بسام المحارمة يحلل لـ تك عربي كيف يمكن الحد من الاختراقات والجرائم الإلكترونية في الأردن
إن لم نستخدم التكنولوجيا بالشكل الصحيح فمن الممكن أن يكون هناك ارتداد عكسي ونتائج عكسية خطيرة
أجرى موقع تك عربي مقابلة مع معالي المهندس بسام المحارمة رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني الأردني، وذلك على هامش منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات MENA ICT 2022 الذي أقيم يومي 16-17 تشرين الثاني في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت.
وتولى المهندس بسام تيسير المحارمة مسؤولية إدارة المركز الوطني للأمن السيبراني بناءً على الإرادة الملكية السامية التي صدرت في نهاية شهر آذار / مارس 2022، لمدة أربعة سنوات اعتباراً من تاريخ مباشرته للعمل.
وتعامل المركز الوطني للأمن السيبراني مع أكثر 750 حادثة ومحاولة اختراق سيبراني رئيسية استهدفت المؤسسات الحكومية والقطاعات الحيوية منذ بداية العام الجاري وحتى شهر آب / أغسطس الماضي،
ويهدف المركز إلى بناء منظومة فعالة للأمن السيبراني على المستوى الوطني وتطويرها وتنظيمها لحماية المملكة من تهديدات الفضاء السيبراني ومواجهتها بكفاءة وفاعلية، بما يضمن استدامة العمل والحفاظ على الامن الوطني و سلامة الاشخاص و الممتلكات والمعلومات.
ما هي الجوانب التي يركز عليها المركز الوطني للأمن السيبراني في الحد من الجرائم سواء عبر التطبيقات الذكية أو المواقع الإلكترونية؟
المركز الوطني للأمن السيبراني تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة جداً بما يتعلق بحماية الفضاء السيبراني في المملكة الأردنية الهاشمية، بما في ذلك المستخدمين والمواطنين، ولا شك أن التوعية لها دوراً كبيراً في الحد من هذه الجرائم، وهي المعضلة الكبيرة والأساسية التي نواجهها حالياً.
نحن في المركز الوطني للأمن السيبراني نعمل بشكل دائم وحثيث على رفع الوعي عند المواطن، لأننا لاحظنا أن مستوى الوعي بسيط جداً في قضايا متعلقة بالاختراق، وكيفية التعامل مع التكنولوجيا والرسائل المشبوهة عبر الهواتف الذكية، ولهذا السبب، ما زلنا نعمل على مسألة رفع الوعي لأنه ليس كما نريد.
المركز الوطني للأمن السيراني يقوم بدور أساسي في مكافحة الجرائم السيبرانية على غرار المؤسسات الأردنية الأخرى التي تقوم بدور كبير في هذا المجال، ما نهدف إليه هو التحذير من مخاطر الإنترنت وكيف نتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، رغم أن البعض لم يأخذ الأمر على درجة من الجدية وقد وقع ضحية للنصب والاحتيال.
ما هي رسالة المركز الوطني للأمن السيبراني للمواطن الأردني بما يتعلق بالجرائم السيبرانية؟
رسالتي هي أن كل مناحي الحياة أصبحت تسير عبر التطبيقات الذكية والدفع الإلكتروني، وبالتالي رفع درجة الوعي من مخاطر الهجمات السيبرانية يعد ضروروياً، لماذا؟، لأن عمليات النصب والاحتيال والاختراق واردة جداً في أي وقت، وهو أمر يحدث يومياً.
وقبل نحو شهر، أطلق المركز الوطني للأمن السيبراني حملة تلميحة رقمية للتعريف بالأمن السيبراني ومخاطره، والتي تركز على الأمور التوعوية والمشاريع التي تهدف لتوفير فضاء سيبراني آمن وقادر على مواجهة أي تهديدات، والتعريف بمستوى الخدمات التي نقدمها.
ما هي الطريقة الصحيحة لحماية الهواتف الذكية من الاختراق وسرقة البيانات، والتي باتت طريقة أساسية في الابتزاز الالكتروني.
يجب أن نستوعب مسألة في غاية الأهمية في المقام الأول، وهي أن التكنولوجيا سيف ذو حدين، بحيث أن لها جانب سلبي وإيجابي يعمل على تسهيل حياتنا ويساعدنا على إنجاز العديد من الأمور التي كانت معقدة في السابق، لأن الحياة تحولت بنسبة كبيرة جداً إلى العالم الرقمي.
إن لم نستخدم هذه التكنولوجيا بالشكل الصحيح فمن الممكن أن يكون هناك ارتداد عكسي ونتائج عكسية خطيرة، وبالتالي بات من الضروري أن نُقدر الخطر ونتعامل معه، وعلى سبيل المثال، هناك العديد من الهواتف التي تضم صوراً وفيديوهات، علاوة على ملفات مهمة للشركات والمؤسسات، والتي ستؤثر على صاحبها لو جرى تسريبها، ولهذا السبب يجب على كل شخص استثمار الحماية لأن كل شيء يباع اليوم عبر الإنترنت.
من ناحية أخرى، أغلب الهواتف الذكية تستخدم التطبيقات البنكية، وهو ما يجذب القراصنة عبر الفضاء السيبراني لمحاولة الوصول إلى الحسابات وسرقة المعلومات من هواتف الضحايا، ولهذا أكرر أن التعامل مع أنظمة الحماية يجب أن يتناسب مع حجم المخاطر والقيمة التي نمتلكها، لأن القراصنة تستهدف أنظمة وشخصيات وشركات ذات قيمة، وهذا ما نطلق عليه مسمى إدارة المخاطر، أي أن يكون الاستثمار على قدّر المخاطرة.
هل سيستخدم المركز الوطني للأمن السيراني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عمله خلال الفترة القادمة؟
بالتأكيد نحن نعتمد في المركز الوطني للأمن السيبراني على عدد من التقنيات الحديثة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والمركز يقدم خدمة عمليات سيبرانية للحكومة الأردنية وبعض المؤسسات الوطنية، وهذه العمليات جزء كبير منها يعتمد على الذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا الحديثة.
من خلال هذه التقنيات الحديثة التي نستخدمها في المركز الوطني للأمن السيبراني، يمكننا كشف والتعامل مع وجود نشاط ضار أو مشبوه وغير اعتيادي عبر الفضاء السيبراني، ونحن نفخر أن لدينا العديد من التكنولوجيات والبرامج الرائدة التي تُسهل عملنا لحماية الأنظمة الوطنية وغيرها في الأردن.