اكتشف بحث علمي جديد أنه أصبح من المتاح للهاكرز، مقابل حوالي 600 دولار وعدد قليل من الأدوات، أن يقوموا بتزييف موجات الراديو، التي تستخدمها الطائرات التجارية للمناورة والهبوط الآمن، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
جاء في ورقة بحثية ونموذج بيان عملي، مقدمين من فريق علماء في جامعة “نورث إيسترن” في بوسطن، أنه يمكن لراديو مبرمج، أي راديو غير تقليدي يعتمد على نظام البرمجة بدلاً من الأجهزة المتعددة المكونات، أن يقوم بنجاح بخداع نظام الهبوط في الطائرات عن طريق محاكاة إشارات هبوط الطائرة وتقديم أرقام وقياسات خاطئة تؤدي إلى خروج الطائرة عن المسار.
محاكاة ساخرة مؤذية
يطلق على عملية خداع إشارات الهبوط اسم “محاكاة ساخرة”، أسوة بنفس المسمى الذي يتم إطلاقه على المقالب وعمليات الخداع من جانب بعض المتصلين تلفونيا الذين يزيفون أرقامهم. ولكن يشير الباحثون إلى أن خطورة برامج “المحاكاة الساخرة” المأساوية تكمن عند استخدامها في مجال هبوط الطائرات، لأنه من الممكن تغذية مؤشر مسار انحراف الطائرة ببيانات وأرقام مزيفة، بحيث تدفع قائد الطائرة أو نظام الطيران الآلي إلى الاعتقاد بأن الطائرة بعيدة عن المركز الصحيح. ويتم تعديل المسار وفقا للقراءات المزيفة مما يؤدي إلى اختلال أو تغيير مسار الطائرة بشكل خاطئ لتهبط خارج أو قريبا من الممرات بالمطار.
الهبوط الآلي غير مشفر
وكما كشف موقع Ars Technica لأول مرة، فإن الإشارات اللاسلكية، التي يتم تحويرها بواسطة أجهزة الهاكرز، هي نفس الإشارات المستخدمة في كل طائرة تقريبًا خلال السنوات الخمسين الماضية، بما في ذلك تلك التي على متن الطائرات التجارية الكبيرة.
وأضاف Ars Technica أنه بسبب عمر التقنية، فإن إشارات الراديو المستخدمة في أنظمة الهبوط الآلية (ILS)، ليست مشفرة أو موثقة مثل باقي بيانات المنقولة رقميًا.
وعلى الرغم من أن الأدوات التي يستخدمها الباحثون في العرض التوضيحي ليست بالضرورة جديدة، فإن Ars Technica أشارت إلى أن تكلفة مثل هذه الأجهزة انخفض بشكل ملحوظ، مما يجعل إمكانية شن هجمات هاكرز من هذا النوع محتملة بشكل أكبر من أي وقت مضى.
الطيارون المهرة
ويلاحظ الباحثون أن أي هجوم باستخدام هذه الطريقة هو أمر ممكن، ولكن في كثير من الحالات، يمكن للطيارين المهرة، القادرين على رؤية مواقعهم في ظروف واضحة، أن يقوموا بسرعة بتصحيح مسار الطائرات أو العودة لوضعية التحليق بدلاً من الهبوط الخاطئ.
ولإنجاح الهجوم، من المحتمل أن يحتاج القراصنة إلى هوائي موجه للمساعدة في تعزيز الإشارة، مما يجعل احتمال قيامهم بتسريب الأدوات اللازمة على متن طائرة أمراً مستبعداً.
أبراج الحراسة والمراقبة
بالنسبة لشن هجوم بري للهاكرز دون احتياج للتواجد على متن الطائرة، لا يزال يتعين على المهاجم أن يكون قريبا إلى حد ما من مدرجات المطار وأن يتوافر معه قدر لا بأس به من المعدات، مما يجعل احتمال اكتشافهم من خلال أبراج الحراسة والمراقبة بالمطارات أعلى بكثير.
وللمساعدة في تقليل فرص نجاح هجمات قرصنة مماثلة بشكل حاسم، يقول الباحثون إن الطائرات يجب أن تستخدم أنظمة تحديد المواقع المشفرة مثل تلك التي يستخدمها الجيش الأميركي، والتي من شأنها إضافة مستوى من الأمن، هذا على أن يتم تطويرها بشكل متواصل حتى لا يتم قرصنتها هي الأخرى.