ما هو الميتافيرس بالتحديد؟ وما أبرز تقنياته؟

يمكن وصف الميتافيرس بأنه واقع افتراضي احترافي وواقع معزز تستخدمه العديد من الشركات على الإنترنت وليس مملوكًا لشركة واحدة

ما هو الميتافيرس بالتحديد؟ وما أبرز تقنياته؟ أصبح الميتافيرس العالم الافتراضي المفضل للعديد من الأشخاص، ويفضلوه للعيش به على العالم الواقعي! برز المصطلح لأول مرة في رواية التسعينيات Snow Crash، كذلك في أفلام ماتريكس وفي رواية 2010 وفيلم Ready Player One. بغض النظر عن اسمه، كان الناس يتخيلون هذا النوع من العالم الرقمي والمستقبلي لعقود. والآن، في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، عدنا لوصفه بالميتافيرس، وقد بات شعورًا حقيقيًا أكثر من أي وقتٍ مضى!

شبكة تك عربي

ولتسليط الضوء أكثر على هذا المصطلح الجديد، قررنا التوغّل أكثر في عالم ميتافيرس وكيفية الدخول إليه، وأبرز تطبيقاته.

ما هو الميتافيرس ؟

لا يوجد مصطلح واحد يمكنه وصف ميتافيرس بشكل بسيط. معظم الناس يعتقدون أنه مكان افتراضي حيث يمكن للأشخاص أو الشركات أو الكيانات الأخرى إنشاء عوالم افتراضية خاصة بهم. يصفه الخبراء بأنه “واقع ممتد” يستخدم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لإخراجك من عالمك الحقيقي إلى عالم افتراضي مختلف.

مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta/Facebook، عرّف ميتافيرس بأنه ليس مكانًا افتراضيًا أو غير ذلك، لكنه وقت! وقال إنه يتعلق بوقت تصبح فيه العوالم الرقمية الغامرة الطريقة الأساسية التي نعيش بها حياتنا ونقضي بها أوقاتنا.

استخدامات تقنية الميتافيرس

الهدف النهائي لهذه التقنية الواعدة هو أن تتمكن من القيام بأي نشاط تزاوله في العالم الواقعي في عالمٍ آخر موازٍ افتراضي. مع ذلك، لا تعلق الأمر باستبدال الواقع، إنما العمل بالتزامن مع حياتك الواقعية لتحسينها، على حد وصف الخبراء التقنيين.

في الوقت الحالي، تمتلك ميتافيرس نطاقًا أضيق استنادًا إلى حدود التكنولوجيا الأساسية، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأشياء المثيرة التي تطبّق خلالها التقنية، منها:

الألعاب

حاليًا، أكثر استخدامات الواقع الافتراضي شيوعًا هو تجربة ألعاب الفيديو والارتقاء بها إلى مستوى جديد. تعمل ألعاب الفيديو القائمة على الكمبيوتر ووحدة التحكم مثل World of Warcraft و Roblox على إنشاء ألعاب ميتافيرس، وهي جزء من مستقبل ألعاب المغامرة.

التسوق

الهدف من تسخير تقنية الميتافيرس في عالم التسوق عبر الإنترنت هو توفير تجربة تسوق أفضل مما يمكن أن تحصل عليه في الحياة الواقعية. على سبيل المثال، يمكنك تجربة الملابس باستخدام أفاتارك الرقمي الذي تتوافق أبعاده مع أبعاد العالم الواقعي، ما يتيح تجربة الملابس دون مغادرة منزلك!

بالمثل، يمكنك المرور على المولات وملء عربتك بطريقة أسرع وأوضح من العالم الحقيقي، ثم يتم تسليم تلك العناصر حقيقةً إلى منزلك.

العديد من الشركات العالمية مثل جوتشي، رالف لورين، نايكي، بالنسياغا، مونكلير، وغيرها انخرطت في هذا العالم وأضافت واجهات محلاتها إلى عالم ميتافيرس الرقمي. على الرغم من أنها لم تعمل بعد بكامل طاقتها، لكن الهدف من ذلك هو تسليم سلع مادية وعروض رقمية فقط، مثل رموز NFTs وأفاتارات وملابس رقمية.

التدريب المهني

من تعليم الأطباء كيفية إجراء الجراحة إلى تدريبات السلامة المطلوبة للموظفين الجدد، تقدم تقنية متيافيرس طريقة أسهل وأكثر أمانًا لتثقيف الناس. هنا، يمكنك ممارسة مهارات الإسعافات الأولية، وتعلم الآليات والبروتوكولات المعقدة، وأخذ دروس في الوقت والمكان المناسبين – ودون تعريض أي أجساد بشرية حقيقية للخطر.

التعليم

يكمن مستقبل الفصول الدراسية بالجامعة في الميتافيرس، حيث يمكن لأي شخص تعلم أحدث المعلومات من أفضل الأساتذة في جميع أنحاء العالم.

في يناير 2022، أطلقت جامعة ستانفورد برنامج “Communication 166/266 Virtual People”، واستضافت صفها الأول في ميتافيرس، حيث شارك الطلاب عبر سماعات Oculus 2، وتحذو المؤسسات الأكاديمية الأخرى حذوها.

العمل عن بعد

ماذا لو كان بإمكانك الظهور في غرفة الاجتماعات للتعاون مع زملائك عن قرب ودون الحاجة لمغادرة منزلك؟ هذا ما تعد به تقنية ميتافيرس من خلال توفير مساحات عمل افتراضية يسهل الوصول إليها.

حجز مواعيد الطبيب

أي شيء لا يتطلب لمس الجسم مباشرة، من العلاج إلى فحوصات الأدوية، يمكن إجراؤه في عيادات الأطباء الافتراضية.

