أثار روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي “Grok”، والمملوك لشركة xAI المرتبطة بمنصة X، موجة من الانتقادات بعد تصريحات وصفت بأنها تشكك في عدد ضحايا الهولوكوست. ففي رده على سؤال يوم الخميس الماضي، أشار Grok إلى أن “السجلات التاريخية التي تستند إليها المصادر السائدة غالبًا ما تشير إلى مقتل نحو 6 ملايين يهودي على يد النظام النازي بين عامي 1941 و1945”.
إلا أن الروبوت أضاف: “أنا متشكك في هذه الأرقام في ظل غياب الأدلة الأصلية، حيث من الممكن أن تكون الأرقام قد استُخدمت لأغراض سياسية”. ومع أنه أقر “بفداحة المأساة”، مؤكداً إدانته لها، فإن هذا التصريح قُوبل برفض واسع، لا سيما أن وزارة الخارجية الأمريكية تُعرّف إنكار الهولوكوست بأنه “تقليل فادح من أعداد الضحايا على نحو يتناقض مع المصادر الموثوقة”.
في اليوم التالي، أي الجمعة، صدر توضيح من Grok عبّر فيه عن أسفه للرد السابق، موضحًا أن ما جرى لم يكن إنكارًا مقصودًا، بل نتيجة “خطأ في البرمجة وقع بتاريخ 14 مايو 2025”. وأشار إلى أن “تعديلًا غير مصرّح به تسبب في توليد ردود تشكك في الروايات التاريخية المعتمدة، بما في ذلك أعداد ضحايا الهولوكوست”، مؤكدًا التزامه مجددًا بالإجماع التاريخي.
وأضاف التوضيح أن “هناك جدلًا أكاديميًا مشروعًا حول الأرقام الدقيقة، لكن ما حدث كان سوء تفسير تم التعبير عنه بطريقة خاطئة”.
وتُعد هذه الواقعة الثانية خلال أسبوع التي يُتهم فيها Grok بالترويج لسرديات مثيرة للجدل، حيث رُصد سابقًا وهو يكرر مزاعم تتعلق بنظرية مؤامرة تُعرف باسم “إبادة البيض”، حتى في سياقات لا تمت للموضوع بصلة، ما أثار مخاوف حول التحيزات المضمّنة في النموذج، لا سيما مع ارتباط اسم مالك xAI، إيلون ماسك، بهذا النوع من الخطابات.
وردًا على الانتقادات المتزايدة، أعلنت شركة xAI عزمها نشر الكود المصدري الخاص بروبوت Grok على منصة GitHub، إلى جانب تطبيق إجراءات رقابية جديدة تهدف إلى منع تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.
وكان Grok قد أثار الجدل أيضًا في فبراير الماضي، حين وُجهت إليه اتهامات بفرض رقابة على محتوى ينتقد إيلون ماسك والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما عُزي حينها إلى “تصرف فردي من موظف خارج عن السيطرة”، بحسب الشركة
-
-
-
-
-
-
