“مانوس”.. هل يغير وكيل الذكاء الاصطناعي الصيني قواعد اللعبة أم مجرد دعاية؟

أحدث إطلاق وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد (مانوس) Manus، الذي طورته الشركة الصينية الناشئة (Monica)، جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية العالمية. تدّعي الشركة أن (مانوس) هو أول وكيل ذكاء اصطناعي عام مستقل تمامًا، قادر على تنفيذ مهام معقدة دون تدخل بشري، مما يجعله نقلة نوعية في هذا المجال.
تشكيك في الادعاءات وموجة من الجدل
ورغم هذه المزاعم، أثار الإعلان عن الوكيل تساؤلات كبيرة بين الخبراء والمتخصصين، الذين شككوا في حقيقة قدراته، مشيرين إلى أنه قد لا يتفوق على نماذج طُرحت سابقًا، مثل ما قدمته شركة (DeepSeek).
رافق إطلاق مانوس مقطع فيديو استعراضي انتشر بسرعة، ما أدى إلى انقسام واسع بين مؤيد يرى فيه تقدمًا ثوريًا، ومعارض يعتبره مبالغًا فيه. فبينما أشاد البعض بقدرته على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل، أثار آخرون مخاوف حول مدى استقلاليته الحقيقية وفعاليته، فضلًا عن مخاطر تتعلق بالخصوصية والأمان.
ما الذي يميز (مانوس)؟
يعتمد مانوس على مفهوم الأنظمة متعددة الوكلاء، حيث يدمج بين عدة نماذج ذكاء اصطناعي لإنجاز المهام دون تدخل بشري مستمر. وبمجرد تلقيه التوجيه الأولي، يستطيع إتمام المهام من البداية إلى النهاية، متجاوزًا حدود روبوتات الدردشة التقليدية.
أحد أبرز العروض التوضيحية أظهر قدرته على فرز السير الذاتية، تصنيف المرشحين، وتنظيم البيانات في جداول إلكترونية خلال ثوانٍ معدودة، مما يعكس كفاءته وسرعته. كما تؤكد (Monica) أن الوكيل يستطيع تحليل اتجاهات سوق الأسهم، استخلاص البيانات من الإنترنت، وإنشاء مواقع ويب تفاعلية بالكامل. ويتميز بإمكانية العمل عبر السحابة، مما يجعله قادرًا على مواصلة المهام حتى بعد مغادرة المستخدمين للمنصة.
الفريق المطور والجدل حول الانتماءات
طُوّر مانوس بواسطة الشركة الصينية الناشئة (Monica)، التي تشير تقارير إلى أنها مدعومة من كيان يُعرف باسم (The Butterfly Effect)، وهو مسجّل في سنغافورة، مع مكاتب في بكين ووهان. ويقود فريق التطوير شياو هونج، رائد الأعمال البالغ من العمر 33 عامًا، والذي يمتلك سجلًا حافلًا في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
التقنيات المستخدمة والمقارنات مع DeepSeek
يعتمد مانوس على نموذج (Claude 3.5 Sonnet) من شركة Anthropic، إلى جانب نسخ معدلة من نماذج (Qwen) الخاصة بشركة علي بابا. وتعمل Monica حاليًا على ترقية الوكيل إلى نموذج Claude 3.7 لتعزيز قدراته في الاستدلال والتنفيذ.
بسبب ادعاء مانوس للاستقلالية الكاملة، تمت مقارنته بشركة (DeepSeek)، التي أحدثت ضجة في يناير الماضي عندما طوّرت نموذجًا ذكاءً اصطناعيًا يُنافس النماذج الأمريكية وبتكلفة أقل، مما أدى إلى خسارة 600 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة إنفيديا مؤقتًا.
ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن مانوس يتجاوز DeepSeek، كونه يسعى إلى توسيع إمكانيات الذكاء الاصطناعي بدلًا من مجرد منافسة النماذج الغربية.
ابتكار ثوري أم دعاية تسويقية؟
رغم الضجة المثارة حوله، يظل السؤال الأهم: هل يمثل مانوس تحولًا جذريًا في عالم الذكاء الاصطناعي، أم أنه مجرد حملة دعائية تهدف إلى جذب الأنظار في سوق مزدحم بالابتكارات؟ الوقت وحده كفيل بكشف الحقيقة.