طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وطلاب الدراسات العليا في الهندسة الطبيّة بكلية كيك في جامعة جنوب كاليفورنيا، “ضمادة ذكية” في مقدورها إيصال الدواء بدقّة إلى الجروح، ومراقبة تعافيها وتسريع إصلاح الأنسجة أيضاً، جهاز يعتمد على نظام إلكترونيّ حيويّ لاسلكيّ قابل للتمدّد، يمكن أن يلتصق بالجلد ويساعد على التئام الجروح، وفق ما أعلنت مجلة “Science Advances” ونقلته “الجارديان”.
ووفقاً للباحثين، تمّ تطوير “الضمّادة الذكيّة” لتكون ذات فائدة كبيرة خاصّةً بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون من مرض السكري، إذ سيتمكن الجهاز الجديد من مراقبة الحروق وقرحة السكّريّ والجروح غير الملتئمة ومساعدتها على الشفاء.
وفي التفاصيل، تمّ تصنيع “الضمادة الذكية” من بوليمر يحتوي على إلكترونيات وأدوية مدمجة. وتراقب المستشعرات حالات مثل مستوى الأس الهيدروجينيّ أو درجة حرارة الجرح، وقد تشير إلى وجود التهاب أو عدوى بكتيرية.
كما يمكن للجهاز نقل البيانات إلى جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكيّ لمراجعتها من قبل المريض أو اختصاصيّ، إلى جانب توصيل مضادّ حيويّ أو دواء آخر مخزّن داخل الضمّادة مباشرةً إلى الجرح.
وقالت الدكتورة جينا كاش، الباحثة الرئيسية في مجموعة أبحاث الجروح الجلدية في جامعة إدنبرة، إنّ الدراسة كانت عملاً جميلاً، مضيفةً “أعتقد أنّ الفكرة مثيرة حقّاً وخطوة كبيرة إلى الأمام”.
وأفاد الدكتور وي جاو، المؤلّف المشارك للبحث من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أنّ “الجهاز يتكوّن من جزأين، لوحة مرنة قابلة لإعادة الاستخدام، ورقعة الضمادة التي يمكن التخلّص منها”، وقال “تحتوي الرقعة التي تستخدم لمرّة واحدة على أجهزة استشعار حيوية وأقطاب كهربائية وهلاميات مائية محمّلة بالأدوية.”
وذكرت “الجارديان” أنّ هناك نحو 2.2 مليون شخص في المملكة المتحدة يعانون من جروح مزمنة، تكلّف 5.3 مليارات جنيه إسترلينيّ سنوياً، وفقاً لأرقام عام 2018.
وكتب الفريق في مجلة “Science Advances” أنّه اختبر الضمّادات الذكيّة على جروح الفئران والجرذان المصابة بالسكّريّ قبل وبعد الإصابة، ووجد أنّ الأجهزة كانت قادرة على اكتشاف ميزات تشمل درجة الحرارة ومستويات الجلوكوز ودرجة الحموضة في سائل الجرح. وتغيّرت هذه القياسات كما كان متوقّعاً قبل وبعد إعطاء الفئران العلاج.
وهذا ما أكّده معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أنّ الضمّادات الذكيّة أظهرت بالفعل القدرة على توفير تحديثات في الوقت الفعليّ حول حالات الجرح.
وستركّز الأبحاث المستقبلية على تحسين تكنولوجيا الضمادة واختبارها على المرضى من البشر، لاعتمادها لاحقاً في حال اجتيازها للاختبارات.