سباق التريليونات: آبل ومايكروسوفت تتجاوزان 4 تريليونات دولار وتقتربان من إنفيديا المتصدّرة
سجّلت شركتا آبل ومايكروسوفت إنجازًا تاريخيًا جديدًا بتجاوزهما حاجز 4 تريليونات دولار في القيمة السوقية يوم الثلاثاء، لتدخلا في سباقٍ نادر مع شركة إنفيديا التي تتصدر المشهد حاليًا بقيمة تبلغ نحو 4.6 تريليونات دولار.
مايكروسوفت.. شراكة الذكاء الاصطناعي تواصل دفع النمو
قفزت أسهم مايكروسوفت بنحو 3% عقب إعلانها استكمال الاستحواذ على 27% من الهيكل الربحي لشركة OpenAI، في خطوة تعزز رهانها المبكر على الشركة المطورة لأداة ChatGPT الشهيرة.
وتُعد هذه الشراكة محورًا رئيسيًا في إستراتيجية مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت تقنيات OpenAI مدمجة في منتجاتها المختلفة، من خدمات Azure السحابية إلى حزمة Microsoft 365 الإنتاجية، مما زاد من جاذبية حلولها لدى المؤسسات حول العالم.
وتُسجل الشركة هذه المرة تجاوزًا أكثر استقرارًا لحاجز 4 تريليونات دولار، بعد أن لامسته لفترة وجيزة في يوليو الماضي، مدعومةً بالزخم المتواصل في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر قطاعاتها كافة.
آبل.. نجاح آيفون 17 يقود الصعود
من جانبها، وصلت آبل إلى هذا الإنجاز عبر مسار مختلف، إذ حققت أسهمها ارتفاعات متتالية مدفوعةً بمبيعات قوية لهواتف آيفون 17 التي طرحتها في سبتمبر الماضي، متجاوزةً توقعات المحللين.
وأشار خبراء إلى أن الشركة استفادت من كفاءتها العالية في إدارة سلاسل الإمداد، ما ساعدها في تجنب آثار الرسوم الجمركية المحتملة التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة، مع مواصلة تنويع مواقع التصنيع نحو الهند وفيتنام لتقليل الاعتماد على الصين.
هذا التوازن بين المرونة التشغيلية والسياسة التجارية مكّن آبل من الحفاظ على استقرارها وسط بيئة عالمية معقدة.
سباق ثلاثي على قمة العالم
تجاوز آبل ومايكروسوفت حاجز 4 تريليونات دولار لا يُعد مجرد مكسب مالي، بل يعكس تحولًا هيكليًا في موازين القوى داخل صناعة التكنولوجيا. فبينما تواصل إنفيديا الهيمنة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، تتسارع خطى آبل ومايكروسوفت لتثبيت موقعيهما عبر استراتيجيات مختلفة — الأولى من خلال منتجاتها الاستهلاكية الذكية، والثانية عبر منظومتها البرمجية المتكاملة.
وهكذا، بات المشهد التكنولوجي العالمي على أعتاب سباق ثلاثي محموم بين إنفيديا، آبل، ومايكروسوفت، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي الوقود المشترك الذي يشعل المنافسة على القمة.