السفر

تحقق من المتاحف في جميع أنحاء العالم، وقم بالسير عبر الغابات المطيرة دون الإضرار بالحياة البرية أو حتى شارك في السياحة الفضائية عبر بوابات السفر الافتراضية دون الحاجة إلى شراء تذكرة باهظة الثمن.

الأنشطة الاجتماعية

كلعب الألعاب الجماعية أو الدردشة في غرف VR، بالإضافة لمشاركة المعلومات والصور ومقاطع الفيديو.

كيفية الوصول إلى تقنية ميتافيرس

يتطلب الوصول إلى ميتافيرس مجموعة من الأجهزة المتخصصة (الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وسماعات الرأس والشاشات ثلاثية الأبعاد والقفازات وما إلى ذلك) والبرامج (الألعاب والبرامج وما إلى ذلك).

ما تحتاجه يعتمد بالضبط على ما تريد القيام به. على سبيل المثال، لتشغيل ألعاب VR الأكثر شيوعًا، ستحتاج إلى سماعة رأس VR ووحدات تحكم.

لا يوجد منصة ميتافيرس موحدة، لذلك تقوم كل شركة بتطوير منصتها الخاصة وسماعات الرأس وغيرها من التقنيات.

أما عن المنصات، فالأكثر شيوعًا منها للوصول هي Meta و Oculus (المملوكة الآن لشركة Meta) و Sony و HTC و Pico و Valve و Samsung.

كيف يعمل الميتافيرس ؟

يتم تجميع التكنولوجيا التي تقوم عليها ميتافيرس معًا من تقنيات أخرى، بما في ذلك الواقع الافتراضي و blockchain و Web 3 (جنبًا إلى جنب مع تقنية البرمجة الأكثر نضجًا التي تدعم الإنترنت).

البلوكتشين هي طريقة لتخزين أجزاء من البيانات في “كتل”، والتي يتم ربطها معًا في سلسلة بناءً على مدى الصلة بالموضوع. توفر قواعد بيانات Blockchain طريقة لمشاركة البيانات مع ضمان الدقة والأمان، وهذا هو السبب في أنها عنصر بالغ الأهمية في العملة المشفرة.

كما توفر Blockchain اللبنات الأساسية للويب 3، وهو أحدث تكرار للإنترنت يوفر إطارًا للواقع الممتد.

أخيرًا، يعتمد الواقع الافتراضي على هذه التقنيات لمحاكاة تجربة العالم الحقيقي. تعتمد معظم برامج الواقع الافتراضي على “منشئ العالم الافتراضي”، والذي يتم إنشاؤه باستخدام مجموعة أدوات تطوير البرامج من بائع سماعات رأس VR محدد. توفر هذه المجموعة البرامج الأساسية، وبرامج التشغيل، والبيانات، ومكتبات عرض الرسوم.

هل من الأمان استخدام هذه التقنية؟

عادةً ما تبرز مخاوف السلامة والاختراق وأمن البيانات مع كل تقنية جديدة تخرج للعلن.

بالنسبة للأمان المتعلق باستخدام الميتافيرس، يمكن تلخيص ذلك على ثلاث نقاط:

الخصوصية

تم تصميم تقنية Blockchain لتكون وسيلة أكثر أمانًا وخصوصية لمشاركة المعلومات، ولكن لكل تقنية عيوبها. بالإضافة إلى ذلك، فإن القوانين المتعلقة بحقوق الخصوصية الرقمية في حالة تغير مستمر، وهناك العديد من الأسئلة حول شرعية خصوصية البيانات في ميتافيرس.

إمكانية الوصول

الأجسام البشرية ليست مجهزة بمفردها للوصول إلى عوالم ميتافيرس، لأنها تتطلب أجهزة وبرامج ومعرفة – وكلها قد تكون مكلفة للغاية بالنسبة للأفراد للحصول عليها. بالإضافة إلى ذلك قد تحتاج بعض البلدان أو المناطق إلى تركيب بنية تحتية مكلفة ومعقدة لتعزيز تخزين البيانات وسرعات معالجة البيانات.

الصحة

للواقع الافتراضي تأثير كبير على سلوك الدماغ، ما يثير مخاوف العالم الواقعي بشأن الصحة الجسدية والعقلية.

هناك مخاطر واضحة لإصابة نفسك جسديًا نتيجة التعثر أو السقوط، ولكن يُبلغ الأشخاص أيضًا عن حالات صداع ودوار ووجع عضلي ومشاكل في الرؤية.

بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يقوم الأشخاص المنغمسون في العوالم الرقمية على حساب ممارسة الرياضة واستنشاق الهواء النقي والتواصل الاجتماعي جسديًا.

المخاطر الصحية الأكثر دقة هي نفسية. نظرًا لأن الواقع الافتراضي يوفر تجربة أكثر واقعية من مشاهدة شيء ما على شاشة الكمبيوتر، فإن التأثيرات العاطفية والعقلية تكون أكثر حدة.

ناهيك عن أن جميع الجوانب السلبية للإنترنت الحالي يتم تضخيمها في الواقع الافتراضي، مثل المواد العنيفة والسوق السوداء والاتجار غير الشرعي والأنشطة الإجرامية.

كلمة أخيرة..

قد تبدو تقنية الميتافيرس اليوم غريبة على عدد كبير من مستخدمي الإنترنت، خاصةً أن لَبِنات استخدام التقنية الأساسية غير متاحة في كل مكان في العالم. لكن كما بدأ الانترنت غريبًا في التسعينيات الماضية وأصبح اليوم جزء طبيعي من حياة كل شخص وكيان، سيأتي اليوم الذي تصبح به تقنية الواقع الافتراضي والمعزز وميتافيرس نشاطًا يوميًا عاديًا للأفراد والشركات!

التعليق بواسطة حساب الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى