بعد 74 عاماً في البورصة و148 عاماً من التأسيس، تم شطب اسم توشيبا من بورصة طوكيو أمس ، وذلك بعد عقد من الاضطرابات التي أسقطت الشركة العملاقة.
جاء الشطب نتيجة الاستحواذ على توشيبا من قبل مجموعة من المستثمرين بقيادة شركة الاستثمار الخاص Japan Industrial Partners، والتي تضم أيضاً شركة الخدمات المالية Orix وشركة Chubu Electric Power وشركة تصنيع الشرائح الإلكترونية Rohm.
تضع عملية الاستحواذ المقدرة بحوالي 14 مليار دولار توشيبا تحت تحكم جهات يابانية محلية بعد معارك مطولة مع مستثمرين ناشطين في الخارج أصابت الشركة بالشلل.
وقالت توشيبا في بيان إنها «ستتخذ الآن خطوة كبيرة نحو مستقبل جديد مع مساهم جديد»، مضيفة أنها ستقدر الفهم المستمر والدعم من أصحاب المصلحة.
كانت توشيبا واحدة من أهم العلامات التجارية العاملة في المجال التقني في اليابان، وكانت رائدة في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية مثل التلفزيونات والهواتف وحتى الحواسيب المحمولة.
لكن حظوظ الشركة تغيرت في هذا القطاع، وخرجت الشركة منه بشكل كامل الآن مقابل تركيز أكبر على قطاعاتها الأخرى، مثل تصنيع الرقائق والذواكر والمعدات النووية والدفاعية.
ويعد شطب توشيبا من البورصة نهاية حقبة لإحدى أكبر العلامات التجارية اليابانية، ويمثل تحولاً مهماً في مستقبل الشركة.
على الرغم من أن توشيبا أصبحت شركة خاصة الآن، إلا أنه ليس من الواضح ما الذي يخبئه المستقبل لها.
من المتوقع أن يركز الرئيس التنفيذي تارو شيمادا على الخدمات الرقمية ذات هامش الربح المرتفع، مثل خدمات البيانات والبنية التحتية.
لكن بعض المطلعين على الصناعة يعتقدون أن تقسيم الشركة قد يكون خيارًا أفضل.
اذ يقول داميان ثونغ، رئيس الأبحاث اليابانية في شركة Macquarie Capital Securities: «كانت الصعوبات التي واجهتها توشيبا في نهاية المطاف ناجمة عن مزيج من القرارات الاستراتيجية السيئة والحظ السيئ.»
وأضاف: «آمل أن تتمكن أصول توشيبا ومواهبها البشرية من العثور على منازل جديدة يمكن من خلالها إطلاق العنان لإمكاناتها الكاملة من خلال عمليات التصفية.»
تراقب الحكومة اليابانية عملية الاستحواذ عن كثب. إذ يبلغ عدد موظفي الشركة حوالي 106,000 شخص وتعتبر بعض عملياتها بالغة الأهمية للأمن القومي للبلاد.
سينضم أربعة من المدراء من المستوى التنفيذي لشركة JIP إلى مجلس إدارة توشيبا، بالإضافة إلى واحد من كل من المستثمرين Orix وChubu Electric.
بدأت توشيبا في التحرك بشكل سريع، حيث تعاونت مع Rohm لاستثمار 2.7 مليار دولار في مرافق التصنيع لإنتاج الشرائح الإلكترونية للطاقة بشكل مشترك.