تقرير: الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط يحفل بالإمكانيات غير المستغلة

أطلقت جمعية “مجتمع الإنترنت” Internet Society، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تطوير شبكة الإنترنت والارتقاء بمستوى استخداماتها، اليوم تقريرًا جديدًا يسلط الضوء على إمكانات تنمية منطقة الشرق الأوسط لاقتصادها الرقمي، وما يمكن للحكومات ومؤسسات الأعمال القيام به لتوسيع نطاق النفاذ إلى الإنترنت وزيادة الفرص الرقمية.

ويتضمن التقرير المعنون بـ “تمكين الفرص الرقمية في الشرق الأوسط”، بحثًا أجرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، ومنصة “ومضة“، وجمعية مجتمع الإنترنت. وهو يبحث في الفرص الواعدة في الشرق الأوسط لبناء الاقتصاد الرقمي والتهديدات التي تواجهه، كما يقدم توصيات وخطوات عملية يمكن اتخاذها لتذليل العقبات أمام بناء مستقبل رقمي في المنطقة من شأنه أن يعود بالنفع على الجميع.

ويشمل الاقتصاد الرقمي على النحو الذي يُعرفه التقرير جميع أوجه تحسين الأعمال التجارية الصغيرة لسلاسل التوريد لديها، وتطوير رواد الأعمال لتطبيقات الهواتف الذكية، وصولًا إلى إطلاق الحكومات لحلول الحكومة الإلكترونية واسعة النطاق ومنصات الإنترنت العالمية، مثل فيسبوك، أو الإقليمية، مثل سوق دوت كوم. وحتى تعم فائدة الفرص الرقمية، يتحتم نشر شبكة الإنترنت على نطاق واسع في متناول جميع فئات الاقتصاد، بحيث لا يقتصر ذلك على الشركات الكبيرة أو شركات التقنية الرائدة فقط.

ويكشف التقرير أن مؤسسات الأعمال والحكومات في جميع أنحاء المنطقة لم تتكيف تمامًا مع التوجه الرقمي، لاسيما مع العدد المنخفض للشركات ومؤسسات الأعمال الرقمية الجديدة التي تم إنشاؤها. ولكن وفقًا للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، فإن عدة بلدان، من بينها مصر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تشجع بشكل فعال على نمو نظام رقمي لريادة الأعمال. وهي تدعم أصحاب المشاريع المحليين الذين لديهم خطط لدعم الأعمال التجارية مثل الحاضنات والمسرّعات ووكالات التمويل والتدريب والمبادرات المستهدَفة في الجامعات.

وتتضمن المخرجات الرئيسية للتقرير: أن الأسباب الرئيسية لبقاء البعض غير متصلين بشبكة الإنترنت تتمثل في تعذر النفاذ إلى الخدمة، ونقص المهارات الرقمية، وعدم الاهتمام بالخدمة أو عدم توافقها مع احتياجاتهم. ويشكل الأشخاص تحت سن الـ 25 نحو نصف تعداد سكان المنطقة، ولذلك فإن هناك حاجة لتوفير الفرص الرقمية لخلق فرص عمل جديدة تستوعب هذه الفئة من الشباب. وتحتاج القوة العاملة الحالية إلى مهارات رقمية لتتمكن من التكيف مع التغيير الاجتماعي والاقتصادي الذي يترافق مع التحول نحو الرقمنة.

كما توصل التقرير إلى أن معظم مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط يستعملون الخدمة لتصفح المحتوى الترفيهي والتواصل الاجتماعي مقارنة بالذين يقومون بإنشاء المحتوى الخاص بهم لأغراض التعليم والأعمال والخدمات. وتقدّر حصة منطقة الشرق الأوسط بنسبة 1% فقط من إجمالي المبيعات عبر منصات التجارة الإلكترونية عالميًا.

ووفقًا للتقرير، تستضيف الخوادم في منطقة الشرق الأوسط 5% فقط من المحتوى الرقمي الأكثر شعبية في المنطقة، علمًا أن المحتوى الذي تتم استضافته في الخارج هو أكثر تكلفة للوصول إليه ويستغرق وقتًا أطول للتحميل. ومن شأن إنشاء نقاط تبادل الإنترنت (IXPs) في المنطقة أن يقلل من التكلفة وزمن الكمون (latency) للاتصال للمستخدمين.

ويعد المحتوى والخدمات العاملان الأكثر أهمية لجعل خدمة الإنترنت مرغوبة أكثر، خاصة عندما يكون الموضوع المطروح ضمن نطاق اهتمامات المستخدمين فضلًا عن سهولة فهمهم له. ولتشجيع بقية سكان المنطقة على الاتصال بالإنترنت، فمن الضروري أن يكون الناس قادرين على استخدام المحتوى والخدمات التي يتم استضافتها محليًا وبلغتهم الخاصة. كما يجب أن يعكس العالم الرقمي في الشرق الأوسط عمق اللغة والثقافات العربية واتساعها. وفي الوقت الراهن، فإن المواقع الأكثر شعبية في الشرق الأوسط هي مواقع باللغة الإنجليزية.

وقالت المهندسة سلام يمّوت، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لدى جمعية مجتمع الإنترنت: “مما لا شك فيه أن المنطقة يمكنها أن تتحول إلى اقتصاد رقمي رائد، لكن ذلك يتوقف على تضافر جهود مؤسسات القطاع الخاص وواضعي السياسات ورواد التقنية وعملهم سويًا لمواجهة التحديات التي تواجهنا. غير أننا بحاجة أيضًا إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أن يتمكن الناس من جميع قطاعات المجتمع من جني الفوائد التي تجلبها شبكة الإنترنت، وألا يقتصر الأمر على الذين يستطيعون تحمل تكاليفها”.

يذكر أن هذا التقرير جاء نتيجة تعاون بين العديد من الأطراف المعنية والخبراء التقنيين وأعضاء جمعية مجتمع الإنترنت فرع الشرق الأوسط، بالإضافة إلى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ومنصة “ومضة”.
المصدر: aitnew

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى