سنان تيفور لـ تك عربي: نجاح مقسم لم يأتِ من فراغ وهجرة المواهب لها جانب إيجابي
النجاح بالنسبة لنا هو مقاومة العمل مع جميع الأفكار التي تتنامى في عقلنا دفعة واحدة
أجرى موقع تك عربي مقابلة حصرية مع السيد سنان تيفور المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة مقسم الأردنية، على هامش مؤتمر Xpand 2022 الذي أقيمت فعالياته يومي 22-23 أكتوبر / تشرين الأول في منطقة البحر الميت.
وتوفر مقسم لزبائنها أرقام هواتف محلية في أكثر من 10 دول حول العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى خدمات الاتصال الهاتفي عالي الجودة والرسائل القصيرة ورسائل الواتساب وبرمجيات ربط متخصصة بإدارة وخدمة العملاء.
وتواكب شركة مقسم أحدث التقنيات في العالم الرقمي نظراً لخدمات الحوسبة السحابية المتطورة التي تخدم كل القطاعات حول العالم، كونها تعتمد على الإنترنت بشكل أساسي دون الحاجة لمعدات وأجهزة، لا سيما وان خدمتها لا تعتمد على مكان جغرافي.
ويعمل بالشركة فريق مكون من أكثر من 45 موظفاً مع خبرة في أكبر الشركات العالمية مثل جوجل وامازون واكسبيديا وفيرايزن وغيرها. وقد حصلت الشركة على جائزة المركز الأول خلال مشاركتها بمعرض تقني أقيم قبل عدة أشهر في المملكة العربية السعودية.
من هو سنان تيفور؟
حاصل على ماجستير في هندسة الاتصالات عام 2012 من “جامعة ميونخ” في ألمانيا، وبكالوريوس في الهندسة الكهربائية عام 2009 من الجامعة الأردنية، وشهادة في إدارة التكنولوجيا عام 2012 من مركز التكنولوجيا الرقمية والإدارة في جامعة ميونخ.
كان مهندساً للبرمجيات في شركة “جوجل” في ألمانيا بين 2015 و2016، وشريكاً مؤسساً وقائداً تقنياً في شركة “هايبرباي” في الأردن بين 2013 و2014، وأستاذاً مساعداً في جامعة ميونخ في ألمانيا بين 2011 و2012.
وسنان هو الشريك المؤسس في شركة “كاش باشا” عام 2013 ومقرها المملكة الأردنية الهاشمية، كما شغل منصب كبير مطوري البرمجيات في شركة “جواكر” في الأردن بين 2008-2010، وأستاذ مساعد في الجامعة الأردنية بين 2007-2008.
حدثنا عن نفسك .. من هو سنان تيفور؟
بالتأكيد، الخلفية الخاصة بي هي عن التكنولوجيا، حيث درست الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأردنية، وخلال هذا الوقت كنت مهتماً بموضوع البرمجيات، وبذلك تعلمت طرق البرمجة بنفسي في الفترة التي درست بها داخل الجامعة.
في ذلك الوقت بدأت البحث عن عمل وحصلت على وظيفة في شركة “جواكر”، التي بدأت من خلال المواقع الإلكترونية، قبل أن تتحول إلى نظام التطبيقات، هناك، كنت من أول المطورين الموجودين وتعلمت الكثير من الأشياء وساهمت بالمشروع.
حصلت في وقت لاحق بعد دراستي في الخارج على شهادة الماجستير في هندسة الاتصالات، وعملت مع شركة جوجل (google) لمدة ست سنوات في مجال هندسة البرمجيات، قبل أن نؤسس في البداية شركة “كاش باشا” (CashBasha) مع شريكي فؤاد جريس، ومن ثم شركة “مقسم”، حيث أنني المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لها.
نريد التعرف على شركة مقسم، والخصائص التي تتمتع بها.
مقسم هي شركة متخصصة في الاتصالات السحابية، ما نقوم بعمله هو دعم الشركات الناشئة أو غيرها، سواء كانت متوسطة أو صغيرة، وتقوم شركتنا بتوفير أنظمة وحلول عبر تطبيقنا، لتمكن الشركات والمؤسسات من خدمة التواصل مع عملائها عبر مكالمات صوتية عالية الجودة ورسائل نصية قصيرة ورسائل واتساب.
هذه الحلول يمكن دمجها بسلاسة مع حلول CRM ومكتب المساعدة السحابية الشهيرة مثل Zoho و Hubspot، جنباً إلى جنب مع برمجيات ربط لأكثر من 10 أدوات متخصصة بإدارة وخدمة العملاء، وكل ذلك يكون مسجلاً لغايات ضبط الجودة كما يعرف الجميع، بالإضافة إلى خدمة تقديم التقارير في حال الحاجة إلى ذلك.
