص المضحكة أثناء المشاهدة.
ويقوم اللاعبين المحترفين حاليًا ببث أوقات لعبهم عبر تويتش، ويوتيوب، وفيسبوك جيمنج بما يصل إلى 60 ساعة أسبوعيًا، وقد أصبحت تلك العادة تغنيهم عن الوظيفة في عدد كبير من الأحيان. وذلك حيث إن المشاهدين دائمًا ما يكونون قادرين على “التبرع” لهم، إلى جانب تحقيقهم للربح من منصة البث نفسها.
ولعل واحد من أكثر أصحاب البثوث نجاحًا هو PewDiePie، والذي يمتلك ثاني أكبر عدد من المشتركين على منصة يوتيوب بأكملها. وقد ظهرت أهميته أكثر من مرة عندما امتنعت المنصة عن حظره أو معاقبته على الرغم من اختياره لأكثر من أسلوب سيئ في الإلقاء.
وحاليًا أصبحت بثوث الألعاب الحية تشكل مجتمعًا ممتازًا يشارك فيه مئات الملايين من المستخدمين. وإلى جانب تويتش، ويوتيوب، وفيسبوك، من المتوقع أن تبدأ شركات أخرى في الدخول لهذا المجال، مثل آبل والتي أظهرت اهتمامها بمجال الألعاب أكثر من مرة.
اقرا المزيد:أفضل التطبيقات لحجب المكالمات والرسائل النصية المزعجة على أندرويد