آبل تمضي قدمًا في مجال الخصوصية بالرغم من المعارضة من المفترض أن يبدأ التحديث البرمجي الذي يشغل نحو مليار هاتف آيفون حول العالم بالوصول هذا الأسبوع مع ميزة الخصوصية المحسنة التي يخشى النقاد أن تعكر صفو عالم الإعلانات عبر الإنترنت.
اقرا المزيد:Guacamole تتيح لك الرد على المكالمات دون Hey Google
وتبدأ شركة آبل بمطالبة صانعي التطبيقات بإخبار المستخدمين بمعلومات التتبع التي يرغبون في جمعها والحصول على إذن للقيام بذلك، مع عرض ما يشار إليه باسم ملصقات الخصوصية.
وأحدثت الخطوة التي اتخذتها آبل، التي ظلت قيد العمل منذ شهور، شرخًا كبيرًا مع فيسبوك ومنافسين تقنيين آخرين، وقد يكون لها آثار كبيرة في خصوصية البيانات والنظام البيئي للأجهزة المحمولة.
وتمثل الإعلانات الرقمية شريان الحياة لعمالقة الإنترنت، مثل: جوجل وفيسبوك، ويُنسب إليها دفع ثمن وفرة المحتوى والخدمات المجانية عبر الإنترنت.
ويجب التحديث البرمجي لنظام iOS الذي يشغل أجهزة آيفون وآيباد وآيبود ميزة App Tracking Transparency، التي تمنع التطبيقات من تتبع المستخدمين أو الوصول إلى معلومات تحديد الجهاز دون إذن.
وقالت شركة آبل هذا الأسبوع في رسالة عبر الإنترنت للمطورين: ما لم تحصل على إذن من المستخدم لتمكين التتبع، فإن قيمة معرف الإعلان للجهاز ستكون كلها أصفارًا ولا يجوز لك تتبعها.
وينطبق المطلب، الذي تبناه بعض المطورين مبكرًا، على جميع تطبيقات iOS اعتبارًا من يوم الاثنين، وذلك وفقًا لشركة آبل.
وقال المحللون: إن الميزة الجديدة يمكن أن تقلب اقتصاد التطبيقات جنبًا إلى جنب مع الإعلانات الرقمية، ووصفوا السياسة الجديدة بأنها عامل تغيير.
وأضافوا: من المستحيل استبعاد حقيقة أن الإعلان الرقمي عبر الهاتف المحمول يتم من خلال ما تعرفه آبل بأنه تتبع، وإن إزالة هذا النشاط بشكل صريح من النظام البيئي يتطلب تغيير نموذج تشغيل الهاتف المحمول.
ومع وجود أكثر من مليار جهاز يعمل بنظام iOS قيد الاستخدام النشط في جميع أنحاء العالم، فإن التغيير في نظام تشغيل الأجهزة المحمولة الذي من المحتمل أن يعيق فعالية الإعلانات الرقمية قد يكون مهمًا.
وعادةً ما يتم الدفع للمنصات التي تعتمد على الإعلانات فقط عندما يتخذ شخص ما إجراءً مثل النقر على رسالة تسويقية.
وأصبحت الإعلانات غير ملائمة لأن القليل من المعلومات عن المستخدمين قد يعني نقرات أقل، وبالتالي، أرباحًا أقل.
وازدهرت تطبيقات الأجهزة المحمولة والإنترنت بشكل عام من خلال توفير المعلومات والألعاب مجانًا، مع الإعلانات التي تجلب الأموال للحفاظ على تشغيل مراكز البيانات وتدفق الأرباح.
وفي حين أن بعض الأشخاص الذين يستخدمون هواتف آيفون قد يمنحون الإذن بالتتبع، يخشى المسوقون أن يختار الكثيرون الخصوصية.
وحذرت فيسبوك في وقت مبكر من هذا العام من أن تغيير آبل لنظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها من المرجح أن يجعل استهداف الإعلانات أكثر صعوبة.
وقال مارك زوكربيرج: أصبحت آبل واحدة من أكبر منافسي فيسبوك من خلال خدمة التراسل iMessage المنافسة، إلى جانب إحكام قبضتها على متجر التطبيقات، البوابة الوحيدة لتطبيقات آيفون.
وأضاف: لدى آبل حافز لاستخدام موقعها المهيمن عبر منصتها للتدخل في كيفية عمل تطبيقاتنا والتطبيقات الأخرى، وهو ما تفعله بانتظام لتفضيل تطبيقاتها.
وأشارت عملاقة التواصل الاجتماعي إلى أن الإجراءات الجديدة التي ابتكرتها آبل بشأن جمع البيانات والإعلانات المستهدفة تضر الشركات الصغيرة.
ودافع تيم كوك عن هذه الخطوة قائلًا: يجب أن يتحكم الفرد في ما إذا كان يتم تعقبه أم لا، ومن لديه بياناته.
وتظل التطبيقات قادرة على استهداف الإعلانات السياقية بناءً على ما يفعله المستخدمون أثناء الجلسات.
وقال أحد المحللين: يجب أن تساعد التطورات في الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات المنصات في الاستهداف الفعال باستخدام بيانات أقل عن المستخدمين.
وأضاف: يجب أن يظل المعلنون على صلة بالناس دون مطاردتهم، وهو أمر مفيد للمستهلك وجيد للعلامات التجارية، وأعتقد أن آبل محقة، إذ يجب أن نطمح بالشفافية دائمًا.
اقرا المزيد:سبوتيفاي تواجه آبل عبر البودكاست المدفوع