أجرى موقع تك عربي مقابلة مع الأستاذ الدكتور محمد حسن الطراونة عميد كلية الآداب في جامعة الزيتونة الأردنية، على هامش الندوة التي جرت في قاعة الحاج علي القرم، بمناسبة الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2022.
وتطرق الدكتور الطراونة، خلال لقاء جرى في كلية الآداب، إلى موضوعات مهمة جداً في الابتكار وريادة الأعمال وطرق تنمية هذه الجوانب، كما كشف خلال هذه المقابلة عن استحداث مركز للريادة والابتكار مرتبط مباشرة برئيس الجامعة.
هل تحتاج ريادة الأعمال في الأردن إلى عناية خاصة من القطاعين العام والخاص؟
المملكة الأردنية الهاشمية من الدول التي تبدي اهتماماً بمفهوم الريادة والابتكار، والدليل على ذلك هو وجود مؤسسات حكومية تعنى بتطوير هذا الجانب، بالإضافة إلى وجود مؤسسات خاصة وجمعيات تساعد بشكل كبير على تطبيق النمط الجديد للريادة والابتكار.
وعلى سبيل المثال، لدينا مؤسسات خاصة مثل الجمعية الأردنية لريادة الأعمال، والتي نفتخر بأن الدكتور بلال محمود الوادي نائب الرئيس بها، أما على المستوى الحكومي، فهناك دعم منقطع النظير للريادة والسبب هو تشجيع الشباب على الانخراط في المشاريع والقضاء على البطالة.
ما يميز المرحلة الحالية من ريادة الأعمال، هو أن هناك شراكات بين المؤسسات العامة والخاصة، والذي يهدف كما قلنا إلى تشجيع الشباب على التسجيل في عدد من المشاريع وطرح أفكار خلاقة وابتكارية في الأردن والمستويين الإقليمي والدولي، وأنا لدي قناعة أن العديد من الدول سوف تستفيد من خبرة الأردن في الريادة والابتكار.
الندوة التي جرت في جامعة الزيتونة بمناسبة اليوم العالمي لريادة الأعمال، كانت غنية بالموضوعات .. ما رأيكم بها؟
الندوة جاءت في وقتها ومكانها، خصوصاً أن جامعة الزيتونة بشكل خاص والأردن بشكل عام يركز على عنصر الشباب، وهذا يؤكد مرة أخرى اهتمام القطاع الحكومي والخاص بمفهوم الريادة والابتكار والعمل على تطوير هذه الجوانب، وتمت ترجمة هذا الاهتمام باعتماد مادة الريادة والابتكار، الذي أصبح بمثابة متطلب جامعي إجباري للتخرج، سواء في جامعتنا أو في الجامعات الأردنية الأخرى.
المفاهيم التي طرحت في الندوة كانت مهمة جداً، خصوصاً بما يتعلق بالرشاقة الريادية التي تشهد توافقاً في مادة التدريس لدينا داخل جامعة الزيتونة، هدفنا ترجمة كل الأفكار والمفاهيم على أرض الواقع من خلال المشاريع الريادية للطلبة، وجامعة الزيتونة بكل أمانة من الجامعات الأردنية الرائدة في ريادة الأعمال، وتشجع الطلاب دائماً على تسجيل براءات الاختراع والمشاريع الريادية.
هل تخطط جامعة الزيتونة للتعمق أكثر في مفهوم الريادة والابتكار؟
الاهتمام الذي تبديه جامعة الزيتونة بالريادة والابتكار تُرجم إلى استحداث مركز للريادة والابتكار، وهو سيكون من المراكز المعتمدة لدينا قريباً ومرتبط بشكل مباشر بعطوفة رئيس الجامعة، كما سيكون له العديد من الأنظمة والتعليمات ومجلس إدارة خاص به.
عملية الاهتمام بمفهوم الريادة والابتكار لن يكون متقصراً على مادة دراسية فقط داخل جامعة الزيتونة، بل هناك خطة دراسية للطلبة، وأن تترجم على أرض الواقع من أفكار إلى مرحلة تطبيق مشاريع جديدة، وهذه المشاريع ستصب في المصلحة العامة للأردن والأردنيين.
كيف يمكننا تخطي مسألة صناعة المتعثرين، وهل الأردن بحاجة إلى هيئة مستقلة للريادة والابتكار؟
هذا يأخذنا إلى مفهوم آخر له علاقة بالريادة والابتكار ويدعى الاستدامة، والتي لا تعني فقط تقديم التمويل لصاحب المشروع، بل أن يحصل هذا المشروع على الاستشارات والدعم الفني خلال مسيرة العمل بالكامل، وبالتالي أصبح لزاماً علينا أن نؤسس هيئات متخصصة لتقديم استشارات دائمة لأصحاب المشاريع.
عند تأسيس هيئات ومؤسسات تساعد على تقديم مفهوم الاستدامة للمشاريع، عند ذلك يمكننا القضاء على صناعة المتعثرين، المشاريع الريادة لا تحتاج فقط إلى مصادر مالية، بل لاستشارات وخبراء، لأن مؤسسات الاستشارات تواكب ما يحدث في العالم من تقدم بالريادة والابتكار، وهي تزود أصحاب المشاريع بالحلول، لذلك وجود هذا النوع من الهئيات يقلل من وجود المتعثرين في السوق.