
في خطوة استراتيجية تهدف إلى إحياء مساعدها الصوتي Siri، أسندت شركة آبل مهمة تطوير Siri إلى فريق عمل نظارة الواقع المختلط Vision Pro، بقيادة المهندس مايك روكويل، المسؤول عن منصة visionOS. ووفقًا لتقرير نشرته وكالة Bloomberg، تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التعثر الفني والتأخير، ما أدى إلى تراجع Siri أمام منافسين مثل Google Assistant وChatGPT.
بدأت آبل بالفعل بإعادة هيكلة فريق Siri، حيث نقلت مهام التطوير إلى روكويل الذي شكّل فريقًا جديدًا من نخبة المهندسين العاملين على مشروع Vision Pro. من بينهم رانجيت ديساي، الذي تولى قيادة الفريق الهندسي المسؤول عن بنية Siri، مستفيدًا من خبرته في بناء أنظمة ذات أداء عالٍ وزمن استجابة منخفض.
كما انضم إلى الفريق أوليفييه جوتكنخت، أحد كبار مهندسي Vision Pro، لقيادة جهود تطوير تجربة المستخدم في Siri، ويعاونه كل من نات بيغمان وتوم دافي، وهما من المهندسين المخضرمين في آبل، للعمل على تحسين البنية البرمجية الأساسية للمساعد.
وفي اجتماع داخلي، أكد روكويل أن الهدف الرئيسي للفريق الجديد هو تطوير تكنولوجيا عالمية المستوى وقابلة للتوسع. وتأتي هذه التغييرات بعد فترة من التوترات داخل قسم الذكاء الاصطناعي في آبل، الذي وُصف من قبل بعض الموظفين بـ”الفريق الخالي من الذكاء الاصطناعي” (AI/MLess)، نتيجة البطء في الإنجاز والخلافات الداخلية.
وكانت آبل قد كشفت في وقت سابق عن ميزات جديدة لـ Siri، مثل استغلال البيانات الشخصية وفهم محتوى الشاشة، إلا أن إطلاق هذه الميزات تعطل مرارًا. ويعود أحد أبرز التحديات التقنية التي تواجه Siri إلى اعتماده على بنية مزدوجة، تتضمن نظامًا للأوامر البسيطة وآخرًا يستخدم نماذج لغوية ضخمة للأوامر المعقدة، ما يؤثر على جودة التجربة وتناسقها.
وتسعى آبل حاليًا إلى دمج هذين النظامين في بنية موحدة قائمة بالكامل على الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين ذكاء Siri وتفاعله الطبيعي مع المستخدمين خلال السنوات المقبلة. ورغم أن Vision Pro لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أن اختيار هذا الفريق لتولي تطوير Siri يعكس ثقة آبل في كفاءة روكويل وقدرته على قيادة مشاريع معقدة بدعم مباشر من الإدارة العليا.
ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح هذه التغييرات في إعادة Siri إلى الواجهة كمساعد ذكي منافس في سوق يشهد تسارعًا غير مسبوق
تأجيل جهاز Apple الذكي للمنازل بسبب تحديات Siri التقنية