هل تصبح مهارات الذكاء الاصطناعي شرطاً أساسياً للتوظيف في المستقبل؟
أصحاب رؤوس الأموال المغامرة يتوقعون أن تهيمن الشركات الناشئة للتعلم الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي على تكنولوجيا التعليم هذا العام
عندما فقد توني نغوين، المقيم في مينيابوليس، وظيفته كمدير في متجر سندويتشات في أثناء الجائحة، قرر أن خطوته التالية ستكون الدخول إلى مجال التكنولوجيا.
وبعد أن أمضى السنوات الخمس الأولى بعد الكلية في قطاع المطاعم، أراد نغوين تعلم مهارات جديدة مثل أتمتة العمليات وتحليل البيانات.
لجأ نغوين إلى Trailhead، منصة تدريب وتطوير القوى العاملة التابعة لشركة Salesforce، إذ حصل على شهادات، وأكمل البرامج، وفي النهاية حصل على وظيفة كمسؤول إدارة البيانات والتحليلات لمنتجات Salesforce.
يوضح نغوين: “في أثناء نشأتي، أحببت ألعاب الفيديو، فيما كانت أجهزة الكمبيوتر شغفي الدائم”.
أما المهارة التالية التي يريد نغوين تعلمها.. فهي الذكاء الاصطناعي.
الحاجة إلى مهارات الذكاء الاصطناعي
أجرت Salesforce استطلاعًا عالميًا شمل 11 ألف عامل، أشار خلاله موظف من كل 10 موظفين أن دورهم اليومي يشمل حاليًا الذكاء الاصطناعي.
ولكن مع رواج التقنيات مثل ChatGPT من OpenAI، والتحول إلى التوظيف القائم على المهارات، والتركيز المتزايد على تحسين القوى العاملة الحالية وسط تهديد الانكماش، أشار 80% من كبار قادة تكنولوجيا المعلومات إلى الحاجة إلى توظيف وتحسين مهارات الموظفين في الذكاء الاصطناعي.
تقول نائبة الرئيس الأولى لشركة Trailhead في Salesforce، آن ويبي، التي تضيف برامج الذكاء الاصطناعي إلى كتالوغ الدورات التدريبية في Trailhead، “يظهر الذكاء الاصطناعي في كل مكان، في كل وظيفة. تتغير المهارات والتكنولوجيا، والعمال يتخلفون عن الركب”.
ينتشر نقص المواهب المتعلقة بمهارات الذكاء الاصطناعي، فعندما استطلعت شركة البرمجيات SAS Institute رأي المديرين في 111 منظمة مقرها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأيرلندا حول فجوة المهارات، قال 63% إنهم لا يملكون ما يكفي من الموظفين لديهم مهارات في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
خدمات التعليم
بينما يتطلع الرؤساء إلى تطوير مكان العمل، يتوقع أصحاب رؤوس الأموال المغامرة أن تهيمن الشركات الناشئة للتعلم الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي على مساحة تكنولوجيا التعليم هذا العام.
تنشئ الجامعات بشكل متزايد برامج وموارد لشهادات الذكاء الاصطناعي، مثل درجة الذكاء الاصطناعي في جامعة كارنيجي ميلون في عام 2018، واستثمار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2018 بقيمة مليار دولار في كلية جديدة للذكاء الاصطناعي، ومركز جامعة إيموري القادم لتعلم الذكاء الاصطناعي.
ولكن وفقًا لشركة Tidio الصانعة لروبوت دردشة، فإن نحو 69% من خريجي الجامعات يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يأخذ وظيفتهم أو يجعلها غير مطلوبة في غضون بضع سنوات.
الشركات تشجع موظفيها
في SymphonyAI، تقول كبيرة مسؤولي شؤون الموظفين، جينيفر ترزيباكز، إن شركة الذكاء الاصطناعي تفكر أكثر في تضمين الذكاء الاصطناعي في كيفية عمل العمال.
توضح ترزيباكز: “يشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن ما يعنيه الذكاء الاصطناعي بالنسبة لهم أو لوظائفهم”، لكن الذكاء الاصطناعي يقلل من المهام الإدارية لإفساح المجال لمزيد من الوقت للتعاون والابتكار.
وتضيف: “أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من المستقبل.. نحن بحاجة إلى أن نكون فضوليين ونتعلمه”.
لمساعدة الموظفين على معرفة المزيد عن استخدامات الذكاء الاصطناعي، تقول ترزيباكز إن الشركة أنشأت مبادرة تسمى “AI Is For Everyone” (الذكاء الاصطناعي للجميع)؛ لزيادة الوعي حول تطبيقات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين الموظفين.
تستخدم شركة Foresight لتكنولوجيا التأمين التي يملكها ديفيد فونتين، الذكاء الاصطناعيفي منتجاتها لتوليد توصيات الامتثال للسلامة لعملائها.
يضيف فونتين، “لا يعد الذكاء الاصطناعي مجرد كلمة طنانة “، بل يقدم فائدة بالفعل في Foresight في التطبيقات العملية وتبسيط عمليات العمل، إذ يلغي التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي “لعبة التخمين من مجال سلامة العمال”.
يقول قادة مثل فونتين، إن الذكاء الاصطناعي هو مجرد تطور تقني آخر يحتاج العمال إلى الارتقاء إليه.
ومع زيادة التحول نحو التوظيف القائم على المهارات، أشار 82% من المديرين في استطلاع Salesforce إلى المهارات كأهم سمة عند تقييم المتقدمين للوظائف.
يشير نغوين، الذي يعمل الآن مديرًا للتوظيف، إلى أنه ينظر إلى حسابات Trailhead للمرشحين للوظائف، لتحديد ما إذا كانوا يبقون على اطلاع بالتكنولوجيا، وما إذا كان لديهم شهية لاكتساب مهارات جديدة. يقول: “عليك دائمًا أن تصقل مهاراتك”.