50 عاماً على اختراع الهاتف المتحرك الذي غيّر شكل المجتمعات والاقتصاد العالمي
ساعد الهاتف الخلوي على ظهور أسواق جديدة، وخاصة في البلدان النامية
في 3 أبريل من عام 1973، قام المهندس الأمريكي مارتن كوبر بإجراء أول مكالمة لاسلكية عبر هاتف نقّال من طراز موتورولا وصل وزنه آنذاك إلى 1 كيلوغرام، ليصبح هذا الفعل البسيط المتمثل في القدرة على إجراء مكالمة لاسلكية من أهم نقاط الانطلاق نحو عصر الاتصالات المتنقّلة وتقنية المعلومات والاتصالات والتي مهّدت إلى العولمة كما عهدناها منذ نهاية التسعينيات.
وفي 2022 وحدها، أضافت تقنيات وخدمات الهاتف المحمول ما يقرب من 5 تريليونات دولار إلى الاقتصاد العالمي، أو 5% من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم.
ويقول خبراء إن اختراع الهاتف الخلوي قبل 50 عاماً أحدث تغيراً كبيراً في المجتمعات والاقتصاد العالمي بعدة طرق في ما يلي أبرز خمس منها:
– زيادة التواصل: جعل الهاتف الخلوي الاتصالات والتواصل أسهل بكثير بين الأشخاص، بغض النظر عن موقعهم. وهذا ساعد على نمو الأعمال العالمية ومكّن الناس من العمل من بعد.
– التحول الرقمي: أدى الهاتف الخلوي دوراً كبيراً في التحول الرقمي للاقتصاد العالمي بتمكين تطوير التطبيقات المحمولة، والخدمات المصرفية المحمولة، والتجارة الإلكترونية، وغيرها من الخدمات الرقمية التي غيرت طريقة عمل الناس في الأعمال التجارية.
– خلق فرص عمل: أسهم نمو صناعة الهواتف الخلوية في خلق فرص عمل جديدة في العديد من القطاعات الصناعية والخدمية، كما ساعد بشكل كبير على نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.
– ظهور أسواق جديدة: ساعد الهاتف الخلوي على ظهور أسواق جديدة، وخاصة في البلدان النامية، إذ مكّن الناس من الوصول إلى الخدمات الرقمية والتواصل مع الاقتصاد العالمي.
إنتاجية وكفاءة
زيادة الإنتاجية: سمح الهاتف الخلوي للناس بالعمل في أثناء التنقل، ما زاد الإنتاجية والكفاءة كما أنه ساعد على نمو الاقتصاد المشارك، إذ يمكن للأشخاص العمل بشكل مستقل باستخدام أجهزتهم المحمولة.
وقال مستر هاوس، المدير العام لشركة «هونر» للهواتف الذكية في الخليج إنه لطالما كانت الهواتف الذكية وسيلة لمساعدتنا على البقاء على اتصال مع العائلة، شركاء العمل والتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، لم تعد الهواتف النقالة أساس التواصل واختصار المسافات بين الناس فحسب، ولكن أساس العمل وتخزين البيانات والتقاط الصور، ومشاهدة الأفلام وغير ذلك الكثير.
وقال أكيس إيفانجليديس، الشريك المؤسس ورئيس قسم التسويق، في شركة «ناثينغ» Nothing للهواتف الذكية الحائزة جائزة «مجلة تايم» للابتكار 2022: اعتادت التكنولوجيا أن تكون مثيرة. كان لدينا شعور جماعي بالتفاؤل بأن التكنولوجيا ستقودنا إلى غد أفضل ولكن لم يعد هذا هو الحال بعد الآن. يشعر المستهلكون بالملل، ولم تعد التكنولوجيا تلهمهم بشيء، بل أصبحوا يشعرون بعدم الارتياح تجاه شركات التكنولوجيا الكبيرة وتأثيرها في حياة الناس والمجتمع.