الدكتور معن قطامين لـ تك عربي: ريادة الأعمال في الأردن بحاجة إلى تعزيز ومنصتنا تفتح آفاق النجاح

وجود هيئة تركز على الابتكار وريادة الأعمال سيكون بمثابة مفتاح للتعامل مع الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة

أجرى موقع تك عربي مقابلة مع معالي الدكتور معن قطامين وزير العمل السابق، على هامش الندوة التي جرت اليوم الاثنين في جامعة الزيتونة الأردنية، بمناسبة الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2022.

Tech3arabi Plans

وأعلن الدكتور معن قطامين في شهر اكتوبر الماضي عن إطلاق منصة (EntreViable) الرقمية لتطوير ريادة الأعمال من مدينة أوكسفورد البريطانية، لتجسد رؤيتها القائمة على قيادة الابتكار العالمي في تطوير ريادة الأعمال.

ويؤكد رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن القطامين إن (EntreViable) تحمل لواء مشروع نهضوي لتطوير ريادة الأعمال، وتحقيق التنمية في العالم العربي، في ظل ارتفاع معدلات البطالة في الدول العربية.

معن قطامين لـ تك عربي: ريادة الأعمال في الأردن بحاجة إلى تعزيز ومنصتنا تفتح آفاق النجاح
معالي الدكتور معن قطامين

مفهوم ريادة الأعمال هو شيء جديد على الشباب الأردني، برأيك ما هي الطريقة الأنسب لتطوير هذا القطاع في الأردن؟

في الحقيقة، لقد أجرينا دراسة سريعة حول ريادة الأعمال في الأردن، وسألنا العديد من الأشخاص حول هذا المفهوم، وبالتالي حصلنا على إجابة بأن هناك 30 بالمئة فقط ممن لديهم معرفة عن الريادة وإلى ماذا تهدف.

ما توصلنا إليه هو أن هناك خلل في الثقافة حول مفهوم ريادة الأعمال عند شريحة واسعة من الأردنيين، أنا لا أقول أن السبب هو المواطن، بل المؤسسات هي من تتحمل نتيجة ذلك، سواء كان ذلك في المدارس أو الجامعات أو التوعية الحكومية.

ريادة الأعمال ليست مسألة عربية أردنية فقط، بل هو موضوع العالم الثالث، بحيث أن دول العالم الأول، التي تمثل الولايات المتحدة وأوروبا بجانب بعض الدول التي تركز على ريادة الأعمال، قد أدركت منذ زمن طويل أن خلق الفرص والحركة الإقتصادية يكون من خلال رواد الأعمال.

على سبيل المثال، هناك العديد من المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي استطاعت بناء نفسها بواسطة ريادة الأعمال، وبالتالي تمكنت بعد فترة زمنية من أن تصبح شركات عملاقة، مثل شركة أمازون التي بدأت بمشروع بسيط عام 1995، قبل أن تصبح لديها قيمة سوقية عام 2021 بمبلغ 1.1 ترليون دولار، علاوة على شركات مثل مايكروسوفت وأبل التي بدأت من خلال ريادة الأعمال.

معن قطامين لـ تك عربي: ريادة الأعمال في الأردن بحاجة إلى تعزيز ومنصتنا تفتح آفاق النجاح
معالي الدكتور معن قطامين وفريق تك عربي

 


كيف يمكننا معالجة المشاكل التي تعاني منها ريادة الأعمال في الأردن؟

أولاً، يجب علينا تعزيز مفهوم ريادة الأعمال وتوجيه المواطنين الأردنين الراغبين بالعمل في هذا المجال إلى فتح مشاريع صغيرة أكثر من توجيههم للبحث عن وظائف في القطاع العام أو الخاص، نحن نجهز الطلاب في المدارس والجامعات للبحث وظيفة، وبالتالي أصبح هناك فائض في أعداد الخريجين الباحثين عن عمل.

من ناحية أخرى، يستطيع الشباب الأردني من على مقاعد الدراسة في الجامعة بأن يبدأ التفكير بأن يصبح رائد أعمال، وعند ذلك يستطيع الإنطلاق في مرحلة جديدة وأن يخلق العديد من الفرص له ولمن حوله، وبالنسبة للمعوقات، فهناك معوقات في جميع الجوانب ونحن أطلقنا منصة مؤخراً تهدف لعلاج الكثير من المعوقات.

معن قطامين لـ تك عربي: ريادة الأعمال في الأردن بحاجة إلى تعزيز ومنصتنا تفتح آفاق النجاح
معالي الدكتور معن قطامين

نريد التعرف على أهداف منصة (EntreViable) الرقمية التي انطلقت مؤخراً لتطوير ريادة الأعمال.

أحد الأهداف التي نركز عليها في المنصة الجديدة هو التفكير والفكرة عن ريادة الأعمال، وتوفير المعرفة حول مفهومها، والتي كانت في السابق باللغة الإنجليزية، والآن هي متوفرة باللغة العربية عبر منصتنا، وهي بالمناسبة نماذج أعمال عالمية تعمل على فتح الآفاق، بحيث تصبح قادراً بعد ذلك على استكشاف المشاريع التي يمكن أن تستقطب التمويل، والعثور على التوجهات الاستثمارية في العالم .

