تفاعل عدد كبير من عشاق التكنولوجيا مع أداة جديدة تسمى “ChatGPT” بسبب الإمكانات الهائلة التي توفرها والانسيابية في المحادثات التي يجريها مع المستخدمين والتي تتفوق بكثير على برامج الدردشة المتاحة حاليا.
وذكر موقع “سي أن بي سي” أن البرنامج المتاح على أجهزة الهواتف الذكية ويمكن استخدامه أيضا من خلال المتصفحات هو عبارة عن روبوت تم تصميمه بواسطة الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية بل وحتى كتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك.
وظهر ChatGPT أول مرة في أواخر نوفمبر الماضي، وسرعان ما أحدث صيحة في مجال التكنولوجيا، وأصبح حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأنشأت هذا البرنامج شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “OpenAI” التي يرأسها الباحث، سام ألتمان، ومقرها سان فرانسيسكو، بدعم من شركة “مايكروسوفت” والمؤسس المشارك لـ”لينكيد إن”، ريد هوفمان، وشركات كبيرة أخرى.
وحظيت الخدمة بإقبال كبير من المستخدمين، لدرجة أنه تم تحميله أكثر من مليون مرة فقط بعد خمسة أيام من إطلاقه، وفق ألتمان.
وقال مستخدم يدعى توبياس زوينغمان إنه يستعين بالبرنامج في كتابة محاضراته التي يعطيها للطلاب، وأوضح أنه طلب من ChatGPT شرح آليات عمل تقنية التعلم الآلي المعروفة باسم DBSCAN، خطوة بخطوة لأنه “كسول جدا في تدوينها بالكامل” وقد فعل الروبوت ذلك.
وأوضح أن هذا الأمر برمته استغرق 30 دقيقة بينما في العادة يقضي يوما كاملا في كتابة محاضرة من هذا النوع.
لماذا أحدث ضجة واسعة؟
وأشاد المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا والمستثمرون بهذا البرنامج، حتى أن البعض قارنه بإطلاق “آبل” هاتف آيفون عام 2007.
وبعد خمسة أيام من إطلاق “OpenAI” لبرنامج “ChatGPT”، قال ألتمان إن أداة الدردشة “تجاوزت مليون مستخدم!”.
وفي عام 2016 ، تفوق عمالقة التكنولوجيا مثل فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت بتوفير المساعدين الرقميين باعتبار تلك البرمجيات الخطوة الأولى للتفاعل البشري مع الكمبيوتر. وتفاخروا بإمكانية قيام روبوتات المحادثة في وقت لاحق بطلب أوبر نيابة عن المستخدم أو شراء تذاكر الطائرة وحجز الفنادق والإجابة على الأسئلة كما يفعل البشر.
لكن شبكة “سي إأن بي سي” أكدت أن التقدم كان بطيئا رغم مرور ست سنوات، مشيرة إلى أن غالبية روبوتات المحادثة التي يتفاعل معها الأشخاص “بدائية نسبيا، فهي قادرة فقط على الإجابة على الأسئلة البدائية على صفحات مكاتب المساعدة الخاصة بالشركات أو مساعدة العملاء المحبطين لعدم فهمهم أسباب ارتفاع فواتيرهم”.
وذكرت الشبكة أن “ChatGPT” يعد من بين البرامج الأولى التي يمكنها أن تتبنى “لغة طبيعية” في حديثها مع المستخدمين.
وقالت إن البرنامج يعكس جزءا من توجه أكبر يضخ فيه المستثمرون في مجال التكنولوجيا مليارات الدولارات لصالح الشركات الناشئة المتخصصة في مجال “الذكاء الاصطناعي التوليدي” (generative AI)، والذي يشير إلى قدرة أجهزة الكمبيوتر على إنشاء النصوص ومقاطع الفيديو والصور والوسائط الأخرى تلقائيا باستخدام تقنيات التعلم الآلي المتطورة.