وأنا بصفتي المدير التنفيذي لمقسم، فإن مهمتي هي التأكد بشكل دائم بأن الشركة تسير في الطريق الصحيح، والحرص على رضا الشركات التي تتعامل معنا، وكل ذلك بالمساهمة مع شريكي فؤاد جريس، بالإضافة إلى حرصنا المستمر على جلب الاستثمارات وتطوير جوانب الشركة.
أين تعمل شركة مقسم على مستوى دول العالم خلال الوقت الراهن؟
مقسم توفر خدماتها حالياً في العديد من الدول العربية وغيرها ، ويصل عدد الدول التي نعمل بها إلى أكثر من 10 دول، لكن التركيز هو في الأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر، لكن كما قلت، لدينا عملاء في العديد من الدول الأخرى.
هل هناك مشاريع جديدة في شركة مقسم غير الاتصالات السحابية؟
نعم، نحن لدينا حالياً عدد من الأفكار التي نناقشها كل يوم، ولكن النجاح بالنسبة لنا هو مقاومة العمل مع جميع هذه الأفكار دفعة واحدة، لأن النجاح داخل شركة كبيرة يحتاج إلى التركيز، في السابق كان لدينا قناعة بأن العمل يجب أن يكون بالتوازي، لكننا لاحظنا أن التركيز على مشروع واحد فقط هو الأفضل، وأن نمضي به إلى أن يصبح كبيراً وعلى مستوى التطلعات.
حالياً لدينا خطة تنصب على تطوير مقسم قبل النظر في مشروع جديد، بحيث لدينا العديد من الخاصيات التي يتم تطويرها، وعلى سبيل المثال، يتم الآن تطوير خاصية الذكاء الاصطناعي، ومن خلالها تستطيع العثور على مكالمة جرى الحديث بها عن موضوع ما، أو أن تستخرج معلومات بطريقة أكثر ذكاءً، أو أن تُعلم المسؤولين عن الشركات ماذا يحدث من أمور تخص الزبائن.
برأيك .. هل تسيطر مقسم حالياً على المشهد في الاتصالات السحابية؟
يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا، المنطقة التي تتواجد بها شركة واحدة في مجال ما لا تستطيع المنافسة أو تطوير نفسها، مقسم ليست الوحيدة حالياً في هذا الجانب، لكننا من الشركات القليلة في هذه التكنولوجيا، هناك شركات تحاول بيع حلول تكنولوجية وهي بالمناسبة عالمية وليست موجهة للعالم العربي، أو تنقصها أشياء يحتاجها الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، هناك شركات ما زالت تعتمد الطريقة القديمة في إدارة الشركات والعملاء من خلال تقديم أجهزة “هاردوير” بوضعه في المكاتب، وهي تعالج مشاكل مشابهة للمشاكل التي نعالجها، حالياً هناك شركة واحدة فقط تنافس مقسم في هذا المجال، وهذا يساعدنا على تنمية قدراتنا وتعزيز عملنا، والبحث بشكل دائم عن القفز إلى الأمام بشكل مستمر.
الأردن تمتلك عقول شابة في الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، ما هي أنسب طريقة للحفاظ عليهم خوفاً من هجرتهم؟
هذا سؤال جيد جداً ولكن برأيي أن الحل ليس باجبارهم على البقاء، لأن هجرة هذه العقول إلى خارج الأردن ستكون بسبب عوامل كبيرة وعديدة، وهذه العوامل من الصعب جداً إصلاحها في جيل واحد، أعتقد أن الحل الأفضل هو السماح لهم بتجربة أنفسهم في مكانٍ آخر واكتساب الخبرات، لكن يجب أن نهيئ لهم الظروف للعودة، القطاع الحكومي يقدم برامج عديدة ولكن القطاع الخاص مطالب أيضاً بتقديم يد العون ودعم المواهب.
باعتقادي أن هجرة المواهب التي لدينا في الأردن لها جانب إيجابي، العمل في الخارج يؤدي إلى تنمية مواهب هؤلاء الشباب ويمنحهم فرصة اكتساب خبرة استثنائية والتواصل مع عدد من الخبراء، وعندما يعودوا إلى بلادنا فهم بالتأكيد سيضعون كل هذه المكاسب في خدمة الوطن والمواطن، وإن لم يعودوا فأنا متأكد بأنهم سيقدمون الفائدة لنا عن بُعد، وهذا شيء ممتاز للغاية حسب رأيي.