ما هي تجارة إحالة الشحن؟ ولماذا تمتلك سمعة سيئة للغاية؟

ما هي تجارة إحالة الشحن؟ ولماذا تمتلك سمعة سيئة للغاية؟ في حال كنت تتابع يوتيوب بشكل دوري ومهتماً بعالم الأعمال والربح عبر التجارة الرقمية أو التداول ربما، سيكون من المستحيل تجنب نوع مزعج للغاية من الإعلانات: شخص واحد أو أكثر يستعرضون ثروتهم ونمط حياتهم الفاره الذي وصلوا إليه بالاعتماد على “عمل سهل بسيط يمكن القيام به من أي مكان.” وعادة ما تقود الإعلانات إلى دورات مدفوعة لتعليم هذا المجال الذي سيغير حياة أي أحد يدخله: إحالة الشحن، أو كما يعرف باللغة الإنجليزية “Drop Shipping”.

Tech3arabi Plans

اقرا المزيد:تويتر تختبر ميزات التجارة الإلكترونية الجديدة للتغريدات

على العموم وحتى لو لم تكن قد سمعت بهذا المفهوم سابقاً، سنقوم بتقديم شرح مبسط لفكرته وطريقة الربح منه، وما هو السبب الذي يجعل سمعته سيئة للغاية سواء في مجال العاملين بالتجارة الإلكترونية عموماً أو حتى بين الزبائن الذين يشترون المنتجات من ممتهني إحالة الشحن.

ما هي إحالة الشحن (Drop Shipping)؟

في إحالة الشحن لا يحتفظ التجار بأي مخزون، بل يتم الشحن من المصنع ودور التاجر يقتصر على استلام المال وتسويق المنتج.

كمبدأ، فإحالة الشحن هي عملية إدارة لسلسلة التوريد الخاصة بالمنتجات، لكن وبشكل مبسط: فكرة إحالة الشحن هي أن يقوم تجار التجزئة ببيع المنتجات إلى المشترين دون أن يمتلكوا أي مخزون منها في الواقع، بل أنهم يقومون بتحويل طلبات الشراء بشكل مباشر إلى بائعي الجملة الذين يلبون الطلب، وبالتالي يحصل تجار التجزئة على ربح هو الفرق بين سعر الجملة والسعر الذي أقنعوا المشترين به.

للتوضيح أكثر، لنفترض مثلاً أن هناك تاجراً باسم X يقوم ببيع فناجين وكؤوس تحمل تصاميم مخصصة، لكن على عكس تجار التجزئة المعتادين لا يمتلك X أي متجر حقيقي ولا يصنع منتجاته ولا يخزنها لديه بل أن متجره بكامله ليس سوى صفحة ويب فقط.

عندما يقوم زبون ما بشراء واحد من منتجات X، يقوم X باستقبال سعر المنتج، ومن ثم شراء المنتج وطلب توصيله للزبون لكن بسعر مخفض للغاية، حيث عادة ما يعتمد تجار إحالة الشحن على تجار جملة في الصين ومن الشائع أن تصل أوقات الشحن لعدة أسابيع أو حتى أشهر نتيجة كون الشحن يتم من الصين وليس من التاجر نفسه.

من حيث المبدأ تقدم هذه الطريقة ميزات هامة للتجار دون شك، فهي تزيل المخاطرة من المعادلة، حيث أنه لا خوف من كون المخزون لن يباع كون المخزون غير موجود أصلاً ويتم طلبه عند الحاجة فقط. لكن هذه الناحية الإيجابية تخفي العديد من المشاكل خلفها في الواقع.

هل الواقع مطابق للأحلام؟

نسبة كبيرة من إعلانات المنتجات على التواصل الاجتماعي آتية من بائعي إجالة الشحن

وفق ما يدعي بعض المعلنين عن دوراتهم التدريبية الخاصة، فالأمر غاية في السهولة ولا يحتاج لأي خبرة مسبقة أو رأس مال أولي حتى، وكل ما عليك فعله هو بذل بعض الجهد ومتابعة دورات تدريبية سريعة لتصبح ناجحاً كما المدربين وتجمع الأموال وأنت جالس في منزلك دون جهد. لكن وكما أي أمر آخر يبدو أفضل من أن يكون حقيقياً، فالتجارة بإحالة الشحن ليست حلاً سحرياً لجمع المال أبداً، ومع أن البعض قد يصل إلى الثراء نتيجتها، فالغالبية العظمى لا تنجح بذلك، بل أن الكثيرين يخسرون المال حتى.

