نجاح آبل مع CarPlay يمهد الطريق لطموحات السيارات طرحت شركة آبل CarPlay في عام 2014 كطريقة لدمج آيفون ولوحة عدادات السيارة، وأصبح منذ ذلك الحين منتشرًا في كل مكان.
اقرا المزيد:أفضل منصة تعاون.. ٤ أسباب تجعل مايكروسوفت تيمز الأفضل
وفي أوائل عام 2010، كان مصنعو السيارات متحمسين لإنشاء تطبيقات متطورة للوحات عدادات السيارة التي تجاوزت مشغل الأقراص المدمجة وشاشة LED الصغيرة.
وبالشراكة مع شركات مثل مايكروسوفت، بدأ صانعو السيارات بابتكار خدمات للخرائط والموسيقى والمساعدة عبر الطريق.
ودخلوا في اتحادات كبيرة لإنشاء معايير صناعية لربط الهواتف الذكية بالسيارات، ومن ثم جاءت شركة آبل وغيرت كل شيء.
وقالت شركة آبل العام الماضي: إن أكثر من 80 في المئة من السيارات الجديدة المباعة حول العالم تدعم CarPlay.
ويعمل CarPlay عبر نحو 600 نموذج جديد، بما في ذلك سيارات من فولكس فاجن وبي إم دبليو وكرايسلر.
ويمثل CarPlay أيضًا ميزة مهمة للعديد من السائقين ومشتري السيارات.
ويقول 23 في المئة من مشتري السيارات الجديدة في الولايات المتحدة: إنهم يجب أن يمتلكوا CarPlay.
فيما قال 56 في المئة: إنهم مهتمون بالحصول على CarPlay عند شراء سيارة جديدة.
وتمكنت آبل من إدخال نفسها بين العملاء وشركات السيارات والتأكد من أن واجهتها هي التي يريدها كل مستخدم آيفون أثناء القيادة.
ومثل هذا انتصارًا لواحدة من أنجح الشركات في العالم.
ولا يساهم CarPlay في إيرادات أو أرباح مباشرة للشركة، ولكنه يضمن الولاء المستمر لمستخدمي آيفون ويمنح آبل طريقًا في صناعة السيارات إذا أرادت التوسع.
قوة الهاتف الذكي:
تستخدم معظم السيارات نظام تشغيل معلوماتي ترفيهي يعتمد على لينكس أو QNX أو Android Automotive لتشغيل شاشة مضمنة في لوحة القيادة في السيارة.
وغالبًا ما تحتوي أنظمة المعلومات والترفيه على البرامج، وتبيع شركات السيارات الاشتراكات اللاسلكية وغيرها من الميزات التي تمت ترقيتها.
ويعمل CarPlay فوق أنظمة تشغيل المعلومات والترفيه هذه ويسمح لمالكي آيفون بالوصول إلى التطبيقات الأكثر أهمية أثناء القيادة.
ومن خلال CarPlay، يمكن للمستخدمين تشغيل الخرائط أو تطبيقات الموسيقى أو إملاء رسالة نصية لإرسالها.
وتحدث عمليات المعالجة هذه عبر الهاتف نفسه، ويشبه الأمر استخدام شاشة سيارتك كشاشة خارجية لهاتفك.
وعندما يكون لدى المستخدمين كلاً من CarPlay ونظام مدمج، فإنهم يميلون إلى استخدام CarPlay.
وقامت آبل أيضًا بتوسيع CarPlay على مر السنين لجعله أكثر قيمة لمالكي آيفون.
وعندما ظهر CarPlay للمرة الأولى، كان يتطلب سلكًا لتوصيل هاتفك بسيارتك. وبدأت آبل في عام 2015 بدعم اتصالات البلوتوث اللاسلكية.
وبينما استغرق الأمر بضع سنوات حتى تدعم السيارات الجديدة هذه الميزة، إلا أنها أصبحت الآن منتشرة على نطاق واسع.
وفي الصيف الماضي، أعلنت آبل وبي إم دبليو أنه يمكن للمستخدمين استخدام آيفون لفتح أبواب السيارة أو حتى بدء تشغيل المحرك.
وتشارك الشركة المصنعة لهواتف آيفون في مجموعة معايير لنشر الميزة عبر المزيد من صانعي السيارات.
