المملكة المتحدة تحتضن القمة العالمية الأولى حول الذكاء الاصطناعي
في إطار جهود تحقيق مقاربة مشتركة بين الدول للتصدي للتحديات والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال زيارته إلى واشنطن، أن المملكة المتحدة ستكون المضيفة لأول قمة عالمية حول الذكاء الاصطناعي في هذا العام.
وتأتي هذه القمة في إطار جهود الدولة لتحقيق مقاربة مشتركة بين الدول للتصدي للتحديات والمخاطر المتعلقة بتطور التقنية الحديثة. تهدف هذه القمة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي وتبادل المعرفة والممارسات الجيدة لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بطرق آمنة وأخلاقية.
ويشكل هذا الإعلان خطوة هامة نحو تشكيل إطار عالمي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز التنمية المستدامة والابتكار الذكي في العالم.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قبيل محادثاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض عن رؤيته للذكاء الاصطناعي وقال: “يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات مذهلة لتحسين حياتنا وتغييرها إلى الأفضل، ولكن علينا ضمان تطوره واستخدامه بطرق آمنة ومسؤولة”.
ويعكس هذا التصريح التزام سوناك بضرورة الاستفادة من القوة الفائقة للذكاء الاصطناعي في تطوير المجتمعات والاقتصادات، مع الحرص على التوجه نحو تطويره بطرق تحافظ على الأمان وتحمي الخصوصية وتضمن النزاهة. تعكس هذه الرؤية تفهمًا واعيًا للتحديات المحتملة التي يمكن أن يواجهها الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى تنظيمات دولية تعمل على وضع إطار قانوني وأخلاقي لتوجيه استخدامه وتطبيقه على نحو يعود بالفائدة على البشرية بشكل عام.
وفيما يتعلق بالتاريخ، أشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن بلاده قد قامت عبر التاريخ بابتكار تقنيات ثورية ومستجدة، واستخدمتها لصالح رفاهية البشرية من خلال وجود الذكاء الاصطناعي .
وأكد أن هذه الخبرات الماضية تلهمهم للقيام بمزيد من الابتكار والتقدم في المستقبل، بهدف تحقيق الصالح العام وتعزيز رفاهية الناس. تعكس هذه التصريحات إيمان سوناك بدور التكنولوجيا والابتكار في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، وضرورة استغلال التقنيات الجديدة بطريقة إيجابية وفعالة تخدم الإنسانية بشكل عام.
من المتوقع أن تقام القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في فصل الخريف، وستجمع “دولاً ذات توجهات فكرية متشابهة” بهدف تطوير استجابة تنظيمية شاملة.
وجاء هذا الإعلان من متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، استجابة لدعوة أطلقتها مجموعة السبع في اليابان في الشهر الماضي. تهدف القمة إلى تحقيق تعاون دولي وتوحيد الجهود في مجال الذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات والمعرفة لتطوير إطار تنظيمي يضمن استخدام آمن ومسؤول للتكنولوجيا الذكية، وتأتي هذه المبادرة في إطار التفكير المستقبلي والرؤية الاستراتيجية للحكومة البريطانية في مجال التكنولوجيا والابتكار.
ونفى المتحدث الرسمي ما يتعلق بأن تكون القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تستهدف استغلال هذه التقنية لأغراض استبدادية مشابهة لتلك المتبعة في بعض الدول كالصين وروسيا. وأكد على عدم وجود توجهات مشابهة.
وبهذا التصريح، يؤكد المتحدث رؤية القمة في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومنصفة، وفي إطار تعاون دولي لتحقيق التقدم والفوائد الإنسانية العامة. هذا يعكس التزام المملكة المتحدة بتنمية التكنولوجيا الذكية بطريقة تحافظ على الأخلاق والقيم الإنسانية.