الدكتور إبراهيم الجراح يشرح لـ تك عربي أهمية الذكاء الاصطناعي في مستقبل الأردن
الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي ستُمكن الشركات من التحرك في السوق والدخول في شراكات جديدة
استضاف فريق تك عربي الدكتور إبراهيم الجراح، خبير الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي في الجامعة الاردنية، على هامش منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات MENA ICT، الذي أقيم يومي 16-17 نوفمبر في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية.
ويعتبر الدكتور الجراح من اكثر العلماء الأكثر تأثيرا (Highly Cited Researchers) في مجال علوم الحاسوب لعام 2021، حسب مؤسسة ( كلاريفيت أنالاتيكس العالمية ) Thomson Reuter سابقا، ويصنف من اعلى أعلى 10 باحثين في الأردن، بعد أن نشر أكثر من 100 بحث في مؤتمرات ومجلات عالمية محكمة ذات تصنيف “كيو1، كيو2” (Q1, Q2)، وذات معامل تأثير مرتفع في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وحصوله على أكثر من 10000 استشهاد و48 لمعامل هارش، بحسب ما جاء في تصنيف جامعة ستانفورد الأميركية لعامي 2020 و2021 و 2022.
ويركّز الجراح في أبحاثه على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والبينات الكبيرة، والذكاء الجمعي، والخوارزميات التطورية، وتحليل الشبكات الاجتماعية، والنظم الموزعة العالية الكفاءة.
وسلط الدكتور الجراح الضوء على عدد من المسائل الهامة في الذكاء الاصطناعي وطرق تطوير هذا القطاع، والمنح التي يقدمها الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأخرى للأردن في تنمية هذه التكنولوجيا التي أصبحت رئيسية في كافة جوانب الحياة حالياً في الصناعة والتجارة وغيرها.
نريد التعرف على الدعم المقدم أوروبياً للذكاء الاصطناعي في الأردن؟
الذكاء الاصطناعي أصبح أمراً ضرورياً لكافة دول العالم في الوقت الحالي، لما يشكله من قدرة عالية على تطوير البلدان في شتى الجوانب، ولهذا السبب جاءت رؤية وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لبناء استراتيجية للذكاء الاصطناعي، والتي تم دعمها من عدد من الجهات وأبرزها الاتحاد الأوروبي.
دعم الاتحاد لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي في الأردن جاء لعدة أهداف ومن بينها تطوير الموارد البشرية والكفاءات القادرة على مواكبة الذكاء الاصطناعي، وأعتقد ان هذه الاستراتيجية ستكون لها أبعاد طويلة الأمد على تنمية الاقتصاد المحلي، وخصوصاً أن أحد الأهداف تركز على تشجيع الاستثمار في هذا المجال، من خلال تسهيل العمليات والصادرات والواردات التكنولوجية التي تدعم الشركات، وكذلك دعم الابتكار والريادة والبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي.
ماذا ستقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من مزايا للشركات الأردنية؟
استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيُمكن الشركات من التحرك على نطاق أوسع في السوق وبالتالي الدخول في شراكات جديدة، والحصول على دعم حكومي من خلال تسهيل الإجراءات لتشجيع الشركات لدخول هذا المجال، هذه الأمور ستوفر بكل تأكيد فرصة لتحديث القوانين لإطلاق العنان نحو تطبيق مزيد من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بشتى المجالات.
هل سيتم اعتماد مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس الأردنية؟
الحكومة الأردنية تسعى إلى تطوير هذا الجانب من خلال تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات، ولهذا سيكون هناك مشروع واستراتيجة لتطوير المناهج الدراسية في الأردن، بحيث سيتم عرض المبادئ الأساسية في الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، مثل البلوكتشين وإنترنت الأشياء وغيرها.
ومن ناحية اخرى، هناك اهتمام حكومي أردني كبير برفع قيمة التعليم الجامعي بما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، حيث جرى استحداث العديد من التخصصات في الآونة الأخيرة مثل الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، لكي يتم الحصول على خريجيين يتمتعون بالمهارات والخبرة اللازمة لخدمة الاقتصاد المحلي والمساعدة بالحد من البطالة.
ما هي المشاريع التي تم اقتراحها بالاستراتيجية وسوف تطبق الذكاء الاصطناعي على ارض الواقع؟
هناك 68 مشروع تم اقتراحهم في الاستراتيجية التي تم اعدادها، والتي تلعب بها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة دوراً رئيسياً ، مما سيوفر الفرصة الكاملة لجذب عدد كبير من المانحين، ومنها الاتحاد الأوروبي الذي سوف يقدم بدوره برامج مختلفة للتعليم والتدريب، إلى جانب العديد من البرامج التي تساعد على تمنية العديد من الجوانب في الأردن.
الاتحاد الأوروبي يقدم برامج مختلفة لدعم الاردن لتطوير ودعم العديد من القطاعات، ومن بين هذه القطاعات في المدارس والجامعات، وقبل كل شيء دعم توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمساعدة في بناء المنظومة اللازمة للذكاء الاصطناعي، واتوقع ان يكون للاتحاد الأوروبي دور كبير في هذا المجال مستقبلاً.
هل سيكون الذكاء الاصطناعي هو المسيطر على الحياة في المستقبل؟
سأتكلم عن رأيي الشخصي وبحسب خبرتي في هذا المجال، هناك من يقول أن الذكاء الاصطناعي سيسيطر على الوظائف وما دون ذلك، لكنه في الحقيقة سيكون المولد الأكبر للوظائف، وهناك دراسات تؤكد أن هذه التكنولوجيا الحديثة على شتى مسمياتها سوف تنتج عدد هائل من الوظائف، بزيادة كبيرة عن الوظائف التقليدية.
ولكن من ناحية أخرى، أريد الإشارة أن هذا النوع من الوظائف بحاجة إلى مهارات خاصة نحتاجها، ولهذا السبب أدعو الشركات والمؤسسات إلى تطوير مهارات الموظفين بما يتناسب مع الثورة الصناعية الرابعة، لكي يستطيع هؤلاء الموظفون أن يتعاملوا مع هذه الوظائف الجديدة.