المهارات الشخصية التي يحتاجها حديث التخرج في سوق العمل الكفاءة هي المعرفة والمهارات والقيم والسلوكيات اللازمة لتحقيق مستوى الأداء المطلوب في العمل، وقد يصعب تخيّل المهارات الشخصية التي يحتاجها الخرّيج الجديد ليدخل سوق العمل بكفاءة، ويبدأ حياته المهنية ويطبق تعليمه النظري بالحياة العملية.
اقرا المزيد:كطالب حديث التخرج؛ كيف تستعد لمقابلة عمل ناجحة؟
تهانينًا لك إن كنت حديث التخرج، وإنه لإنجاز كبير سعيت طويلاً لأجله ولأجل هذه اللحظة التي تعتبر بداية المستقبل العملي، لا تقلق إنّ أغلب المهارات التي ستحتاجها لاتخاذ أولى خطوات السير في عالم العمل قد تكون موجودة لديك، لأنك بالتأكيد تعلم أنّ عالم العمل يتغير بسرعة في ظلّ التكنولوجيا والتأثيرات الأخرى، وأنت كخرّيج جديد من المهم أن تكون جزءاً من هذا العالم فقد يتثنى لك أن تؤثر فيه. إن اخترت التوجه إلى العمل الخاص أو العمل في أكثر من مكان إليك بعض الأمور التي تساعدك في الحصول على وظيفة أحلامك والحفاظ عليها:
اعرف ما تريد
ابحث جيّداً عن وظيفة، واطرح على نفسك عدّة تساؤلات قد ترشدك للطريق الصحيح: فما الوظائف التي تتطلب شهادتك؟ وما المهارات المطلوبة للوظائف التي تهتم بها؟ وما هي الشركات التي تلفتك؟ وما الراتب الذي تطمح إليه، عندما تجيب على هذه التساؤلات قد تكتسب فكرة جيّدة عن الوظائف المتاحة لك، وهل هي مناسبة لخطة عملك المستقبلية أم لا.
التزم الواقعية
لا تتوقع رواتب عالية مباشرةً، ستحتاج إلى العمل الطويل والمثابرة حتى تحقق النجاح الوظيفي الذي لايمكن أن يأتي دفعة واحدة، إنّما المهارة المثابرة ستفتح لك العديد من الفرص، انظر إلى مؤهلاتك بأعين صاحب العمل حتى تستطيع فهم توقعاته بشكل أفضل، وانظر إلى وظيفتك الأولى بعد التخرج على أنها فرصة جديدة لاكتساب خبرة العمل.
المرونة
في مجالات الدراسة كافة قد تمضي عدّة سنوات في التركيز على موضوع معيّن، وقد تستمد بعض الخبرة من برامج الخريجين، لذا اتجه إلى وظيفتك الأولى بخطوات ثابتة وعقل متفتح، وتذّكر أنه من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها في عملك هي المرونة.
الدراسة في الجامعة لم تقدم لنا المهارة البشرية أو مهارة الأشخاص وهي أهم الجوانب التي نحتاجها في العمل وتتمثل في القدرة على التواصل بجميع الأشكال مع زملاء العمل ومعالجة الخلافات والأخطاء، فقد لايتذكر الناس ماقلته لهم لكنهم سيتذكرون الطريقة التي جعلتهم بشعرون بها، فمن المهم أن تكون مهتماً بزملائك، تسعى لمساعدتهم وتقبل آراءهم وأفكارهم.
الرغبة في التعلم
قد مضت عدّة سنوات وأنت تتلقى الدروس والتعليم سواء في المدرسة أو الجامعة، ومع هذا إنّ أكبر الدروس لا يزال أمامك فالشهادة ليست سوى بداية رحلة التعلم لمدى الحياة، تجنب التظاهر بأنّك تعرف كل شيء، وحاول الاستفادة من برامج التدريب الخاصة بمكان عملك، لأنه من الصعب إدراك الحياة العملية مهما وُصفت لنا حتى نبدأ بها ونمضي في خضّمها، وبحسب الكثير من الدراسات فإنّ التعلم في الوظيفة هو أكثر مكان يكتسب فيه الناس مهارات وخبرة ويطورونها لتتماشى مع العمل الذي يقومون به.
