تُعد Cloudflare واحدة من أكبر مزوّدي خدمات البنية التحتية للإنترنت في العالم، إذ تقدم حلولًا أساسية مثل شبكات توصيل المحتوى (CDN)، وخدمات DNS، وأنظمة الحماية من الهجمات الإلكترونية. وتعتمد ملايين المواقع حول العالم على خدماتها، ما يجعل أي توقف فيها مؤثرًا بشكل مباشر على أجزاء واسعة من شبكة الإنترنت وظهور أخطاء مثل 500 Internal Server Error.
سبب العطل الأخير في Cloudflare
العطل الأخير لم ينتج عن هجوم إلكتروني، بل عن خطأ داخلي في الشركة. فقد بدأت المشكلة بعد إجراء تعديل على أذونات قاعدة بيانات، أدى بدوره إلى إنشاء ملف إعداد خاص بنظام “إدارة البوتات” بحجم أكبر من المعتاد بكثير. هذا الحجم الضخم تجاوز الحدود التي يمكن للنظام معالجتها، ما تسبب في تعطّل خوادم التوجيه المسؤولة عن إيصال طلبات المستخدمين إلى المواقع.
كيف تسبب الخطأ في انهيار واسع؟
تعتمد خوادم Cloudflare على إعدادات موحدة. وعندما تم نشر ملف الإعداد الضخم إلى جميع الخوادم في الوقت نفسه، انهارت هذه الخوادم بشكل متزامن، مما أدى إلى توقف جماعي أثر على آلاف المواقع والتطبيقات عالميًا، وظهور أخطاء متكررة مثل 502 و500.
أعطال سابقة وأسباب مشابهة
شهدت الشركة في السابق أعطالًا ناتجة عن أسباب متنوعة، منها مشكلات في بنية التخزين لدى مزوّدين خارجيين أثرت على خدمات مثل Workers KV وStream وImages، الأمر الذي تسبب في تعطّل مكونات أخرى ضمن منصة Cloudflare. ورغم اختلاف الأسباب، فإن القاسم المشترك هو اعتماد الأنظمة على بنى حساسة قد تتأثر بأي تغيير غير متوقع.
لماذا يكون تأثير أعطال Cloudflare كبيرًا؟
لأن Cloudflare تعمل كطبقة وسيطة بين المستخدم والموقع، فإن توقفها يمنع المتصفحات من الوصول إلى المواقع حتى لو كانت تعمل بشكل طبيعي في الخلفية. وهذا ما يجعل عطلًا واحدًا قادرًا على التسبب في شلل مؤقت لجزء كبير من الإنترنت.
تجدر الإشارة إلى أن Cloudflare شركة أمريكية مقرها سان فرانسيسكو، تأسست عام 2009، وتعد من أبرز الشركات في مجال تسريع المواقع وتأمينها. وبفضل شبكتها الضخمة المنتشرة عالميًا، فإن أي خلل تقني داخلها ينعكس فورًا على ملايين المواقع حول العالم.
كلاود فلير تطرح أداة لمكافحة روبوتات الذكاء الاصطناعي
