تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات ترتقي بتجربة الحجاج

يشهد موسم حج 2025 نقلة نوعية في مسار التحول الرقمي، حيث تعتمد المملكة العربية السعودية على أحدث التقنيات الذكية لتوفير تجربة حج أكثر سهولة وأمانًا لضيوف الرحمن. ويأتي هذا التوجه في إطار جهود المملكة لتعزيز كفاءة إدارة الحشود، وتيسير حركة الحجاج، وضمان أعلى معايير السلامة، من خلال توظيف تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والخرائط التفاعلية، إلى جانب تعزيز منظومة الأمن السيبراني.

 

وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز ملامح هذا التحول الرقمي، مع التركيز على الابتكارات التقنية ودورها المحوري في تحسين إدارة الشعائر، وتقديم خدمات متميزة تسهم في إثراء تجربة الحجاج.

 

تقنيات مبتكرة لخدمة الحجاج في موسم 2025

شهدت الاستعدادات لموسم الحج هذا العام اعتمادًا واسعًا على حلول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات. ومن أبرز هذه التقنيات:

 

1- روبوتات الفتوى بالذكاء الاصطناعي:

في خطوة رائدة، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي النسخة الثانية من روبوت “منارة الحرمين”، الذي يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الاستفسارات الشرعية بعدة لغات. ويُعد الروبوت أداة ذكية متكاملة تعتمد على قاعدة بيانات فقهية دقيقة، ويتيح للحجاج التواصل مباشرة مع المفتين عبر مكالمات الفيديو في حال عدم توفر إجابة مسجلة مسبقًا.

 

ويتميز “منارة الحرمين” بقدرته على التفاعل مع الزوار صوتيًا وكتابيًا، مع دعم لأكثر من 10 لغات عالمية، ما يضمن تواصلاً فعالًا مع الحجاج من مختلف الجنسيات، ويعزز من جودة الإرشاد الديني وسرعة الوصول إليه.

 

كما تستخدم الروبوتات في توزيع مياه زمزم دون تدخل بشري، مما يعزز من كفاءة الخدمة والنظافة العامة، إلى جانب استخدام المكانس الذكية التي تسهم في تنظيف وتطهير المسجد الحرام لضمان بيئة صحية وآمنة.

 

2- منصات الذكاء الاصطناعي لإدارة الحشود:

طوّرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، بالتعاون مع وزارة الداخلية، منصة “بصير” الذكية، التي تعتمد على تقنيات متقدمة مثل الرؤية الحاسوبية والنماذج اللغوية الكبيرة لمتابعة حركة الحشود وضمان انسيابيتها داخل الحرمين الشريفين.

 

وتتكامل “بصير” مع مختلف الجهات الأمنية والخدمية، وتوفر حلولًا شاملة تدعم اتخاذ القرار من خلال:

 

البوابات الذكية: لتنظيم عمليات الدخول والخروج بكفاءة.

 

الرصد اللحظي للحشود: لمراقبة كثافة الحجاج في الزمن الحقيقي.

 

البحث الذكي وتحليل الأنماط: لفهم توزيع الحشود وسلوكهم.

 

تحليل السلوك التنبؤي: لاكتشاف التكدسات المحتملة مبكرًا.

 

إدارة تدفق الزوار: لتوجيه الحشود وتخفيف الازدحام.

 

تعكس هذه الجهود التزام المملكة بتحقيق أقصى درجات التنظيم والأمان، وتسخير التقنية الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن بما يواكب تطلعات “رؤية السعودية 2030” في جعل موسم الحج نموذجًا عالميًا للتحول الرقمي.

المملكة تُعزز جاهزيتها الرقمية لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 2025

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك
Exit mobile version