داخل منصة (EntreViable)، يمكن لأي شخص الدخول واستخدام الأدوات لتعلم العديد من الأمور المتعلقة بريادة الأعمال، بحيث يساعدك على مسألة التفكير بالفكرة وصقلها، أو المساعدة على إعداد خطة عمل بالإضافة إلى مجموعة من الوسائل التي تساعد على تطبيق مشروع في حال كانت الفكرة قوية وتلبي احتياجات السوق.

لكن أريد التطرق إلى مسألة مهمة وهي أن هناك معوقين رئيسيين أمام تطبيق الأفكار المتعلقة بريادة الأعمال، والأولى هي أن الفكرة لا تلائم السوق، لذلك الفكرة هي مفتاح النجاح رقم واحد، في حين أن التمويل هو مفتاح النجاح الثاني، لذلك أكرر بأنه من الضروري التركيز على الفكرة، لأن الأفكار المتميزة كفيلة بالحصول على التمويل في حال اقتنع المستثمر بذلك.


هل حصلت منصة (EntreViable) الرقمية على التفاعل الذي تنتظره؟

بصراحة، أكثر مما أتخيل، وفي الحقيقة وجدنا تفاعلاً كبيراً جداً وتسجيل أعداد هائلة عبر المنصة، وما أريد قوله أن لدينا حالياً ثلاثة مسارات، الأولى مسار رائد أعمال جديد، ورائد أعمال قائم لديه شركة تعمل في السوق، بالإضافة إلى مسار خاص بالمستثمرين.

وهنا أريد التأكيد أن نسبة 40 بالمئة من أعداد المسجلين لدينا عبر المنصة هم من المستثمرين، ونحن نتكلم هنا عن مستثمرون يريدون الاستثمار على سبيل المثال بمبالغ تتراوح بين 3 و 4 آلاف دولار، لكن عند تجميع هذه المبالغ سيصبح لديك سيل من التمويل، وبالتالي هذه أهم نقطة موجودة داخل المنصة.

اليوم أقول للشباب الأردني أن التسجيل عبر منصة (EntreViable) هو مجاني، لهذا لا تضيع الفرصة من خلال القول بأنني يمكن لي الاستفادة أو لا، لأنه يمكن الاستفادة من أي مشروع حتى بمشاهدة فيلم ما والخروج بشيء مفيد، والدخول بعد ذلك بفكرة ريادية، لذلك التوجه نحو الريادة هي الخطوة الحقيقة التي ينبغي لكل مجتعمات العالم الثالث التركيز عليها لحل مشكلة البطالة التي ينجم عنها مشاكل مجتمعية أكثر من أي مشاكل أخرى.

[videopress jSiRDhjB]

هل نحن بحاجة إلى هيئة مستقلة للابتكار وريادة الأعمال؟

هذا سؤال مهم للغاية وطرح نحتاج للوقوف عنده، لأن وجود هيئة تركز على الابتكار وريادة الأعمال سيكون بمثابة مفتاح للتعامل مع جميع الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة، وأريد الإشارة بأنني التقيت خلال مؤتمر جرى في فنلندا مع وزير التعليم الفنلندي، وأكد لي أن تعليم ريادة الأعمال للأطفال لديهم يتم بدءاً من 6 سنوات، وهذا مؤشر فريد للتوجيه والتدريب.

لهذا السبب يجب أن نبدأ بتطبيق خطة لتعليم ريادة الأعمال في المدارس الأردنية والجامعات والكليات، وإنشاء العديد من المؤسسات التي تعنى بهذا الجانب، حتى الوزارات يجب عليها التعامل مع ريادة الأعمال بشكل مختلف عن المشاريع الأخرى، لهذا أريد التأكيد أن طرح هذا السؤال هو مهم جداً، ويجب العمل عليه خلال الفترة القادمة.

معن قطامين لـ تك عربي: ريادة الأعمال في الأردن بحاجة إلى تعزيز ومنصتنا تفتح آفاق النجاح
معالي الدكتور معن قطامين

 


إلى أين تذهب ريادة الأعمال في الأردن برأي الدكتور معن قطامين؟

ريادة الأعمال في الأردن بحاجة إلى مزيد من المبادرات، نحن أنشأنا مشروع منصة (EntreViable)، وبالتالي نحتاج إلى تكاتف الآخرين معنا ومساعدتنا على تنمية هذا الجانب، أو بأن يعملوا على إطلاق مبادراتهم، في نهاية المطاف لدينا 600 ألف عاطل عن العمل حالياً، وهو عدد مرشح للارتفاع بمعدل 100 ألف شخص سنوياً، وهي كارثة.

إذا لم نستطع السير على طريق ريادة الأعمال وتنميته بالشكل المناسب والتشجيع عليه، فسوف تتواصل المعاناة بشكل متراكم، وهنا أدعو المؤسسات المالية إلى تقديم المساعدة ويد العون لرواد الأعمال بالدرجة الأولى، لأن التمويل الحاصل الآن في العالم العربي يكون بتقديم الدعم لمن يمتلك الدعم، وليس لمن يحتاج الدعم، لهذا السبب تحتاج ريادة الأعمال إلى حاضنات ونأمل معاً بأن نغير هذا الواقع.

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى