الذكاء الاصطناعي بين تسريع الكفاءة وتهديد الوظائف: قراءة في تحولات 2025

بحلول منتصف عام 2025، تخطى عدد المسرحين في قطاع التكنولوجيا وحده 130 ألف موظف، وفقًا لتقرير صادر عن Final Round AI. والمفارقة أن هذه التسريحات لم تأتِ نتيجة أزمات مالية أو تراجع الإيرادات، بل ضمن خطط لإعادة الهيكلة بهدف تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

 

فعلى سبيل المثال، ورغم تحقيق مايكروسوفت نموًا في الإيرادات بنسبة 13%، استغنت عن آلاف الموظفين لإعادة توجيه الاستثمارات نحو بنية الذكاء الاصطناعي. وبالمثل، ألغت سيلزفورس 1000 وظيفة بعد أن أثبتت البيانات أن الذكاء الاصطناعي يؤدي ما بين 30% إلى 50% من المهام. كما توقعت أمازون تراجعًا كبيرًا في حجم القوى العاملة لديها مع زيادة الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي.

 

وامتد الأثر إلى قطاعات أخرى؛ إذ أعلن جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، أن نصف الوظائف المكتبية في الولايات المتحدة قد تُستبدل بالذكاء الاصطناعي. لتكشف هذه الأمثلة أن فقدان الوظائف لم يعد مرتبطًا بدورات الركود الاقتصادي، بل أصبح انعكاسًا مباشرًا لتحول تقوده التكنولوجيا.

 

ما وراء قرارات التسريح

 

لا يرتبط فقدان الوظائف دومًا بتفوق الذكاء الاصطناعي أو جاهزيته الكاملة للاستبدال، بل غالبًا ما يُستخدم كذريعة لتبرير قرارات مؤجلة. فقد أشار تقرير من مدونة Horses for Sources إلى أن شركات عدة تستغل الثورة التقنية للتغطية على مشكلات مزمنة، مثل ضعف الإدارة، وسوء جودة البيانات، وغياب خطط تطوير المهارات.

 

شركات كبرى مثل Deloitte و PwC خفّضت توظيف الخريجين الجدد بنسبة وصلت إلى 44%، استنادًا إلى قناعة بأن الذكاء الاصطناعي قادر على سد الفجوة. لكن خبراء حذروا من أن هذا التوجه يهدد استقرار المؤسسات على المدى الطويل، لأنه يُضعف قاعدة الكفاءات المستقبلية التي تُعد أساس الابتكار.

 

إلى جانب ذلك، لا يزال الذكاء الاصطناعي غير ناضج بما يكفي. فقد توقعت Gartner أن 40% من مشاريع وكلاء الذكاء الاصطناعي ستفشل بحلول 2027 بسبب ارتفاع التكاليف وضعف العائد الاستثماري وغياب ضوابط إدارة المخاطر. كما أظهر تقرير صادر عن McKinsey فجوة بين الإدارات والموظفين؛ إذ إن 94% من الموظفين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي فعليًا، بينما يقلل القادة من حجم هذا الاستخدام، ما يعكس إشكالية إدارية أكثر من كونها تقنية.

 

الفرص.. الاستثمار في الإنسان أولًا

 

يرى اقتصاديون أن الحل لا يكمن في تقليص القوى العاملة، بل في إعادة توجيه الاستثمار. فقد حذّر الحائز على نوبل دورون أسيموغلو من أن التركيز على خفض التكاليف وحده يقود إلى ما وصفه بـ”السباق نحو القاع”. ودعا إلى استغلال الذكاء الاصطناعي في الابتكار وتطوير المنتجات بدلًا من استبدال البشر.

 

ويعني ذلك تعزيز برامج التدريب وتطوير المهارات غير القابلة للاستبدال، مثل: التفكير الإستراتيجي، والإبداع، والذكاء العاطفي. كما يمكن إعادة تصميم الأدوار لتصبح شراكات بين البشر والذكاء الاصطناعي، بدلًا من علاقة إحلالية.

 

ويشير تقرير McKinsey إلى أن جيل الألفية (35-44 عامًا) مرشح لقيادة هذا التحول الإيجابي بفضل قدرته العالية على التكيف مع التكنولوجيا، ما يعزز فرص بناء سوق عمل أكثر توازنًا بين الإنسان والآلة.

Galaxy Z Fold 7 أنحف هواتف سامسونج القابلة للطي مع تحسينات ضخمة في التصميم والكاميرا

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك
Exit mobile version