
في ظل تزايد الحاجة إلى شبكات أكثر كفاءة وموثوقية، شدد خبراء ورؤساء تنفيذيون دوليون على أن استدامة شبكة الإنترنت أصبحت أولوية عالمية لضمان قدرتها على تلبية متطلبات الجهات التنظيمية ومشغلي الاتصالات والمستخدمين على حد سواء.
وأكد المشاركون أن الطريق نحو تحقيق هذه الاستدامة يبدأ من خلال تعزيز البنية التحتية الرقمية، وترسيخ التنوع اللغوي والثقافي، واعتماد أفضل الممارسات التقنية والأخلاقية، إلى جانب تعميق التعاون الدولي.
وجاءت هذه الرؤى خلال جلسة حوارية أُقيمت الأحد ضمن المعرض المصاحب لأعمال الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR25) في الرياض، بمشاركة نخبة من المتخصصين، منهم: نجيب مكي، مستشار الاتصالات والمعلومات في منظمة اليونسكو، وأسامة الدوسري، رئيس جمعية الإنترنت في السعودية، وهشام الحماد، مدير إدارة أسماء النطاقات السعودية في هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وباهر عصمت، نائب الرئيس لشؤون أصحاب المصلحة في منظمة ICANN بالشرق الأوسط.
بنية الإنترنت ودور ICANN
أوضح الخبراء أن الإنترنت يقوم على طبقتين رئيسيتين:
الطبقة الأولى المرئية: وتشمل التطبيقات والخدمات التي يتعامل معها المستخدمون يوميًا.
الطبقة الثانية غير المرئية: وتضم البنية التحتية الأساسية مثل أسماء النطاقات، وعناوين الأرقام، والبروتوكولات التي تضمن ترابط الشبكة واستمراريتها عالميًا.
وأشار المتحدثون إلى أن منظمة ICANN تلعب دورًا محوريًا في إدارة هذه البنية وتنسيقها، عبر وضع السياسات المتعلقة بأسماء النطاقات وعناوين الأرقام، والتعاون مع الحكومات والجهات التنظيمية والمجتمع الدولي، بما يسهم في تعزيز استدامة الإنترنت وتوسيع نطاق الوصول إليها عالميًا.
السعودية وتوحيد المواقف العربية في الاتحاد الدولي للاتصالات
على صعيد متصل، ترأست المملكة العربية السعودية اجتماع فريق العمل العربي للتحضير لمؤتمر المندوبين المفوضين التابع لجامعة الدول العربية، بهدف توحيد الجهود العربية وتنسيق المواقف المشتركة، وذلك بالتزامن مع انطلاق أعمال الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR25) التي تستضيفها الرياض حتى 3 سبتمبر 2025.
وتناول الاجتماع بحث القرارات المرتبطة بالمؤتمر، إضافة إلى مناقشة ترشح المملكة والدول العربية الأخرى للاحتفاظ بمقاعدها في مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات وعضوية لجنة لوائح الراديو ومناصب قيادية أخرى داخل الاتحاد.
وتعكس رئاسة المملكة لهذا الفريق العربي مكانتها الريادية ودورها الفاعل في صناعة القرار الدولي، فضلًا عن جهودها المستمرة في دعم أهداف الاتحاد الدولي للاتصالات، الذي يُعد وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.