فيسبوك من مشروع جامعي إلى إمبراطورية عالمية
لقد حققت منصة فيسبوك نجاحًا استثنائيًا منذ بداياتها البسيطة، حيث بدأت كشبكة اجتماعية محصورة بين طلاب جامعة هارفارد، ثم توسعت إلى جامعات Ivy League الأخرى، ومن ثم إلى معظم الجامعات الأمريكية والكندية. وفي عام 2005، جرت تعديل في الاسم ليُحذف منه “The”، فأصبح يُعرف فقط باسم “فيسبوك”. وفي ذات العام، تم شراء اسم النطاق “facebook.com” بمبلغ 200,000 دولار.
الانفتاح على العالم والنمو السريع
في 26 سبتمبر 2006، قررت فيسبوك فتح التسجيل أمام جميع مستخدمي الإنترنت الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا، وهو قرار كان نقطة تحول فارقة في تاريخها، حيث أدى إلى زيادة هائلة في عدد المستخدمين. وفي أكتوبر 2007، قامت شركة مايكروسوفت بشراء حصة 1.6% من فيسبوك مقابل 240 مليون دولار، مما رفع تقييم الشركة إلى 15 مليار دولار.
وفي عام 2008، افتتحت فيسبوك مكتبها الدولي في مدينة دبلن، مما ساعد في تعزيز عولمة المنصة بشكل كبير. كما شهد العام 2012 قيام فيسبوك بشراء خدمة مشاركة الصور “إنستجرام” مقابل مليار دولار، وهو ما ساهم في توسيع نطاق تأثيرها في مجال وسائل التواصل الاجتماعي.
التحديات والنقد
لم تخلُ رحلة فيسبوك من التحديات، فقد تعرضت لعدة انتقادات ودعاوى قضائية، منها قضية الأخوين وينكلفوس الذين اتهموا مارك زوكربيرج بسرقة فكرتهم. انتهت القضية بتسوية مالية بلغت 65 مليون دولار.
ورغم هذه الصعوبات، واصلت فيسبوك تقديم ميزات جديدة مثل “موجز الأخبار”، “المجموعات”، “الأحداث” و”الدردشة”، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم. وبحلول يناير 2025، بلغ عدد مستخدمي فيسبوك النشطين شهريًا أكثر من 3 مليارات شخص.
في أوكرانيا، أصبحت فيسبوك من الأدوات الأساسية للتواصل ومشاركة الأخبار وتنظيم المجتمع، مع تجاوز عدد المستخدمين في يناير 2025 حاجز الـ20 مليون مستخدم.
التحول إلى Meta ورؤية المستقبل
في عام 2021، أعادت الشركة تسمية نفسها لتصبح “ميتا” (Meta Platforms Inc)، وذلك في إطار توجيه جديد يركز على تطوير “الميتافيرس” (Metaverse)، وهو عالم افتراضي يتيح للمستخدمين التفاعل في الوقت الفعلي باستخدام الصور الرمزية.
بعد 21 عامًا من تأسيسها، استطاعت فيسبوك أن تتطور من مشروع جامعي إلى منصة عالمية تؤثر في مختلف المجالات الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية حول العالم. وبينما تواصل مواجهة تحديات جديدة، تبقى الأعين مفتوحة على مستقبلها في عالم الميتافيرس.
وفي هذا السياق، أطلق مارك زوكربيرج تصريحًا طموحًا، حيث توقع أنه بحلول عام 2025، سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على استبدال المبرمجين المتوسطين في سوق العمل، ما يفتح أفقًا جديدًا من الفرص والتهديدات التقنية.
ميتا تُخطط لإعادة “فيسبوك الأصلي” في 2025 لاستعادة جاذبيته بين الشباب