ما إن نستيقظ في الصباح فإن أول ما نقوم به هو تناول فنجان القهوة “المعدل للمزاج”. لذلك يسمح لك كوب القهوة الذكي، والذي يكون متصلاً بهاتفك من خلال البلوتوث، بتحديد درجة حرارة مثالية لما تشربه، تصل إلى 145 درجة فهرنهايت.
وبمجرد وصول الكوب إلى الدرجة المطلوبة فإنه يحافظ عليها لمدة 8 ساعات دون أن تفقد سخونتها طوال هذه الفترة، لاسيما أن القهوة لا تكتسب مذاقها إلا عبر الارتشاف غير المتعجل، ما يبقيها ساخنة لأطول مدة ممكنة.
مثل أي كوب عادي.. ولكن!
يبدو هذا “القدح الذكي” كأي كوب عادي من الخارج، لكن، ما وراء ذلك، هناك الفولاذ غير القابل للكسر والمقاوم للصدأ، الذي يشكل جداراً مزدوجاً من الداخل والخارج مغطى بالسيراميك.
وبين ذلك تقع التكنولوجيا المعقدة التي يعول عليها كل شيء، والتي تجعل الميزة المطلوبة متوفرة، حيث زرعت أربعة من أجهزة الاستشعار الحراري، متصلة بالمعالج الحراري في الأسفل من الكوب، حيث تخبر المستشعرات هذا المعالج المصغر بما يجب أن يقوم به، من الحفاظ على درجة الحرارة.
ميزة القدح الجديد
وكانت شركة إمبر المنتجة لهذه الأكواب الذكية قد دشنت، قبل عامين، أول قدح يحافظ على السخونة أو البرودة حسب المطلوب، وذلك في ساعات السفر.
وميزة القدح الجديد أنه مطور ويبدو مثل كل الأكواب التقليدية التي توجد في كل مكان. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة إمبر، لاي ألكسندر، إنه “في مقابل قدح السفر الذي كان له شاشة رقمية مفصولة للتحكم ويصل سعره إلى 150 دولاراً، فإن القدح الجديد، الذي يعرف بقدح السيراميك، للقهوة والشاي، يصل سعره إلى أكثر من النصف تقريباً، 79 دولاراً”.
ولا يتوافر القدح حالياً إلا عبر موقع إمبر أو محلات ستاربكس. كما لا يتطلب شاشة مفصولة للعمل، لأن الهاتف بات يقوم بعملية التحكم.
الأواني الذكية قادمة
وتخطط إمبر في المستقبل لإنتاج العديد من الأواني الذكية التي تتحكم بدرجة الحرارة، مثل أطباق الطعام التي تحفظ سخونة الأكل والأواني الزجاجية متعددة الأغراض، بالمضي في التكنولوجيا التي تخصصت فيها.
وتعمل الشركة الآن على التحضير لطرح منتج للأطفال هو عبارة عن زجاجة خاصة لمشروبات الصغار، يمكن استخدامها لتلاميذ المدارس مثلاً.
وفي التطور الأخير، فإن تصميم القدح هدف إلى أن يحقق معايير الكوب العادي، من الشكل إلى الوزن، إلى طريقة الوضع على الطاولة.
وقد صممت القاعدة بلاستكية للسماح بالتواصل مع البلوتوث في الهاتف بحيث يكون التحكم في درجة الحرارة المطلوبة.
التغيير المتوقع
من جانبهم، يعتقد المنتجون أن هذه التقنيات الجديدة ستستهوي الكثيرين ممن يفكرون في كيفية مساهمة التكنولوجيا في تغيير حياتهم.
وفي الوقت الذي تطرح فيه بعض الأكواب الذكية لتقوم على ضبط السعرات الحرارية أو التنبؤ بالحالة الصحية، فإن إمبر لا تريد أكثر من المعايير التقليدية في ما تطرحه بأن تحافظ على كوب ساخن فقط.
أما بالنسبة للتنصيب وتشغيل الكوب، فيتم أولاً تنزيل التطبيق على الهاتف، ومن ثم تشغيل الكوب بزر فيه، وتوصيله بالكهرباء وشحنه. كما يمكن تخصيص لون إشارة التسخين، بما تفضل من الألوان، وأيضاً التحكم في الحرارة المطلوبة.