كشفت شركة OpenAI عن إطلاق نموذجي الذكاء الاصطناعي المتطورين o3 و o3-mini، مُعلنةً عن قفزة نوعية في مجال التفكير المنطقي وحل المشكلات. وأكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، أن هذه النماذج مُصممة لإحداث ثورة في قدرات الذكاء الاصطناعي، خاصةً في مجالات البرمجة والتفكير المعقد.
تُتيح OpenAI حاليًا هذه النماذج للباحثين لإجراء اختبارات أمان مُكثفة، وذلك في إطار التزامها بضمان موثوقية وأمان استخدامها قبل إتاحتها للجمهور. ورغم عدم الكشف عن موعد إطلاقها الرسمي، أكدت الشركة تركيزها على ضمان توافق أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة مع القيم الإنسانية وتحقيق الفائدة للمجتمع.
يُعد نموذج o3 تطورًا طبيعيًا لنموذج o1 الذي أُطلق سابقًا هذا العام. يتميز o3 بقدرته على التفكير العميق وإنتاج إجابات مُدروسة، مما يُمكنه من معالجة المهام المُعقدة التي تتطلب تفكيرًا مُتطورًا، مثل حل مشكلات البرمجة المُعقدة وإجراء العمليات الحسابية الدقيقة. وقد أظهرت الاختبارات الأولية تفوق o3 بشكل ملحوظ على النماذج السابقة من حيث الدقة والمرونة في التعامل مع المواقف المختلفة.
من أبرز مزايا النماذج الجديدة قدرتها الفائقة في مجال البرمجة. فقد أشار ألتمان إلى أن o3 أظهر كفاءة استثنائية في المهام البرمجية، مما يجعله أداة قيّمة للمطورين، كما يُوفر إمكانيات فريدة لفهم المشكلات وتقديم تفسيرات دقيقة تُساهم في تحسين المشاريع البرمجية.
يأتي هذا الإعلان في خضم منافسة مُحتدمة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وخاصةً في تطوير النماذج المتقدمة ذات الأداء المتميز في التفكير والاستنتاج. ويُذكر أن جوجل كشفت مؤخرًا عن نموذجها الجديد Gemini 2.0، الذي وصفه رئيسها التنفيذي، ساندر بيتشاي، بأنه “أكثر النماذج ذكاءً حتى الآن”، حيث تُوفر جوجل منه إصدارات مُتطورة تُركز على مجالات مُشابهة في التفكير المنطقي ومعالجة المشكلات المُعقدة.
لماذا تم تخطي o2؟
أثار إطلاق o3، كجيل تالٍ لـ o1، تساؤلات حول سبب تخطي o2. أوضح سام ألتمان أن هذا القرار جاء احترامًا لشركة Telefónica، المالكة لشركة الاتصالات O2، لتجنب أي لبس أو تداخل بين الاسمين. كما أشار مازحًا إلى أن OpenAI لديها “تقاليد سيئة” في اختيار أسماء نماذجها، مُلمحًا إلى أن تركيز الشركة ينصب على تطوير قدرات النماذج أكثر من الاهتمام بالتسمية.
باختصار: تُعد نماذج o3 و o3-mini من OpenAI خطوة جادة نحو تطوير ذكاء اصطناعي قادر على التفكير بشكل أكثر تعقيدًا وحل المشكلات بكفاءة أعلى، خاصةً في مجال البرمجة، مما يُبشر بمستقبل واعد لهذه التكنولوجيا.
تحسينات جديدة في ميزة ChatGPT Search لتعزيز تجربة البحث عبر الإنترنت