وعندما أصبح من الواضح لشركات صناعة السيارات أن قوة الحوسبة والبرمجيات في الهواتف الذكية تتحسن بسرعة أكبر بكثير مما يمكنهم تحسين أنظمة المعلومات والترفيه المدمجة لديهم، حاولوا تعديلها.
وقام اتحاد اتصالات السيارات، الذي يضم معظم كبار مصنعي السيارات وأهم الموردين، بتطوير Mirrorlink، وهو معيار مفتوح لتوصيل الهواتف الذكية بأنظمة السيارة.
وتم طرح Mirrorlink في عام 2011، ولكن سرعان ما جرى تجاوزه عبر آبل وجوجل. وتوقفت سامسونج، أكبر داعم للمعيار، عن دعم Mirrorlink في هواتفها العام الماضي.
ولا توجد علامة تجارية رئيسية أخرى تعمل بنظام أندرويد لا تزال تدعمه، ولا يسرد موقع الاتحاد الإلكتروني سوى العديد من الأجهزة القديمة كأجهزة مدعومة.
قفزة كبيرة للسيارات الذاتية القيادة:
يفسر نجاح آبل مع CarPlay اهتمام صناعة السيارات بالإشاعات التي تفيد بأنها تخطط لبناء سيارتها الخاصة.
وإذا حققت آبل نجاحًا كبيرًا في الاستحواذ على لوحة القيادة، فربما يمكن للشركة استثمار ذلك في سيارة تنافسية.
ومنذ عام 2014، ذكرت تقارير إعلامية أن شركة آبل تستكشف على الأقل برنامجًا لمركبة كهربائية ذاتية القيادة.
وفي وقت سابق من هذا العام، قالت هيونداي في بيان رسمي: إنها تجري محادثات مع آبل حول تصنيع سيارتها قبل أن تتراجع.
ولا تزال خطط آبل النهائية غير واضحة، ولا يزال بإمكانها أن تقرر بيع نظام قيادة مستقل لشركات صناعة السيارات، بدلاً من تصميم سيارتها الخاصة.
ولكن إذا دخلت آبل عالم السيارات، فإن ذلك يتطلب استراتيجية مختلفة اختلافًا جوهريًا عن CarPlay.
ويهدف CarPlay بشكل أساسي إلى جعل آيفون أكثر جاذبية.
كما يقدم أيضًا مزايا أخرى لشركة آبل، مثل جعل اشتراكات آبل ميوزك أكثر قيمة.
وقد يرغب الأشخاص بتشغيل الموسيقى في سياراتهم، ولكنهم يحتاجون إلى طريقة سهلة للتحكم فيها أثناء القيادة.
ولكن CarPlay في حد ذاته ليس رابحًا. ويتوفر حاليًا مجانًا في معظم السيارات الجديدة، بدءًا من النماذج الأساسية وصولاً إلى سيارات الدفع الرباعي الفاخرة.
واعتادت بي إم دبليو على فرض رسوم شهرية على المستخدمين للوصول إلى CarPlay، ولكنها توقفت في عام 2019 بعد أن اشتكى العملاء.
ولا تفرض آبل رسومًا على شركات صناعة السيارات مقابل استخدام CarPlay لأنه ليس نشاطًا تجاريًا مرخصًا.
ويمكن أن تستخدم آبل CarPlay كموطئ قدم لها من أجل دعم المزيد من طموحاتها، حيث تجمع البيانات اللازمة لتشغيل CarPlay.
وبالرغم من أن هذه البيانات مجهولة المصدر لضمان خصوصية المستخدم، فإنها تمنح الشركة الكثير من المعلومات الأولية حول ما يفعله الأشخاص في سياراتهم.
ولكن لا يتمكن لـ CarPlay تشغيل السيارة الذاتية القيادة، وهو الأمر الذي يتطلب شرائح مختلفة وأجهزة متخصصة مؤهلة للاستخدام في السيارة.
وإذا كانت آبل تخطط لبيع نظام قيادة مستقل لصانعي السيارات الذاتية القيادة، فإنه يأخذ شكلًا مختلفًا عن CarPlay.
اقرا المزيد:واتساب تعكس مسارها بشأن سياسة الخصوصية الجديدة