اطرح الأفكار بالطريقة الصحيحة
أكدّ خبراء العمل المستقبلي أنّ المثالية والحماس أكثر ماتحتاج إليه الشركات، لكن ضع باعتبارك أنّ هناك أشخاص قد قضوا فترات متفاوتة من الوقت في عملهم فمنهم من استمرّ طويلاً ومنهم من توقفّ عند أول مطبّ، لذا حافظ على منظور مفتوح واحرص ألّا يرى الجميع الأشياء من خلال عينيك، وحاول أن تكون قائداً للتغييرات التي تريدها في نطاق عملك. شارك أفكارك ضمن الفريق بشرط التعبير عن ذلك بطريقة صحيحة لتوصل فكرتك وشرحها ببساطة تخاطب عقول الجميع، من المهم أيضاً تقدير العمل الذي قام به الموظفون الأقدم واحترامه، وتقديم أفكار يمكن أن تساعد على خلق المزيد من النجاح للشركة في المستقبل.
الصبر
كخرّيج جديد فإنّ الصبر هو أعظم صفة يمكن أن تتحلى بها، فالشركات تسير بخطوات مختلفة وهذا ما ستدركه عندما تبدأ حياتك المهنية، فقد تجد بعض الشركات تتقدم بسرعة مما قد يشعرك بالإحباط حاول حينها أن تشرح لمديرك جداولك الزمنية، وأن سرعك لاتتطابق مع سرعهم وذلك حتى تبقى على اتصال معهم،وقد تجد بعض الشركات في مرحلة انتقالية بين الأنظمة فالتزم الصبر واستخدم ذكاءك لتساعدهم في التقدم والسير نحو الأمام، ومهما شعرت أنك تطورت وتقدمت في عملك سيكون أمامك الكثير لتتعلمه فحاول أن تستفيد من ذلك بأقصى ما تستطيع.
أمّا إذا كنت تشارك في برامج الدراسات العليا فالصبر فضيلة، قد تتناوب على الفرق والأقسام وينتهي بك الأمر في مجالات لا تناسبك أو قد تحتاج وقتاً حتى تنطلق بخطواتك في المشاريع. لذا لا تدع عزيمتك تقلّ إن لم تحظى بالوظيفة التي حلمت بها، في الستة أشهر الأولى ستشعر أنّ الحلم قد تحقق لكن لا تلبث أن تستيقظ من الحلم لتبدأ باكتشاف نقاط الضعف في شركتك لذا حاول أن تكتسب خبرة قدر الإمكان وتعلّم ماتثنى لك من الأفكار الجديدة فكلّه سيضاف إلى سيرتك الذاتية.
إدارة عدم الأمان والتحديات
إن كنت قلقاً من التطور والصعود على سلّم النجاح، فتأكد أنّك لست وحدك من يواجه هذه المخاوف، ومن الممكن أن تواجه ذلك في مختلف المراحل المهنية وليس فقط عند بداية العمل، ولتكسب مزيداً من الثقة اجعل مكان عملك سياسياً من خلال إنشاء العلاقات من الأشخاص الذين قد يساعدوك ويفيدوك في عملك، وتأكد أنك لن تحظى بمحبة الجميع لكن حاول أن تكون شخصاً موثوقاً ومحترماً وتجنب النميمة وخلق الصراعات.
من المهم إبقاء المخاوف تحت السيطرة وفي الجانب الآخر من المهم أيضاً توقّع التحديات والتعامل معها على أنها فرصة للتعلم والتطور، وليست مجرد اختبار أو عائق، بل على العكس من الممكن أن تحمل الكثير من المتعة والفائدة، لأن التعامل مع التحديات يعطي نتائج قد تخدم في الحياة العملية.
يعدّ التخرج من الجامعة والدخول لسوق العمل من أمتع الأوقات في حياة كل فرد، و هو أحد أهم الخطوات التي تحدد مسار الأيام القادمة، حيث يترتب في هذه الفترة العديد من القرارات أثناء البحث عن عمل. وبرغم سعادتك بالتخرج لكن بعقلك الباطني تبقى فكرة العثور على عمل مناسب تثير الانزعاج والقلق، فاجعل هذه الفترة تمرّ بسلام، واختر عملاً مناسباً لطموحك وميولك وابدأ به بثقة وحبّ وكثير من الأمل.