أحذية ذكية للأطفال مزودة بـ AirTag ابتكار للحماية أم انتهاك للخصوصية؟

في خطوة تكنولوجية غير تقليدية، بدأت بعض شركات الأحذية في دمج أجهزة التتبع AirTag من آبل داخل منتجاتها الموجهة للأطفال، مما أثار موجة من الجدل بين من يرى في هذه الخطوة ابتكارًا ذكيًا يعزز الأمان، ومن يعتبرها تهديدًا محتملاً للخصوصية.
أحدث هذه الشركات كشفت عن مجموعة جديدة من الأحذية تُعرف باسم Find My، تأتي بتصميم يتيح تثبيت جهاز AirTag أسفل كعب الحذاء، ما يمكّن الآباء من تتبع مواقع أطفالهم مباشرة عبر هواتف iPhone باستخدام تطبيق “Find My”.
ورغم أن الأحذية لم تكن في السابق ضمن قائمة المنتجات التقنية اللافتة، فإن دمج AirTag في تصميمها حوّلها إلى محور نقاش واسع، خاصة أن الجهاز صُمم أساسًا لتعقب الأشياء المفقودة مثل المفاتيح أو الحقائب، لا لمراقبة الأشخاص – حتى وإن كانوا من القاصرين.
وترى الشركة المطوّرة أن هذا الابتكار يقدّم حلاً عمليًا للآباء، إذ يمكنهم من متابعة أطفالهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة أو خلال تنقلاتهم اليومية، دون الحاجة لأجهزة تتبع منفصلة. وتبدأ أسعار هذه الأحذية من نحو 52 دولارًا، مع توفرها بتشكيلة متنوعة تناسب مختلف الفئات العمرية.
من جهتها، لا تبدي آبل أي اعتراض على هذه الخطوة، إذ إن AirTag مدعوم بالكامل من نظام iOS عبر تطبيق “Find My”، ما يتيح تتبع الجهاز بسهولة. وتؤكد الشركة المصنعة أن وضع AirTag في الحذاء لا يؤثر على راحة الطفل أو جودة الحذاء.
ورغم الفوائد الأمنية المحتملة، تُذكّر هذه المبادرة بحوادث سابقة استُخدمت فيها أجهزة AirTag لأغراض تتبع غير مرغوب فيها، وهو ما دفع آبل إلى فرض قيود وتحسينات أمنية للحد من إساءة الاستخدام.
ومع دخول الأطفال في دائرة الاستخدام، يُتوقع أن تواجه هذه الأحذية الذكية رقابة تنظيمية مشددة، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من استخدام التقنية كوسيلة لمراقبة دائمة تحت ستار الحماية والرعاي