الصورة التي تظهرها الإعلانات مضللة دون شك، وكذلك هو الأمر للفكرة الأولية التي تخطر بالبال: إعادة بيع عدد كبير من المنتجات وبأسعار عالية جداً تبلغ عدة أضعاف السعر المدفوع للجملة. لكن الواقع هو أن هذه المحاولات نادراً ما تنتج أي مبيعات، والتجار الناجحون في المجال عادة ما يستخدمون فروق سعر صغيرة نسبياً، وحتى هذه العائدات الصغيرة من فرق السعر تتحول بمعظمها إلى ميزانية تسويق لبيع المزيد من المنتجات.

في الواقع هناك الكثير من الأشخاص الطامحين والساعين للثراء السريع ممن خسروا أموالاً طائلة نتيجة التهور في مجال إحالة الشحن، فالكثيرون قد دفعوا مئات أو آلاف الدولارات لمتابعة “فيديوهات حصرية” تمنحهم أسرار النجاح، والتي عادة ما تكون مجرد تكرار لعبارات مستخدمة في عالم الاحتيال عادة مثل أن العامل الوحيد المهم هو مقدار رغبتك بالربح مع مزيج من العلوم الزائفة في بعض الحالات.

بالنسبة لمن يدخلون المجال دون أن يدفعوا مبالغ كبيرة للمدربين المدعين على الإنترنت، فالأمور ليست أفضل حالاً بالضرورة. حيث عادة ما يريد هؤلاء تحقيق ربحهم بسرعة كبيرة وبدلاً من البدء ببطئ نسبياً والبناء على التجارب الأولية سواء نجحت أو فشلت، فهم يدفعون مبالغ هائلة على إعلانات التواصل الاجتماعي آملين بيع عدد كبير من المنتجات وبأسعار كبيرة بسرعة. وبالطبع تكون المبيعات والربح منها أقل بكثير من الطموح وميزانية الإعلان الأولية حتى مما يضيع المال إضافة إلى تضييع الوقت والجهد.

ثقة العملاء والزبائن المتكررون

ثقة الزبائن معدومة عادة في تجارة إحالة الشحن بسبب عدم تطابق المنتجات مع التوقعات السابقة عادة.

عادة ما يدعي العاملون بإحالة الشحن أن عملهم مختلف تماماً عن التسويق المعتاد (ولو أن المجالين يبدوان متطابقين تماماً وبالأخص من حيث غياب المخاطرة والاحتفاظ بمخزون)، والحجة الأساسية المستخدمة للتفريق بين الأمرين هي أن تجار إحالة الشحن يمتلكون زبائن متكررين ويستفيدون من ثقة عملائهم على المدى الطويل فيما أن عمل المسوقين لا يستفيد إلا من العملاء الجدد فقط.

المشكلة في هذه الحجة هي أنها لا تعكس الواقع تماماً، حيث أن وفاء الزبائن لتجار إحالة الشحن شبه معدومة عادة، وذلك أمر متوقع كون العاملين بالمجال نادراً ما يجربون المنتجات التي يحاولون بيعها، كما أن الكثير منهم يعمد إلى أساليب مضللة وبيع بضائع معدومة الجودة بأسعار كبيرة جداً لتحقيق الربح السريع والآني بدل أساليب التجارة المعتادة التي تستفيد من “صناعة الاسم” وجذب زبائن متكررين على المدى البعيد.

بالطبع هناك الكثير من الباعة الذين يعتمدون على إحالة الشحن بشكل أخلاقي ويتأكدون من جودة ما يبيعونه ومن كون أسعارهم منطقي للمنتجات، لكن كون هؤلاء ليسوا سوى قلة من المجموع الكلي يمنح إحالة الشحن سمعة سيئة للغاية ويجعل الكثير من الزبائن يرون الأمر على أنه احتيال فقط

اقرا المزيد:ما هي مزايا التجارة الالكترونية وعيوبها ؟

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى