قالت وسائل الإعلام الأمريكية إن صاروخًا صنع بتقنية الطابعة ثلاثية الأبعاد، أقلع من كاب كانفيرال في ولاية فلوريدا، وحسب محلّلين، فإن إطلاق الصاروخ يمكن أن يحدث ثورة في صناعة إطلاق الصواريخ المصنوعة من خلال طابعات ثلاثية الأبعاد.
وكانت شركة “ريلاتيفيتي سبيس” قد طورت هذا الصاروخ الذي يحمل اسم “تيران1″، وتهدف من هذه الرحلة التجريبية الأولى، إثبات قدرة الصاروخ على مقاومة ضغط الإقلاع، وجمع أكبر عدد من البيانات من أجل مواصلة تطوير هذه الصواريخ الأقل كلفة والأسهل تصنيعًا، حسب الشركة.
وبدأت شركات ناشئة بالعمل في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإدخالها في مجالات كثيرة. وتعتبر هذه التقنيّة ناشئة وجديدة وتسمح بطباعة الأشياء، على عكس الطرق التقليدية التي تتضمن القطع أو الحفر أو تشكيل المادّة بالشكل المطلوب.
وتستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد، طبقات مختلفة من المواد، مثل البلاستيك والمعادن والسيراميك وحتى الأنسجة الحية، ومنذ إنشائها في الثمانينيات، وتمّ استخدام الطباعة ثلاثيّة الأبعاد للنماذج الأوّليّة السريعة، والإنتاج على نطاق صغير. ومع ذلك، فإنّ تأثيرها المحتمل على العالم يتجاوز هذه التطبيقات.
وأفاد خبراء، بأن للطباعة ثلاثية الأبعاد تقنيات يمكنها تغيير العالم، من الابتكار إلى الاستدامة إلى الآثار الاجتماعيّة، وبدأت الطباعة ثلاثيّة الأبعاد بالفعل، بأخذ مكان طرق التصنيع التقليديّة وخلق فرص جديدة للأفراد والشركات، وبينما لا تزال هناك تحدّيات يجب التغلّب عليها، مثل تكلفة تقنيّة الطباعة ثلاثيّة الأبعاد وإمكانيّة الوصول إليها، فإنّ فوائد هذه التقنية واضحة حتى الآن.
ومن أهمّ تأثيرات الطباعة ثلاثيّة الأبعاد قدرتها على إحداث ثورة في الابتكار في مختلف المجالات، وباستخدام الطباعة ثلاثيّة الأبعاد، يمكن للمصمّمين والمهندسين وضع نماذج أوّليّة لأفكارهم واختبارها بسرعة دون الحاجة إلى أدوات باهظة الثمن أو معدّات متخصّصة، وهذا يعني أنّه يمكنهم تكرار تصميماتهم وتحسينها بشكل أسرع بكثير من ذي قبل، ممّا يؤدّي إلى ابتكار أسرع وتوفير وقت للتسويق.
بالإضافة إلى ذلك، تسمح الطباعة ثلاثيّة الأبعاد بإنشاء أشكال هندسيّة وهياكل معقّدة قد تكون مستحيلة أو باهظة التكلفة باستخدام طرق التصنيع التقليديّة، وتستخدم شركات الطيران الطباعة ثلاثيّة الأبعاد لإنشاء أجزاء خفيفة الوزن ومتينة لطائراتها، وتقليل الوزن وتحسين كفاءة استهلاك الوقود.
وحسب آراء الخبراء، فإنّ الطباعة ثلاثيّة الأبعاد تعمل على “إضفاء الطابع الديمقراطيّ” على الابتكار من خلال جعله في متناول الأفراد والشركات الصغيرة، ومن خلال استخدام طابعة ثلاثيّة الأبعاد وبعض مهارات التصميم الأساسيّة، يمكن لأيّ شخص إنشاء منتجاته الخاصّة أو تعديل المنتجات الحاليّة لتناسب احتياجاته، ما ي فتح فرصًا لريادة الأعمال والإبداع، لا سيّما في البلدان النامية أو المناطق ذات الوصول المحدود إلى البنية التحتيّة التصنيعيّة التقليديّة، فعلى سبيل المثال، تمكّن مزارعون في قرى نائية حول العالم من استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد لإنشاء أدوات بسيطة أو قطع غيار لمعدّات الزراعة الخاصّة بهم، ممّا قلّل من وقت التوقّف عن العمل، وأصبح هناك زيادة في الإنتاجيّة.
وذكرت دراسات عديدة ، أنّ للطباعة ثلاثيّة الأبعاد آثار اجتماعيّة كبيرة تتجاوز قدراتها التكنولوجيّة، حيث إنّ الطباعة ثلاثيّة الأبعاد لديها القدرة على تعطيل الصناعات التحويليّة التقليديّة، ممّا يؤدّي إلى فقدان الوظائف والتغيّرات في سوق العمل، ومع ذلك، يمكنها أيضًا خلق فرص عمل جديدة وتمكين الأفراد من إنشاء منتجاتهم وخدماتهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر هذه التقنية المزيد من التصنيع المحلّيّ واللامركزيّ، ممّا يقلّل الاعتماد على الشركات الكبيرة وسلاسل التوريد المركزيّة، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى توزيع أكثر إنصافًا للثروة والموارد، فضلًا عن مجتمعات أكثر تنوّعًا وقدرة على الصمود .
كما يمكن لاستخدام هذه التقنيات تقديم الفائدة للأغراض الإنسانيّة، مثل الإغاثة في حالات الكوارث أو مساعدة اللاجئين، إذ باستخدام طابعة ثلاثيّة الأبعاد محمولة، يمكن للمنظّمات الإنسانيّة إنشاء عناصر أساسيّة مثل المأوى وأنظمة تنقية المياه والإمدادات الطبّيّة في الموقع، ممّا يقلّل من الحاجة إلى نقل المساعدات المكلّف والمستهلك للوقت، ويؤدّي ذلك إلى تحسين كفاءة وفعاليّة الجهود الإنسانيّة وتقديم المساعدة للمحتاجين بشكل أسرع.